قال الله جل جلاله: الأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ [الزخرف:67].
==============================
قال تعالى ﴿وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً (27) يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلانًا خَلِيلاً (28) لَقَدْ أَضَلَّنِي عَن الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلإِنسَانِ خَذُولاً﴾[الفرقان:27-29]
=========================
المرء مع من أحب
=========================
بصحبة الاشرار يحرم الانسان من العلوم النافعة والاخلاق الفاضلة والاعمال الصالحة وتوصلة الى اسفل سافلين
قوله تعالىٰ: ﴿يَا وَيْلَتَىلَيْتَنِي﴾ في حكايته عن حال الظالم ﴿يَا وَيْلَتَىلَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلانًا خَلِيلاً﴾ من فلان؟ ما المراد بفلان؟ هو كل من كان إماماً في الضلالة، سواء كانت الضلالة قولية أو عملية أو اعتقادية، فالذي يزين للناس المعاصي هـٰذا له نصيب من هـٰذه الآية، الذي يروج للعقائد الفاسدة والأقوال المنحرفة هـٰذا أيضاً له نصيب من هـٰذه الآية، الذي يصد عن سبيل الله ويدعو الناس إلىٰ الكفر بالله -عز وجل- له نصيب من هـٰذه الآية.
فقوله: ﴿لَمْ أَتَّخِذْ فُلانًا﴾ تشمل كل من اتصف بهٰذا الوصف؛ وهو الإضلال عن سبيل الله -عز وجل- وتزيين الباطل، ولذلك ذكر وصفه؛ لكن وصفه من جهة العمل فقال: ﴿لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي﴾ فكل من أضل عن الذكر -والذكر هنا هو القرآن وما جاء به الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فإنه تصدق عليه هـٰذه الآية وله منها نصيب.
([1]) الضمير يعود على من؟ ﴿يُرِيهِمُ اللَّهُ﴾ يري من؟ الأتباع والمتبوعين؛ لأن الجميع في حسرة، الأتباع يذمون المتبوعين ويتبرؤون منهم، والمتبعون أيضاً يتبرؤون من المتبوعين، وكلهم يوجه الذم واللعن والسّخط إلىٰ الفريق الآخر، والجميع يصدق عليهم أنهم في حسرات، وما هم بخارجين من النار، نعوذ بالله من الخسران.
أقسم بالله يا إنجاز أنك أنجزت
واصل فالجميع معك