وصلني التوضيح الآتي من الصديق الغالي أبا زهير
أحببت مشاركتكم معي
الشوب والروب ضمن الصناعات القديمه والحرف اليدوية في محافظات جازان
اعتبر الشوب والروب من الصناعات التراثية التي لقيت عند الإنسان لما للشوب والروب من فوائد عظيمة لا يستغني عنها الإنسان قديما ورغم هذه الفوائد لكل من الشوب والروب التي عرفها الإنسان قديما إلا انها تلاشت شيئا فشيئا في وقتنا الحاضر وأصبح الاستغناء عنها يهدد وجودها ويطمس معالمها ربما يكون للحضارة دور في ذلك ومع هذا مازال كل من الشوب والروب يصارعان الحضارة من أجل البقاء محتفظا بصفاته الطبيعية التي عرفت منذ قديم الزمن .
*طريقة صناعة الشوب والروب : لاشك بأن صناعة الشوب والروب تعتبر من المهن التراثية التي تحتاج إلى خبرة فليس كل إنسان أن يجيد صناعة هذه المهنة وإنما هناك من هو متخصص لهذه الصناعة ربما ورثها أبا عن جد ويسمى الموقّد نسبة للمكان الذي يصنع فيه الشوب والروب والمعروف باسم الموقد .
وحتى تتوفر مادة الشوب والروب لابد من عمل يقوم به الموقِّد صاحب هذه المهنة على النحو الآتي :
-حفر حفرة في الأرض غير عميقة بعيدة عن الأحياء السكنية لها فتحة إلى الخارج على شكل مسرب أو ممر .
-إحضار إناء فخاري المعروف باسم الجرة ثم كسر عنقها بحيث تكون لها فتحة أكبر من فتحة العنق وتسمى الجحلة .
-إحضار قطع صغيرة من عواد الأشجار المنجورة ويفضل أن تكون من أشجار الأثل .
- وجود كمية من روث الحيوانات التي تساعد على الاشتعال وتحتفظ بالنار فترة طويلة ويفضل روث الأبقار المعروف بالكبي .
يقوم صاحب الموقد بوضع قصاصات الأعواد المنجورة في الإناء الفخاري المعروف بالجرة والمصطلح على تسميته لهذاالغرض بالجحلة حتى تمتلي ثم يقوم بوضعها مقلوبة على فوهة الحفرة ثم تغطى الجرة بطبقة من الروث ثم يغطى الروث بطبقة من مكسورات الأواني الفخارية بعد ذلك يتم إشعال النار في الروث فيبقى فترة طويلة محتفظا بالنار يصعد منه دخانا إلى الهواء يستمر هذاالدخان إلى أن يتم احتراق الروث وفي هذه الأثناء تتحول الأعواد الموجودة في الجرة إلى فحم ناشف قد أفرز مادة الشوب والروب في الحفرة المكتومة ثم اندفع عبر المسرب أو الممر الخارج من الحفرة لحفظه في أواني خاصة .
* فوائد كل من الشوب والروب قديما :نظرا لعدم الحاجة لاستخدام كل من الشوب والروب حديثا فإننا سوف نسلط الضوء على استخدامه قديما ومدى حاجة الناس إليه في ذلك الوقت .
من المعروف أن الشوب عبارة عن مادة سائلة خفيفة يميل لونها إلى السواد الفاتح لها رائحة زكية عند اهل التراث أما الروب فهو عبارة عن مادة سائلة ثقيلة لزجة سوداء اللون لا تختلف رائحتها عن رائحة الشوب المعروفة ولكل من الشوب والروب فوائد عند أهل زمان .
*فوائد الشوب :نظرا لما يتصف هذاالسائل من مادة خاصة تعتبر كمطهر لقتل الجراثيم والأشياء الاخرى التي تسبب الأذى فإن استعماله يكمن في الآتي :
-كمطهر لشعر الرأس وفي نفس الوقت يقضي على الحشرات المؤذية التي تتعلق بشعر الراس كالقمل والصيبة ولهذا فإن المراة العربية لا تستغني عن استخدامه فلا يمر اسبوعا دون استخدامه .
-يستخدم للمواشي وخاصة الضأن والماعز والإبل لقتل الحشرات الضارة .
-أيضا له فوائد طبية لعلاج داء الكلاب المشبوقة .
*فوائد الروب المعروف بالقطران : يستخدم الروب للزينة فيطلى به ركب القعد والكراسي وفي نفس الوقت يحافظ على سلامتها من الحشرات العابثة بما يحتويه من مادة تنفر بعض الحشرات .
