ثالثا:
الإيمان بالله سبحانه :
ويشمل الإيمان بأنه الإله الحق المستحق للعبادة دون كل ما سواه لكونه خالق العباد ، والمحسن إليهم ، والقائم بأرزاقهم والعالم بسرِّهم وعلانيتهم ، والقادر على إثابة مطيعهم ، وعقاب عاصيهم، ولهذه العبادة خلق الله الثقلين وأمرهم .
وحقيقة هذه العبادة :
هي إفراد الله سبحانه بجميع ما تعبّد العباد به ، من دعاء ، وخوف ، ورجاء ، وصلاة ، وصوم ، وذبح ، ونذر ، وغير ذلك من أنواع العبادة ، على وجه الخضوع له ، والرغبة ، والرهبة ، مع كمال الحب له سبحانه ، والذل لعظمته .
ومن الإيمان بالله أيضاً :
الإيمان بجميع ما أوجبه على عباده ، وفرضه عليهم ، من أركان الإسلام الخمسة الظاهرة وهي : شهادة أن لا إله إلا الله ، وأن محمَّداً رسول الله ، وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، وصوم رمضان ، وحج بيت الله الحرام لمن استطاع إليه سبيلاً ، وغير ذلك من الفرائض التي جاء بها الشرع المطهر .
وأهم هذه الأركان وأعظمها :
شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمَّداً رسول الله ، فشهادة أن لا إله إلا الله تقتضي إخلاص العبادة لله وحده ، ونفيها عما سواه ، وهذا هو معنـى لا إله إلا الله ، فإن معناها : لا معبـود بحـق إلا الله ، فكل ما عبد من دون الله من بشر أو ملك أو جني أو غيـر ذلك :
فكله معبود بالباطل ، والمعبود بالحق هو الله وحده كما قال سبحانه :
( ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ ) الحج/ 62 .
ومن الإيمان بالله أيضاً :
الإيمان بأسمائه الحسنى ، وصفاته العليا الواردة في كتابه العزيز ، والثابتة عن رسوله الأمين ، من غير تحريف ، ولا تعطيل ، ولا تكييف ، ولا تمثيل ، بل يجب أن تُمرَّ كما جاءت به ، بلا كيف ، مع الإيمان بما دلت عليه من المعاني العظيمة التي هي أوصاف الله عز وجل ، يجب وصفه بها على الوجه اللائق به ، من غير أن يشابه خلقه في شيء من صفاته ، كما قال تعالى :
( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ )
الشورى/ 11 .