جميل جدًّا زمهرير
وأنا وأنت قد اتفقنا
يقول ابن منظور في (لسان العرب) :
ثَقُف: أي حَذِق وفَهِم، وثَقُفَ الرجل ثَقافةً صار حاذقاً فطِناً،
وثَقِف الشيء : سرعة تعلمه والظفر به، وفيه أيضاً ثقّفه تثقيفاً أي قوَّم عِوجَه.
إذن العيب في عقول البعض، في فهم البعض، لا في ثقافتنا
وارتباطها الوثيق بالدين الإسلامي.
ـ
أما السؤال كيف نملك دينًا عظيمًا ونفشل في جوانب حياتنا ؟
هو(
ثانيًا ) الذي أردت أن أتحدّث عنه ..
ـ يعتقد البعض أن الأمر يتعلّق بالدين من حيث أنه مجموعة نصوص وتعاليم وقيم فحسب،
وقصُر فهمهم عن أنه أساسٌ وكيانٌ متكامل يغطي أدق التفاصيل اقتصادًا، وسياسةً، وأخلاقا.
ـ كما يعتقد بعض آخر من الناس أن الثقافة الإسلامية تختص بالدول المسلمة فقط !!
في حين أن الدين الإسلامي يمثل ـ في مستوى أول ـ ثقافة كاملة لأمة و حضارة العالم بأسره.
على سبيل
المثال لاالحصر :
" الثقافة التي ترى أن الدين يجب أن يبقى بعيداً عن السياسة كان لها تأثيرًا سلبيًّا كبيرًا
على الثورات التحررية في البلاد الإسلامية، وهذه الثقافة تقوم على فكرتين شيطانيتين خبيثتين هما :
1 - إن السياسة وُضِعت لتكون دجلاً ونفاقًا وكذبًا وإرهابًا وطغيانًا، وإن هذه الصفات
هي من طبيعتها اللازمة لها، فلا يمكن أن يتعامل السياسي إلا بتلك الأساليب المقيتة .
2 - إن من المفروض بالمتدينين أن يقبعوا في مساجدهم أو في بيوتهم، وأن يدعوا الحكام
يفعلون ما يشاؤون ..!
تُرى هل يُعقل أن دينًا سماويًّا شرّعه اللـه - سبحانه وتعالى - يفرض على الناس أن يتركوا السياسة
ويبتعدوا عن ميادينها العملية، في حين أن كل بنود هـذا الديـن إنما هـي في جوهرها سياسة ؟
فالصلاة، والصيام، والزكــاة، والحج، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والتولّي،
وعقود البيع والشراء، والزواج والطلاق وما إلى ذلك هي أحكام وأنظمة شرعية
تدخل عالم السياسة من أوسع أبوابه .
زمهرير الصيف
نِعْم المحاور أنت؛ لذا
فضلاً لا أمرًا
أدعوك بقراءة عميقة في كتاب (
حقيقة الإسلام) لمحمد السنراوي
يتضمَّن حوارًا ممتعًا يترجم الواقع الذي تعيشه الإنسانية فجاء مطابقًا
ومترجمًا لمقتضى الحال ،
وبرغم البعد الزمني عن الواقع المعاصر نجد تلاقيًا بين الماضي وحاضرنا .
قدّم المؤلف في آخر فصول كتابه لمحات عن رسول الله الكريم وما قاله بعض الغربيين
نقلاً عن جوم لايوم (الفرنسي) الذي قال :
" لأجل أن يفهم الإنسان تمام الفهم مرمى دعوة من الدعوات يلزمه أولا
الإلمام بحال الداعي في ذاته، ولأجل أن يقدّر قدر دعوته يجب عليه
أن يدرس الجهة البشرية التي وجه همته للتأثير فيها ..
إن الجهة البشرية التي جاء فيها محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ كانت تعيش في ليل بغير فجر
وظلم بغير عدل وخوف بلا سلام .. فكان محمد فجرًا باسمًا وعدلاً ماثلاً وسلامًا آمنا".
إذن ياسيدي الفاضل..
الانبعاج الحاصل ماهو إلا نتاج سببين رئيسين:
أولهما / أن البعض لم يفهم الإسلام جيّدًا، ترتَّب على ذلك التطبيق الخطأ !
وثانيهما/ الثقافة الدخيلة غير الإسلامية التي أدت إلى تضخُّم الفكر، وتهالك الوعي.
أما الثقافة فهي جزء لايتجزأ من الدين الإسلامي،
ولايمكن أن تعيش أو تتقدّم بمعزل عنه .
سررت بحواري معكم
دمت بخير زمهرير .