الزلازل والبراگين.. آيات وقوارع توقظ القلوب الغافلة
قبل 677 سنة، وبالتحديد ليلة الأربعاء الثالث من جمادى الآخرة سنة 456هـ، كما ذكر ابن كثير في البداية والنهاية، ظهر بالمدينة دويٌ عظيم ثم زلزلة عظيمة رجفت منها المدينة والحيطان والسقوف والأخشاب ساعة بعد ساعة، واستمرت هذه الزلزلة إلى يوم الجمعة الخامس من الشهر المذكور، ثم ظهرت نار عظيمة في الحرة بالقرب من قريظة نبصرها من دورنا من داخل المدينة كأنها عندنا، وهي نار عظيمة وقد سالت أودية بالنار إلى وادي شظا مسيل الماء، وقد سدت مسيل شظا وما عاد يسيل، والله لقد طلعنا جماعة نبصرها فإذا الجبال تسيل نيراناً، وقد سدت الحرة طريق الحاج العراقي، فسارت إلى أن وصلت إلى الحرة فوقفت بعد ما أشفقنا أن تجيء إلينا. ورجعت تسيل في الشرق فخرج من وسطها سهود وجبال نيران تأكل الحجارة. فيها: أنموذج عما أخبر الله تعالى في كتابه: {إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ (32) كَأَنَّهُ جِمَالَتٌ صُفْرٌ} [المرسلات: 32 - 33]. وقد أكلت الأرض وقد كتبت هذا الكتاب يوم خامس رجب سنة أربع وخمسين وستمائة والنار في زيادة ما تغيرت.. وها نحن في جمادى الآخرة عام 1430هـ، هل تتكرر نفس الأحداث؟
لقد زادت المخاوف من الأنباء التي تناقلتها وسائل الإعلام المختلفة وتوقعت فيها ثوراناً بركانياً تتعرض له مدينة "العيص" في منطقة المدينة المنورة لا سيما بعد الإعلان رسمياً عن الهزات الأرضية في "حرة لونير" وقال رئيس هيئة المساحة الجيولوجية زهير نواب: "منطقة العيص البركانية يمكن أن تتعرض لزلازل تصل قوتها إلى 5.6 درجات على مقياس ريختر، والهيئة وسعت نطاق منطقة الطوارئ إلى 04كم"
وأذن الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ المفتي العام للمملكة بدعاء القنوت والإكثار من الدعاء لأهل المناطق التي تشهد هزات أرضية.
وقال الدكتور توفيق بن عبدالعزيز السديري وكيل وزارة الشؤون الإسلامية للمساجد والدعوة والإرشاد: إن الوزارة أبلغت فرعيها في منطقتي المدينة المنورة وتبوك بدعوة أئمة الجوامع والمساجد القريبة من المناطق المتأثرة بالهزات الأرضية إلى دعاء القنوت في الصلوات تماشياً مع هذه التوجيهات.
وأعلنت هيئة المساحة الجيولوجية أن أجهزة الرصد المنتشرة في محافظة العيص سجلت ارتفاعاً ملحوظاً وكبيراً في غاز الرادون والذي يشير إلى احتمال وقوع هزات عنيفة ومتتالية ستضرب منطقة العيص على الرغم من أن الهدوء يعم المنطقة وحالة الهزات الأرضية مستقرة؛ حيث لم يتم رصد أي انبعاثات بركانية وغازات سامة من فوهات البراكين. وكشف الدكتور أحمد العطاس رئيس الهيئة بالإنابة أن غاز الرادون عديم الرائحة وغير مرئي صادر من الشقوق الأرضية للمنطقة حيث يكمن تأثيره في المواطنين القابعين بالقرب من هذه التشققات.
وأشار عضو هيئة التدريس بقسم الجغرافيا بجامعة القصيم عبدالله المسند إلى أن انفجار البراكين عادة يسبقه حدوث زلازل متكررة في محيطها وبالقرب منها. وأن منطقة المدينة النبوية تحتوي على 0002 فوهة بركان أكبرها فوهة الوعبة ويبلغ حجمها 2 كيلومتر.
