السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قبل أيام كنت في مستشفى صامطة عند غرفة النساء والولادة فشدني أمر وأردت أن اسمع رأيكم فيه ونقاشكم الجاد ، كان هناك رجل في منتصف العمر جالس وفجأة جاءه اتصال فقال أخرجي بسرعة فخرجت امرأة ومعها امرأة أخرى وهو يحلف بأعلى صوته والله ما يكشف عليها رجل !! فسألت من جانبي أيش فيه هذا الرجل فقال لي جاء بزوجته عشان تولد وما فيه دكتورة نساء وولادة وما فيه إلا طبيب
نظرت فرأيت المرأة تصارع الموت وآلام الولادة فأشفقت عليها وطلبت من ذلك الرجل أن يذهب لمدير المستشفى ويطلب منه أن يكتب ورقة للممرضات وفعلا ما قصر مدير المستشفى وكتب الورقة ، ولكن الممرضات اعتذروا لأنهن لا يستطعن الكشف على تلك الزوجة لعدم خبرتهن في مجال التوليد ، فثار الرجل وبدا يحلف بصوت مرتفع ( والله ما يكشف عليها رجل ) خرج الطبيب من غرفة النساء والولادة وحاول إقناع ذلك الرجل ولكن من غير فائدة ، خرج ذلك الرجل وزوجته من خلفه وأنا ومعي بعض الموجودين نحاول إقناعه ولكن من غير فائدة ( وكان يردد خليها تموت ماتت عينها ) نظرت إلا وتلك المرأة تعاني الألم وهي تمسك بشجرة من تلك المسطحات الخضراء في المستشفى ، طلب مني أحد الحاضرين تكرار المحاولة لإقناع الرجل
حاولت مرة ثالثة ولكن هذه المرة سمعت ردا غليظا فسحبت نفسي وهناك أسئلة كثيرة تدور في مخيلتي ( لو قدر الله وماتت هذه المرأة فمن يتحمل ذنبها ؟؟
ذلك الزوج الذي أخذته الغيرة والكرامة فأعمت بصيرته وطغت على تفكيره بالرغم من حالة الضرورة ، أم إن المستشفى هو من يتحمل المسؤولية بالرغم إني أعرف ظروف المستشفى لأن هناك طبيبتان إحداهن في إجازة والأخرى تأتي في فترة المساء وهناك الممرضات والقابلات ، أم إن الذنب يعود لذلك التفكير المتجمد والنظرة القاصرة للمرأة )