بسم الله الرحمن الرحيم
السّلامُ عَليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
إخوتي في الله؛
هذي العَضلةُ بين لَحيينا؛
أتُرى يَعي أحدُنا؛ مَدى خَطَرها؟!
أو يَحتَرزُ: فيمَ يكونُ نُطقُها؟!
أم تُرى تُرينّ؛ تَدلف في كُلّ وادٍ!
وتعرضُ لحُقوق العبادِ:
غيبةً .. هَمزاً .. استِهزاءً؟!
" يَحسَبونهُ هيّناً "!
قالَ تَعالى:
" وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ "؛
( التّوبَةُ: ( 65 )) .
قوله تعالى : ( ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب ) الآية ،
وسبب نزول هذه الآية على ما قال الكلبي ومقاتل وقتادة :
أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يسير في غَزوة تبَوك وبين يديه ثلاثةِ نفَر من المُنافقين ،
اثنان يستهزئان بالقرآن والرّسول ، والثّالث يضحَكُ .
قيل : كانوا يقولون : إنّ مُحمّداً يزعم أنّه يغلب الرّوم ويفتح مدائنهم ما أبعده من ذلك!
وقيل كانوا يقولون : إنّ محمّداً يزعم أنّه نزل في أصحابنا المُقيمين بالمَدينة قرآن ،
وإنما هو قوله وكلامه ، فأطلع الله نبيه صلى الله عليه وسلم على ذلك ؛
فقال : احبسوا عليّ الرّكب ، فدعاهُم وقال لهم : قلتم [ ص: 70 ] كذا وكذا ،
فقالوا : إنّما كنا نخوض ونلعبُ ، أي كناّ نتحدث ونخوضُ في الكلام؛
كما يفعل الرّكب لقطع الطريق بالحَديث واللّعب .
قال عُمر فلقد رأيت عَبدالله بن أبيّ يشتد قدام رسول الله صلى الله عليه وسلم؛
والحِجارة تنكبه وهو يقولُ:
إنما كنا نخوض ونلعب ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون ، ما يلتفت إليه ولا يزيد عليه .
قوله تعالى : ( قل ) أي : قل يا مُحمّد ( أبالله وآياته ) كِتابه ، ( ورَسوله كُنتم تَستهزئون ) .
وعن أمّ المؤمنين الطاهرة المُطهّرة عائشةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْها قالت :
قلتُ للنّبيّ صلى الله علية وسلم: ( حَسبُكَ مِن صفيّة كذا وكذا )،
قال بعضُ الرّواةُ : تَعني قَصيرَة.
فقالَ صلى الله علية وسلم :
( لقد قُلتِ كلمةً لو مُزجَت بماءِ البَحر لمَزجتُه ) !
الحديث رَوَاهُ أبُو دَاوُدَ وَالتِّرْمِذِيُّ وَقَالَ حَدِيْثٌ حَسَنٌ صحيحٌ.
فلا إله؛ إلاّ الله!
فكَيف بمَن يتكلّمُ في أعراضِ المُسلمين؟!
ويكيفَ بمَن يستبَيحُ ما حرّم الله تَعالى منهُم؛ بالغيبَة والبُهتانِ؟!
فاللهُ تَعالى وحدهُ المُستَعانُ.
ألا فاعتبَروا يا عباد الرّحمنِ.
نَسألُ ربّنا جلّ في عُلاهُ؛ أن يُطهّرَ أعمالنا وأقوالنا من الزّلل،
وأن يجعلنا بمنّهِ من حُقوقِ العِبادِ في حِلّ ٍ.
الإرشاد