آيات وابتلاءات
وقد قال فضيلة الشيخ الدكتور صالح بن حميد - إمام وخطيب المسجد الحرام في خطبة الجمعة معلقاً على الهزات الأرضية في منطقة المدينة: إن ما ظهر اليوم من هزات إنما هي آية من آيات الله وقوارع توقظ قلوباً غافلة لتراجع توحيدها وإخلاصها فلا تشرك معه في قوته وقدرته وسلطانه أحداً ويفيق بعض من غرتهم قوتهم فيتذكرون أن الله الذي خلقهم هو أشد منهم قوة وبخاصة أولئك المستكبرون ممن غرتهم قوتهم وطال عليهم الأمد فرحوا بما عندهم من العلم" وأوضح الشيخ ابن حميد أن المواقف في هذه الآيات والابتلاءات مما يبتلي الله به عباده القادرين الموسرين فينظر كيف يعملون، هل ينفقون من مال الله الذي أتاهم وأن يسارعوا في نجدة، أم تراهم يقبضون أيديهم ينسون ربهم وينسون إخوانهم ويعيشون في غفلتهم.
ولفت إمام وخطيب المسجد الحرام إلى أن هذه الآيات والحوادث والكوارث ولو عرفت أسبابها المادية وتفسيراتها العلمية فلا ينبغي أن يظن أنها لا صارف عن كونها آيات وتخويفات والنظر فيما وراء الأسباب والتعليلات من أقدار الله وحكمه وحكمته، فهي آيات الله ومقاديره يقدرها متى شاء ويرسلها كيف شاء ويمسكها عمن يشاء يعجز الخلق عن دفعها ورفعها مهما كانت علومهم ومعارفهم واحتياطاتهم واستعداداتهم.
وحذر الشيخ صالح بن حميد من الركون إلى التفسير المادي فقال: (إن مما يخشى أن يكون الركون إلى التفسير المادي والاستكانة إلى الحديث العلمي والبعد عن العظة والذكرى من تزيين الشيطان عياذاً بالله.. تهتز البحار وتتصدع الجبال وتهلك النفوس ولا تهتز القلوب، وترتجف الديار ولا ترتجف الأفئدة، وتعصف الرياح ولا تعصف النفوس، وتتزلزل الأرض ولا يتزلزل ابن آدم المخذول).
وأشار الشيخ ابن حميد إلى أن المتأمل لأحوال بعض الناس ومواقفهم ومسالكهم يرى أموراً مخيفة.. فيهم جرأة على حرمات الله وانتهاك للموبقات وتضييع لأوامر الله وتجاوز لحدوده وتفريط في المسؤوليات في العبادات والمعاملات وإضاعة للحقوق. محذراً من مكر الله {أَفَأَمِنُواْ مَكْرَ اللّهِ فَلاَ يَأْمَنُ مَكْرَ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ}.
وبيَّن إمام المسجد الحرام أن عظم الجزاء يكون مع عظم البلاء وإن الله إذا أحب قوماً ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا ومن سخط فعليه السخط وإذا أراد الله بعبده خيراً عجل له العقوبة في الدنيا وإذا أراد بعبده شراً أمسك عنه بذنبه حتى يوافى به يوم القيامة، بهذا جاءت الأخبار عن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
وقال: إن الاعتبار بآيات الله والرضا ببلائه لا يتنافى مع الأخذ بالأسباب والفرار من قدر الله إلى قدر الله، فينبغي العناية بما يوجه به ولاة الأمر والمسؤولون من الحذر والحيطة والالتزام بالتعليمات والتوجيهات الوقائية محافظة بإذن الله على الأنفس والأهل والأموال والممتلكات ثقة بالله سبحانه وتعالى اعتماداً عليه وإيماناً بأقداره ثم التصرف بهدوء والخروج من الأماكن ذات الأضرار المحتملة والابتعاد عن مواقع الخطر وحُسن التعامل مع الآلات والأدوات وتحري السلامة والتصرف بحكمة وأناة والاستماع إلى الإرشادات فهذا يقي من الأخطار بإذن الله ويقلل من الأضرار ويعين على نوائب الحوادث"
