هيذام
شكرا لحضورك،
حاولت قدر الإمكان الهروب من طرح الأمثلة، لأن البعض لديه مواقف مسبقة من بعض قضايانا وخصوصا الداخلية، ومحاولة اسقاط فكرة المقال على هذه الأمثلة قد يعتقد البعض أنه مواجهة لقناعاتهم، ومع ذلك سأورد لك مثال على قضايانا الكبرى ومثال على قضايانا البسيطة.
الحرب الأفغانية الأولى، حشدت لها الجهود والأموال والبشر، بمباركة أمريكية، ولا غرابة في ذلك فأمريكا تنشد مصالحها، ولكن المصيبة هو انسياق جلّ مثقفينا (بكل أطيافهم) إلى الدعوة لتلك الحرب، منطلقين من بعد ديني، ودعوة للجهاد، وهو بحد ذاته ليس خطأ، ولكن الخطأ وقع في غياب النظرة الاستراتيجية لاسقاط الاتحاد السوفيتي الذي كان يمثل نوع من توازن القوى، وبسقوطه أصبحت أميركا سيدة العالم، وقطفت ثمرة الجهاد الأفغاني.
مثال آخر على قضايانا البسيطة التي تداولها الناس كثيرا، قضية السينما مثلا، فالبعض يراها شرّا محضا ويتجاهل دورها الثقافي، والمعرفي وأثرها في توجيه المجتمع، والآخر يراها خيرا محضا سترقى بالمجتمع الى درجات السمو، ويتجاهل جوانبها السيئة، وقلّ ان تجد من نظر لها بتوازن وتطرق لكل جوانبها.
وأصبح المجتمع تائها بين نظرتين لا يمكن ان تلتقيا، ورؤيتين تنظر من زوايا مختلفة، ولو نظر كل لرؤية الآخر بانصاف لوجد فيها بعض حق، وبالتالي ربما نصل الى كلمة وسط في قضايانا
اشكرك مرة أخرى