عندما تجد نفسك وأنت تعيش في حيرة من أمرك ، وكأن آمالك قد ذهبت عبثا ، وكل أحلامك قد تبخرت سدى ، تتذكر تلك الأيام ، تلك الضحكة والبسمة والهمسة والدمعة ، تتذكر ذلك اللقاء ، تتذكر سعادتك فلا تجدها ، وتصرخ بصوتك فلا تجد له اثرا ، وتتعالى زفراتك فلا تجد من يخفف من مصابها ، وتذرف عبرتك فلا تجد من يمسحها ، وتبث شكواك فلا تجد من يخفف من آلامها ، عندها تعلم علم اليقين إن تلك الأيام الجميلة لم تقتلك فترديك ، ولم تدمرك فتريحك بل تركتك صريعا مذهولا حائرا ( لست بميت ولا حي )
ولكن صدقني ليس هذا مع كل البشر !!!!!!!!
فهناك من هو أقوى من كل الظروف والمحن والآلام ، وما تزيده تلك المصاعب إلا تماسكا وقوة ، فيضغط على نفسه ، وقد يدوس على قلبه ، فتكون تلك الأيام الجميلة مجرد ذكريات قد نسيت ، ومن الفكر والقلب قد محيت ، ومن طيات الزمن قد طويت ، ومن حياته كله قد قطعت .
ولكن من المؤكد أن تمر عليك في تلك اللحظة من كان سببا في خروج تلك الآهة وسقوط الدمعة ، فلولا الشوق إليه ، ولولا نار حبه ، وجحيم البعد عنه ، ما تحشرجت الحروف ، وصعبت الظروف .
ولكن ستكون ذكراه هي البلسم الشافي لكل ألم ، وصدى صوته مزيلا لكل غم ، ونور صورته نبراسا لكل قادم من الأيام ، وقد يكون العكس ( حشرجة في الحروف وانذراف دمعة فوق الخد ) وما في الأرض أشقى من محب وإن وجد الهوى حلو المذاق .