تخويف وتحذير
وقال الشيخ صلاح البدير إمام وخطيب المسجد النبوي في خطبة الجمعة 72 جمادى الأول 0341هـ: إن ما حدث في الأيام الماضية من زلازل وهزات حدث جلل وأمر عظيم يبعث على الوجل والخوف من الله تعالى وعقوبته. وأضاف: ولله آيات وعظات يُريها عباده في الدنيا إنذاراً وتخويفاً وتحذيراً وترهيباً وإيقاظاً وتذكيراً، قال تعالى: {وَمَا نُرْسِلُ بِالآيَاتِ إِلاَّ تَخْوِيفاً} [الإسراء: 59]. قال قتادة: "إن الله يخوف الناس بما يشاء من عباده لعلهم يعتبرون ويذكرون ويرجعون"
وناشد الشيخ البدير المسلمين قائلاً: "ضجوا بالاستغفار وتخلصوا من الذنوب والأوزار وأشفقوا من غضب الجبار وأظهروا الخشية والتوبة والإنابة والتضرع والفاقة والسكنة وأكثروا الدعاء وعظمة الرغبة والرجاء وأصدقوا في اللجوء ولا تفتروا عن ذكر الله تعالى والذلل له والتقرب إليه والفرار إليه. قال قتادة: "بلغنا أنه ليس أحد يصيبه خدش عود ولا نكبة قدم ولا خلجات عرق إلا بذنب ويعفو الله عن أكثر"
مقدمات وإرهاصات
وأوضح فضيلة الشيخ صالح بن محمد آل طالب أن زلازل اليوم مقدمات وإرهاصات، وقد جاء في السنَّة أن الزلازل تهيج قبل قيام الساعة وكأنها للأرض صحوة الموت أو انتفاضة الوداع الأخير، مبيناً أن الزلازل والكوارث تفضح عجز البشر وتظهر الضعف والذل والعجز والهزيمة أمام قوة رب العالمين فهي آية لمن تدبرها. وقال آل طالب في خطبة جمعة ألقاها بالمسجد الحرام: في غمرة قسوة القلوب وجفافها والإغراق في الدنيا ونسيان الآخرة، وفي سكرة القوة ونشوة الاقتدار وتجبر الإنسان في هذه الأرض، ظناً منه أنه القادر عليها والمتمكن فيها، يأذن الله لبعض آياته أن تظهر ولصورة من قوته أن تزأر في زلزال مدمر أو طوفان مزمجر يقلب أعالي الأرض سافلها ويجعل ظاهرها باطنها ويغير معالم الكون.
وأشار فضيلته إلى أن زلازل الأرض وكوارث الطبيعة تهون أمام الزلزلة الكبرى والقيامة العظمى، ذلك حين يأذن الله بانقضاء الدنيا وزوالها فترتج الأرض كلها ويخرج مكنونها ويوم تكور الشمس وتتناثر النجوم وتسجّر البحار فتلتهب ناراً {يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُواْ للّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ } [إبراهيم: 48]، لافتاً إلى أن يوم الزلزال العظيم سيأتي لا محالة، وواصفاً أهوال يوم القيامة بأنها "تترك المرضع رضيعها من شدة الذهول وتسقط الحامل ما في بطنها من شدة الفزع وترى الناس تحسبهم سكارى من هول الموقف وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد" وقال: إن الزلزال آية من آيات الله الكبرى، تريك عظمة الله وقوته وجبروته في طرفة عين ولمحة بصر، وبلا مقدمات يغير الله معالم الأرض، ويمحو دولاً ويدفن مدناً، ودمار وخراب لا يعلم مداه إلا الله.