ايضا الاستمتاع براحته الزكية التي تبعث في النفس الرغبة وفتح الشهية كطلاء بعض أواني الشرب المصنوعة من الأشجار كالقوبة والمدهنة والقعب وبعض الأواني الأخرى كالقشبة والميظر .
أيضا يستخدم لقتل بعض الحشرات المؤذية للحيوانات وخاصة الإبل وذلك بوضع قليلا منه في أماكن معينة وخاصة الأماكن الداخلية وتعرف هذه الطريقة بالترفيغ .
حقيقة لا أخفيكم سرا بأن فكرة الموضوع مازالت عالقة في ذهني منذ أن بدأت الكتابة في قسم التراث وكان لزاماً عليّ ان ينال الموضوع من البحث والإطلاع ثم الكتابة حتى يظهر الموضوع بصورة واضحة ومقنعة للقراء ولكن هناك ظروف وعقبات وقفت في طريقي فلم أتمكن من العثور على مكان صناعة الشوب والروب المعروف بالموقد حتى أتمكن من كتابة موضوعي معتمدا على حقائق علمية صحيحة
وحيث مال لهذه الصناعة من اهمية تراثية عند الأجداد فإننا قد تطرقنا لها أنا وبعض الإخوان التراثين في مواضيع مختلفة بذكر فوائد كل من الشوب والروب كرؤوس أقلام حسب ما أملته علينا الذاكرة وأنا على يقين بأن الموضوع لم يأخذ حقه من التوضيح وعندما أصبحت المهمة والتكليف أصعب بالبحث عن هذه الصناعة التراثية وتوضيحها للمشاهد ضمن الصناعات التراثية التي كانت تشتهر بها المنطقة زمن الأجداد
فقد كُلفت بالبحث عنها من ضمن الصناعات التراثية القديمة بالمنطقة وذلك من قبل اللجنة الإعلامية التابعة لإمارة محافظة صامطة تحت مسمى "محافظة صامطة تأريخ وحضارة " لكوني أحد أعضاء هذه اللجنة تحت إشراف الأستاذ : محمد عبد الله عريشي الرئيس على اللجنة الإعلامية والمشرف العام مدير مكتب المحافظ الأستاذ :محمد بن عبده قاري .
فبتوفيق من الله ثم النية الصادقة والإخلاص في العمل تم العثور على مكان صناعة الشوب والروب بعد جهد جهيد وأسئلة متواصلة أنا وزميلي ابو علاء الدين الذي تولى مهمة التصوير وبعض اللقاءات الحوارية مع صحاب بعض المهن التراثية فكان لهذا الزميل الفضل بعد الله على ما تحقق من إنجازات حول مفهوم هذه الصناعات التراثية القديمة والتي سوف تُشاهد مفصلة عبر شريط مصور تابع لمحافظة صامطة ضمن مشاركاتها في القرية التراثية بجازان تحت مسمى "جازان الفل ..مشتى الكل "
فمن وجهة نظري و من خلال تأملي لهذه الصناعة "صناعة الشوب والروب" أرى أنها في طريقها للإنقراض فقد لا نجدها في المستقبل إذا نحن نظرنا لفوائد كل من الشوب والروب وحاجة الناس إليها في الوقت الحاضر وهذا ما جعلنا نعاني ونجد صعوبة في البحث عن مكان وجود هذه الصناعة "صناعة الشوب والروب" وكأن الإنسان في الوقت الحاضر قد استغنى عن الشوب والروب ووجد البديل عنه مما جعل الاقبال إليه نادرا إن لم يكن معدوما لهذا فإن مصانع الشوب والروب أصبحت الآن معدودة على الأصابع وفي أماكن بعيدة يصعب الوصول إليها إلا بشق الأنفس وقد يتعرض الباحث عنها لبعض المخاطر .
وقد حصلنا على مكان صناعة الشوب والروب المعروف بالموقد حسب ما وصف لنا صاحب الجش وقد قام زميلي الذي كان يرافقني في رحلتي بالتقاط بعض الصور لذلك .



اعد التقرير وقدمه
شيخ التراث الشعبي
ابو زهير
هاه يابو زهير سؤالك كما توقعت !!!!
إذاً...ليس القصد البحث المعرفي ..بل سؤال أنت تملك إجابته !!! ولذا تعرفه وتعرف اسم شكله .