وعليكم السلام ورحمة الله ..
الحوار : مصطلح أكبر من أن نعرفه في سطرين أو ثلاثة أسطر .
وأقصد هنا ( ماهية الحوار )
في صراحة متناهية ..
لو سئل أي شخص عن فن الحوار ، وماهية الحوار ، وثقافة الحوار .. .
لأجاب وبكل رزانة بسرد وإحصاء بنود الحوار وإدراج أساليبه وعد إيجابيات وسلبيات الحوار .. !
أليس كذلك ؟.
إذا .. فلماذا البعض يرى في بعض مواضيع الحوار بأنه الحمار .!
نعم الحمار .!!
هناك أيضا ملاحظة هامة ..
لا أرى الضرورة في اختلافكم عليها .
إذا كان صاحب الطرح وصاحب الموضوع . .
لا يميز الكاتب المتناول للطرح ذاته .
من الكاتب المتهجم للشخصية الطارحة ...
فهنا الطامة الأكبر !!
إذ لابد على صاحب الموضوع
أن يكون لبيبا في قراءة الردود،
وعدم المتابعة بمزاج عكر ،
ويكون على ثقافة لابأس بها من الوعي .
ولله المثل الأعلى ..
في القرآن الكريم هناك أكبر مثال على الحوار في أبعد ما يتصور القارئ ..
حينما يذكر الله لنا في كتابه قصة خلق الإنسان وطرد إبليس ..
حين قال الله عز وجل للملائكة : إني جاعل في الأرض خليفة .
قالوا : أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ..
فقال جل وعلا : إني أعلم ما لا تعلمون.
وقال جل وعلا : فإذا سويته ونفحت فيه من روحي فقعوا له ساجدين ..
فسجدوا إلا إبليس .
فقال الله : ما منعك ألا تسجد لما خلقت ؟
فقال إبليس : أأسجد لبشر خلقته من طين .!
قال عز وجل : فاخرج منها فإنك رجيم .
قال إبليس : أنظرني إلى يوم يبعثون.
قال عز وجل : إنك من المنظرين.
إلى آخر القصة . .
أليس الله في غنى عن ذكر هذه القصة .؟!
أليس جل وعلا في غنى أيضا عن ذكر رد ملائكته عليه ؟!
وأليس أيضا في غنى عن ذكر بجاحة إبليس وتكبره عليه ؟!
-( تقدس الله وتعالى )-
والحوار كله : قال وقلت وقالوا فقال...
لماذا يذكر الله هذا الحوار كونه مع صنعه وخلقه تبارك وتعالى؟
فيذكر رد إبليس ويأتي بقوله سبحانه ثم يواصل ذكر الحوار بقول إبليس .. وهكذا .!
تأملوا بحق هذا الأمر .!
فلا يأت أي كاتب ليبرز عظلاته،
و يمطط فاه يمنة ويسرة ،
ويسخر بتورية وبصراحة .
الموضوع ذو تشعب لا يمكن لملمته بشيء يسير .
وأنا قد استطردت وتشعبت لأن الأمر بغاية الحساسية .
وما أدلفتموه بالأعلى هو عين الصواب .
وما دونته نحلة المنتدى / قلب الوفا .
يكفي لوحده ..!
فقد كان حماسيا غيورا وفي نفس الوقت متفائلا .
شكرا هذه الزاوية الراقية .
ود يمتد
.
.