حكمٌ وعبر وعظات
وفي زلازل الدنيا حكمٌ وعبر وعظات، قال الشيخ محمد صالح المنجد: "كون الزلازل لها أسباب يشرحها الجيولوجيون لا ينفي كون هذه الزلازل آيات يخوف الله بها عباده، مثل الكسوف، فإن له سبباً وحكمة، فالحكمة أنه يخوف الله بها عباده، فينبغي ألا يخلط المسلم بين السبب والحكمة، وينبغي ألا يشغله السبب عن الحكمة. فيجب ألا تلهينا التحليلات العلمية والجيولوجية عن الاعتبار والاتعاظ بهذه الآية العظيمة. وأما التفسيرات المادية التي تقول: بأن هذه المنطقة منطقة زلازل منذ القدم، ومواضع لبراكين خامدة منذ الأزل، وأن لها تاريخاً في ثوران البراكين والهزات، وأنها أمر طبيعي.... فهذا تفسير من ابتعد عن نور الوحي.. وهو من تزيين الشيطان. ومن الحكم الإلهية في إيقاع الزلازل: أنها من رحمة الله بعباده المؤمنين في هذه الدنيا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أُمتي هذه أُمة مرحومة ليس عليها عذاب في الآخرة عذابها في الدنيا الفتن والزلازل والقتل" سنن أبي داود وصححه الألباني. "فهي مخصوصة بمزيد الرحمة، وإتمام النعمة، وتخفيف الإصر، والأثقال التي كانت على الأمم قبلها" عون المعبود (11/042 - 142).
نار من أرض الحجاز
وقال د. أحمد بن صالح الطويان: إن كثرة الزلازل وتتابعها من علامات الساعة التي أخبر عنها النبي صلى الله عليه وسلم؛ قال: "لا تقوم الساعة حتى يقبض العلم وتكثر الزلازل ويتقارب الزمان وتظهر الفتن ويكثر الهرج وهو القتل وحتى يكثر فيكم المال فيفيض" البخاري. وقال: "لا تقوم الساعة حتى تخرج نار من أرض الحجاز، تضيء أعناق الإبل ببصرى" مسلم.
وأضاف: إن الزلازل آية باهرة تدل على قدرة الله ووحدانيته فالعباد تحت قبضته وتحت رحمته. وقد تكون الزلازل غضباً وانتقاماً من الكافرين وقد أهلك الله الأمم الماضية بكفرهم وجحدهم لرسالات رب العالمين. وقال تعالى في قوم شعيب: {فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ } [العنكبوت: 37]. والرجفة هي الزلازل الشديدة. وقد تكون الزلازل عذاب في الدنيا وتطهيراً ورحمة للمسلمين. فعن أبي موسى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أمتي هذه أمة مرحومة ليس بها عذاب في الآخرة وعذابها في الدنيا الفتن والزلازل والقتل" رواه أبوداود وأحمد بسند صحيح.
ثوران البركان بات وشيكاً
ويهدد هذا البركان الخامد المملكة بعد أن وقعت عدة هزات أرضية رصدها مركز الزلازل بمنطقة تبوك التابع لمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية في أواخر شهر رمضان المبارك الماضي، وأشارت التقارير إلى أنها هزات ناتجة عن ارتفاع شديد في درجة حرارة الأرض الباطنية وتعد مؤشرات تسبق ثوران البراكين. وبين المركز بأن أي نشاط زلازلي في مناطق تبعد عن التقاء الصفائح الأرضية تتحول إلى براكين مثل المنطقة التي رصدت بها الأنشطة الزلزالية في منطقة العيص. وقام المركز بإبلاغ السلطات المختصة بعد ملاحظته ارتفاع معدل الهزات المسجلة في تلك المنطقة على عمق كبير لاتخاذ الإجراءات المناسبة في حال زادت حدة الهزات لوضع خطة إجلاء بتلك المنطقة.
