مسؤوليات مدارس التعليم العام في تحقيق الأمن الفكري لدى الطلاب في المملكة العربية السعودية .

ملخـص الدراسة

تهدف الدراسة الحالية إلى التعرف على مسؤوليات مدارس التعليم العام في تحقيق الأمن الفكري لدى الطلاب في المملكة العربية السعودية . ولتحقيق هدف الدراسة استخدم الباحثون المنهج الوصفي الميداني ، وتم تطبيق استبانة من إعداد الباحثين بعد التحقق من صدقها وثباتها على عينة قوامها 150 مشرفاً تربوياً ومديراً ووكيلاً ، وقد توصلت الدراسة إلى تحديد عدد من المسؤوليات الدينية والتربوية والاجتماعية لمدارس التعليم العام في تحقيق الأمن الفكري ؛ التي أجمع أفراد عينة الدراسة على أهميتها . كما أظهرت نتائج الدراسة عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات استجابات أفراد عينة الدراسة نحو المسؤوليات بشكل عام تعزى إلى المتغيرات المستقلة للدراسة . وقد ختم الباحثون الدراسة بعدد من التوصيات والمقترحات .

المقــدمة

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على إمام المرسلين ، وقدوة المتقين ، ورسول الله إلى الناس أجمعين ، نبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين ، أما بعد : فإن من أجل ما أنعم الله تعالى به على المخلوق نعمة العقل الواعي المستنير الذي يتدبر به ؛ فيميز به بين الخير والشر ، والحق والباطل ، والنافع والضار ؛ حيث يقول الحق تعالى في محكم تنزيله : "إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب، الذين يذكرون الله قيامًا وقعودًا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلاً سبحانك فقنا عذاب النار"( سورة آل عمران ، الآيتان : 190،191) . إن العقل الذي هو أداة التفكير ، ومنبع الفكر إذا انحرف عن مساره السليم ، ونهجه القويم ؛ فإن الفرد يكون عرضة للمهالك والانزلاق في تيارات الهوى والضلال ، والانصراف عن غايته القويمة التي خلقه الله تعالى لها .

لذا ؛ فإن الأمن الفكري يعد ضرورة ملحة : للأوطان والمجتمعات والأفراد ، لاستقرار الحياة البشرية وضمان توازنها وتوفير الاطمئنان والاستقامة لأفرادها . وانطلاقاً من أن الفرد هو نواة المجتمع ، والمجتمع هو ركيزة الوطن ؛ فإن العناية بالفرد عموماً، والعناية بالفرد من قبل مؤسسات التعليم ومن قبل المدرسة على وجه التحديد تعد الأساس القويم في تحقيق الأمن الفكري للمواطن . وسيحاول الباحثون ـ بإذن الله ـ من خلال هذه الدراسة تناول موضوع مسؤوليات مؤسسات التعليم العام في تحقيق الأمن الفكري لدى الطلاب بالمملكة العربية السعوديه.

شكرآ... الفاروق