عيـوب القـافيـة
عيوب القافية نوعان :
الأول/ يختص بالروي وحركته (المجرى) ،
والثاني/ يختص بما قبل الروي من الحروف والحركات ويسمى (السّناد).
النوع الأول : عيوب الروي وهي ستة :
اثنان يقعان في الروي، واثنان في المجرى، واثنان ملحقان بهذه العيوب، كما سنلاحظ في الشرح أدناه :
1/ الإكفاء : هو أن يؤتى بروي متجانس في المخرج،
مثل (فارس وقارص)،
إذا نزلتُ فـ ... اجعلاني وَسَطَا
إني شيخ لا ... أطيق العَنَدَََا
في البيت الأول الروي حرف الطاء وفي الثاني الدال وهما من مخرج واحد.
2/ الإجازة : اختلاف الروي بحروف متباعدة في المخرج .
مثال:
ألا قد أرى إن تكن أم مالك ... بملك يدي أن البقاء قليلُ
رأى من رفيقه جفاء وبيعه ... إذا قام يبتاع القلاص ذميمُ
فاللام روي البيت الأول، والميم روي البيت الثاني متباعد في المخرج .
3/ الإقواء : هو اختلاف حركة الروي بين الضم والكسر في القصيدة الواحدة.
يمثله قول النابغة الذبياني :
زعم البوارح أن رحلتنا غدا ... وبذاك خبرنا الغراب الأسودُ
لا مرحبا بغد ولا أهلا به ... إن كان تفريق الأحبة في غدِ
في البيت الأول المجرى ضمة الدال من كلمة الأسودُ
وقد اختلف عنها روي البيت الثاني بالكسر (في غدِ ).
4/ الإصراف : هو اختلاف المجرى (حركة الروي ) بالفتح مع الضم أو الكسر.
مثال:
لا تنكحن عجوزًا أو مطلقة ... ولا يسوقنّها في حبلك القدرُ
فإن أتوك وقالوا إنها نصف ... فإن أطيب نصفيها الذي غبرَا
فالمجرى في البيت الأول ضمة الراء، وفي الثاني فتحة على الراء أشبعت فصارت ألفا.
أما الاختلاف بين الفتح والكسر فيمثله قول الشاعر:
ألم ترني رددتُ على ابن ليلى ... منيحته فعجلتُ الأداءَ
وقلت لشاته لما أتتنا ... رماك الله من شاة بداءِ
المجرى في البيت الأول فتحة على الهمزة وفي البيت الثاني كسرة وهذا إصراف .
5/ الإيطاء: وقد وردت في بعض كتب العروضيين (الإبطاء) :
وهو تكرار كلمة الروي بلفظها ومعناها دون فاصل أقله سبعة أبيات .
في مثل:
إنما يعرف الهوى ... من على مرّه صَبَرْ
نفس يا نفس فاصبري ... فاز بالصبر من صَبَرْ
أما إذا اتفقت الكلمتان لفظاً واختلفتا معنى فلا يعتبر إيطاء على رأي جمهور العروضيين
عدا الخليل فقد عدّه إيطاء .
مثال:
تبسم الثغر عن أوصافكم فغدا ... من طيب ذكركم نشراً فأحيانا
فمن هناك عشقناكم ولم نركم ... والأذن تعشق قبل العين أحيانا
أحيانا في البيت الأول بمعنى رد روحنا، وفي الثاني ظرف الزمان.
أما إذا اختلفت الكلمتان بالتعريف والتنكير فليس ذلك بإيطاءٍ
قالت هند بنت النعمان :
وما هند إلا مهرة عربية ... سليلة أفراس تحللها بغلُ
فإن ولدت فحلاً فلله درها ... وإن ولدت بغلاً فجاء به البغلُ
وقد اُسْتُثني من الإيطاء تكرير ما يستلذ بذكره
كاسم الجلالة أو اسم رسوله صلى الله عليه وسلم أو ذكر المحبوبة .
قال الشاعر :
يا صاحب الهم إن الهم منفرج ... أبشر بخير فإن الفارج اللهُ
إذا بليت فثِق بالله وارض به ... إن الذي يكشف البلوى هو اللهُ
6/ التضمين : تعليق قافية البيت بصدر البيت الذي بعده وهو نوعان:
قبيح و جائز
فما لا يتم الكلام إلا به قبيح ،
وما كانت الحاجة إليه تكميل المعنى المتقدم فقط فجائز .
مثال التضمين القبيح قول الشاعر:
وهم وردوا الجفار على تميم ... وهم أصحاب يوم عكاظ إني
شهدت لهم مواطن صادقات ... شهدن لهم بصدق الود مني
فلا معنى يدرك من البيت الأول منفردا.
أما الجائز فيمثله قول الشاعر :
عفا الله عن ليلى وإن سفكت دمي ... وإني وإن لم تحزني غير عاتبِ
عليها ولا مبد لليلى شكاية ... وقد يشتكي المشتكي إلى كل صاحب
هكذا انتهت عيوب القافية التي تتعلق بالروي
وفي المرة القادمة بإذن الله سنتعرّف على
العيوب التي تتعلق بالأحرف والحركات قبل الروي
وهي تتمثل في أنواع السِّناد المختلفة .
دمتم بعافية.


رد مع اقتباس