وأكد الدكتور عبدالعزيز اللعبون أستاذ الجيولوجيا في كلية العلوم في جامعة الملك سعود، أن الهدوء الذي تعيشه قرية العيص وما جاورها بعد الهزات الأرضية التي تعرضت لها طيلة الأيام الماضية يعطي دلالة واضحة أن ثوران البركان بات وشيكاً، مستدركاً "ربما تستغرق هذه العملية أياماً أو أسابيع قد لا يحدث الانفجار إلا بعد ستة أشهر وربما أكثر"، وقال: "إن سيلان البركان لن يتجاوز 52 كيلومتراً، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن الثورة ستنحصر على الأودية"
وأشار إلى أن ما يلاحظ ويسجل من اهتزازات زلزالية في العيص والقرى المجاورة لها، مصدرها تحرك صهارة، وأن صخور مائعة تتعرض لضغط شديد تتحرك داخل الأرض، وتبحث عن مناطق ضعف لتنطلق إلى سطح الأرض، وخلال تحركها تكسر الصخور، وهذا ما يشعر به من زلازل وعند عثورها على مخرج من خلال صدوع أو شقوق تندفع كحمم أو فيوض، وأضاف "علمياً فإن ثوران البركان بات وشيكاً، ولكن متى؟ الله أعلم، وقد تستغرق هذه العملية أياماً أو أسابيع وقد لا يحدث الانفجار إلا بعد ستة أشهر وربما أكثر"
وأكد مدير الدفاع المدني في منطقة المدينة المنورة اللواء صالح المهوس أن انخفاض النشاط الزلزالي في العيص لا يعني بالضرورة زوال الخطر عن المناطق المحيطة بحرة الشاقة.
مليون هزة أرضية سنوياً
من جانب آخر اعتبر خبير الفضاء العالمي الدكتور فاروق الباز النشاط الزلزالي في بعض قرى منطقة المدينة المنورة أمراً عادياً لا يمثل أي خطورة. وقال: إن حركة القشرة الأرضية واردة، وتحدث كل فترة وهذا أمر طبيعي.
وأكد الدكتور زغلول النجار أن الأرض تتعرض لمليون هزة أرضية كل عام، وأغلبها هزات خفيفة لا يشعر بها الإنسان، ولا يستطيع أحد أن يستثني بقعة معينة من الزلازل، والزلازل والبراكين وغيرها من الظواهر الكونية جند من جنود الله يسخرها الله على من يشاء متى شاء بقدر ما شاء، وأوضح أن الجزيرة العربية محاطة بشبكة من الطفوح المكونة من حمم الصخور البركانية المنصهرة التي تدفقت من باطن الأرض إلى سطحها عبر فوهات بركانية، وقد انفصلت الصفيحة العربية عن الصفيحة الإفريقية وشكل ذلك أخدوداً في البحر الأحمر.
وأفاد النجار بأن الظواهر الكونية كلها تشتمل على خير كما أنها تحدث أضراراً بالغة، والبراكين تخرج من الأرض العديد من العناصر التي لو بقيت تحتها لانفجرت الأرض فهي بهذا رحمة وهي الفتحات التي خرجت منها مياه البحار من داخل الأرض {أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءهَا وَمَرْعَاهَا(31)}، وهي التي يخرج منه غاز الكربون الذي يكون الغلاف الغازي لكرة الأرض التي لها فوائد كثيرة.
عناية الدولة
أكد صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن ماجد أمير منطقة المدينة المنورة أثناء زيارته الميدانية لمدينة العيص وبعض القرى التابعة لها يوم الخميس 62 جمادى الأولى 0341هـ، أن حياة أهالي العيص فوق أي اعتبار وأنهم في القلب قبل مخيمات الإيواء، وأن قرار السماح بعودتهم لمساكنهم لن يتم اتخاذه ارتجالياً حتى التأكد علمياً بعدم تضررهم، منوهاً بتوجيهات خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين ومتابعة سمو النائب الثاني التي تحث على تقديم كافة الإمكانات في سبيل الحفاظ على الأهالي، وقال سموه: "ليس هناك عذر لأي أحد فالإمكانات كلها موجودة"
وأشار الدكتور زهير عبـــــدالحفيظ نائب رئيس هيئة المساحة الجيولوجـــــية السعودية أن الدولة ركزت على دعم الجهات ذات العــــلاقة بالزلازل والبراكين بميزانية جيدة، وتم توحيد جمــــيع المراصـــــد تحت مظلة هيئة المساحة الجــــيولوجية السعودية، وتغطـــي المملكة 75 محطة مرصــــد منتشرة في أنحاء الممــــلكة، وفي هذا العام سينـضم إليها 20 مرصداً جديـــــداً، ونحن نهدف إلى 100 مرصد خلال الخطــــة الخـمسية.