يرى البعض أن لوضع أحد الزوجين يده بيد الطرف الآخر أثراً في تنمية الإحساس بالعاطفة، وتجسيد المودة والرحمة، والرابطة القوية، مما يساعد على استمرار السعادة الزوجية، ويرى اخصائيون في الطب النفسي أن ارتباط أيدي الزوجين أثناء سيرهما أو حتى جلوسهما مع بعض يشعر الزوجة بالأمان والزوج بالحنان. فيما يرى الفقهاء أن ذلك لا يجوز لما فيه من إثارة للفتنة.
يقول حسن العمري (موظف حكومي) إن أمنيته منذ 10 سنوات مضت على زواجه أن تمسك زوجته بيده عند التسوق. إلاّ أنها ترفض ذلك بدواعي أن المتسوقين يشاهدونهما.
ويضيف العمري "حاولت إقناعها بأن تشابك أيدينا يعطي نوعا من الأمان النفسي بيننا، ولم يجد ذلك معها، فتأكدت حينها أن الأمنية لن تتحقق مع زوجتي، فربما يوماً أتزوج بثانية وتتحقق".
وتقول نوف (معلمة بالمرحلة الثانوية) إن زوجها يرفض بشدة أن يمسك يدها أثناء التسوق، لأنه يعتبر ذلك تصرفا غير حضاري، وتشير نوف إلى أنها حاولت مرة أن تمسك يد زوجها، ولكنه نهرها بكلمة لم تنمح من ذاكرتها منذ ثلاث سنوات، وليته اكتفي بالكلمة. بل حاول ضربها، والحديث لنوف.
واكتفت سارة المتزوجة منذ أربع سنوات بقولها "زوجي لم يمسك بيدي في المنزل، فكيف تريده أن يمسكها أمام المتسوقين"
ويقول سهل بخاري والذي يدخل قفص الزوجية الشهر المقبل "من الطبيعي أن أمسك يدها أثناء التسوق، وليس عيبا أو مخالفة للشرع. حيث إنها زوجتي، وذلك يرسخ الأمان العاطفي بيننا".
وينتقد محمد السهلي (خريج جامعي) الطريقة التي يشاهدها في الأسواق حيث يجد بعض النساء يمشين خلف الرجل وبمسافة قد تصل إلى المتر، وكأن الزوجة لا تمت له بصلة، مشيراً إلى النظرة الدونية لها من قبل بعض الرجال، والتي يرى أن تكون بالخلف، وألا تتخاطب مع البائعين.
وتقول منار (طالبة بجامعة طيبة ومتزوجة منذ عام) إن زوجها كان يرفض في البداية أن يمسك بيدها أثناء التسوق، ومع مرور الوقت ومشاهدته لزوجات يمسكن بأيدي أزواجهن بات يطلب منها أن يشاهد تلك الحميمية بينهما، فتغير الحال، وبدأ يمسك يدها حتى أثناء نزولها من السيارة للمنزل.
أما سالم والذي تخطى العقد الثالث والذي وجهت له" الوطن" السؤال كانت نظراته تدل على عدم رضاه على السؤال، وقال محتدا "ما هي الفائدة من مسك يدي لها أو العكس أثناء التسوق، وماذا تريد من زوجة تمشي وهي ماسكة يد زوجها أمام العباد"؟ وغادر وهو يؤكد أنه من العيب الكبير أن تمسك يد زوجتك أثناء التسوق.
وقالت نهى (ربة منزل ولديها 8 من الأبناء) "زوجي يرفض أن أمسك يده عند التسوق، وهو يرى ذلك من الكماليات التي ليس لها داعٍ" مشيرة إلى تعودها على ذلك منذ 20 سنة مضت على زواجهما.
فيما طلب محمد العربي (مصري الجنسية) توجيه السؤال إلى زوجته التي قالت إنها تجد الأمان والراحة والدفء عندما تمسك يد زوجها أثناء المسير معاً، مبدية استغرابها من بعض الزوجات اللائي يتسوقن وهن غير ممسكات بأيدي أزواجهن.
من جانبه قال عضو مجمع الفقه الإسلامي الدكتور محمد النجيمي إن "ما تعارف عليه بين الناس أن الإنسان لا يمسك يد زوجته في الأماكن العامة، وأن مسك الرجل ليد الزوجة فيه نوع من الإثارة، ويجب على الإنسان اجتناب كل ما هو مريب".
وأضاف الدكتور النجيمي "أرى أن ذلك مخالف شرعا، ومن يدري الناس أنها زوجته"، مشيراً إلى أن ذلك يثير الرجال الآخرين عندما يشاهدون رجلاً ممسكاً بيد امرأة.
وقالت اختصاصية الطب النفسي الدكتورة أمل الكفراوي إن ذلك يعود إلى الأعراف والتقاليد السائدة في المجتمعات، مشيرة إلى أن مسك الأيادي بين الزوجين فيه نوع من الارتباط بين الشريكين، وكلما استمر كان أقوى. حيث إنه يشعر الزوجة بالأمان والزوج بالحنان، مشيرة إلى أن هناك مجتمعات تنظر لها نظرة العيب، وعلى الزوجين أن يراعوا بذلك أعراف المجتمع.
أعجبني هذا التحقيق في صحيفة الوطن فأحببت ان تشاركوني بآرائكم