إذا ما أسجرت ربة البيت تنورها وراحت تلقمه حطبا ليشتد سعيره . ثم عرجت على وعاء به العجين يسمى المركن وراحت تأخذ من العجين وتكوره ثم تدحوه بيديها لتلصقه فيما استدار من جوف التنور وبعد اتمام هذه العملية . كل رغيف بجوار صاحبه .
يتوسطهم بأسفل التنورقدر اسود من الحجر اسمه المغش وقد أتخم لحما فكأنما القدر عروسا وذلك الخبيز المنظوم حوله عقدفل يزين رأسها .اما الفصل الأخير من هذه الملحمة يغطى التنور بإحكام .ويلف حوله بخرق مبلولة لمنع تسرب الحرارة الى خارجه .
وعلى مد البصر ظهر هيثم وبصحبته حماره المنهك القوى لما يحمله من اعلاف وحطب ولسان حاله يقول .ليتني بجوار ذلك السجف علني انعم ببعض من باقي ظلاله المتناثرة واستريح من عناء الأثقال وطول الطريق.
أما هيثم فكان له شكل آخر من التمني لقد دار حوار طاحن في مخيلته بخصوص ذلك التنور ففي ذلك الطريق ا لترابي راح يصارع المسافة بينه وبين البيت وتسارعت خطاه بعد ان وجد اثرا لأقدام ابيه وأخذ يمني النفس بذلك ( المخيض)وهو يعب منه ويتحسس حبيبات الزبد بلسانه ويستوقفها بأسنانه فيزداد تمتعه بشرب الريب يسكب من قشبة بنية اللون برقبتها السوداء (المروبة)