[c]
يازينهم ساكتين-2-
كنت أتحدث يوم أمس عن تعقيب منشور في هذه الصحيفة من بلدية محافظة بيش بمنطقة جازان على مقال كتبته تعليقاً على الحياة الصاخبة التي دبت فجأة في عروق الخدمات عندما علموا هناك أن وزير الشؤون البلدية والقروية سوف يصل إلى المحافظة متفقداً أوضاعها, خلال المعاناة الأليمة التي تعرض لها الناس جراء السيول التي اجتاحت المدينة وقراها.. وقد تعرضتُ إلى نقاش بعض النقاط التي وردت في التعقيب, دون الاهتمام بما تبقى, لأن تفنيد كل نقطة مما ورد في التعقيب مسألة عبثية لا جدوى منها, وإهدار للوقت لا طائل منه..
وباختصار شديد, فإن التعقيب الذي جاء على لسان رئيس البلدية, والذي لا علاقة له به سوى وضع اسمه في نهايته, كان يمجد الجهود التي بذلتها البلدية خلال الكارثة, وهي جهود انتقدها كل فرد, ليس في المحافظة فقط, بل في المنطقة بأسرها, وأيضاً يتشعب ذلك التعقيب الاعتراضي ليبين لنا أن (15) مليون ريال قد صرفت على تنفيذ مشاريع لدرء أخطار السيول عن بيش (ورغم ذلك حدثت الكارثة), وكذلك, كان لابد أن يحتوي على الاستعراض الانجازي الذي تنشر رائحته بعض الإدارات التي يتربع على عرشها التقصير والإهمال, دون اعتبار لأحاسيس ومشاعر الناس, خصوصاً الذين نكبوا بسببها..
إن قضية بلدية بيش أهون من أن تناقش على مدار يومين في مكان كهذا لأنها لا تزيد عن انعكاس هامشي بسيط لبعض من التفكير والأداء الإداري الخدماتي في بلادنا.. ولو عرف أخونا رئيس بلدية بيش هذه الحقيقة لأعفى نفسه من التورط في مأزق كهذا, لأنه لا يجب أن يتحمل الوزر وحده.. ويعلم الله إنني أشفق عليه, وأقدر ورطته.
أحياناً كثيرة, حين يكون الوضع غير طبيعي, يحدث ارتباك عنيف في أسلوب التصرف والتعامل, وتكون النتيجة الحتمية مهزلة فاضحة..
يا أخي: الحسن النعمي..
يصعب علينا أن نحجب ضوء الشمس بأصابعنا, فكيف لو كانت أصابعنا مثل التي (تبصم) على تعقيب كذلك الذي ذيلته باسمك?!
لقد كانت أرضك, وكان أهلك, وكانت عشيرتك, كلها تمر بأوقات عصيبة. لقد كان كل شيء يستغيث بكل ذي مروءة قبل أن يكون صاحب مسؤولية.. وأنت تعرف في قرارة نفسك أنني لم أقل غير الحقيقة, وتعرف أنني لم أتسرع..
يا رئيس البلدية:
هل تطمح إلى ترقية حتى تسفه أحلام الذين يريدونك, وكل من ينتمي إلى أرضك, أجمل, وأجمل?!
فاكس: 6698839-02
abutalib2002@hotmail.com
[/c]