السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخوة الأفاضل
ليست الثقافة الجنسية هي المشكلة فقط
بل المجتمع ( و للأسف ) يعاني من تدهور واضح لا يغفل عنه ذو عينين
فما تدني السلوك الجنسي ( الشهواني ) إلاّ مظهر من مظاهر الانحطاط
الثقافي و القيمي و الوجداني
لابد للمفكرين و المربين من أن يطرحوا قضايا مجتمعنا على طولة النقد و التشريح الموضوعي و البحث الجوهري الدقيق ليمكنوا من الوصول إلى الأسباب الحقيقية التي أدت لما نحن عليه من تخلف تعليمي فكري
عقدي مركب و متجذر
لا البحث في المظاهر و المسببات و الأعراض المتغير و التنظير لها و الاكتفاء بالحلول المؤقتة و الشخصية التي
كلما خضنا فيها كلما ابتعدنا عن الحقيقة و تهنا في ما يشبه الدوامة التي كلما زادت سرعتها كلما اتسعت و بعدت عن المركز
كانوا يدرسوننا في بداية المرحلة الابتدائية ( الأصول الثلاثة ) للديانة ثم يركزون على ( الإحسان ) و مراقبة الذات
أما الآن فإنك تسأل طالباً في أواخر المتوسطة أو الثانوية عن تلك الأصول فلا يكاد يجيبك
فكيف بالله يسوغ لنا أن نتوقع منه أن يجد رادعاً من دينٍ أو ضمير و هو ير تكالب الناس على كل تافه و دنيئ
من أمور الحياة المادية
وكيف ينمو الضمير الفكري و الإبداعي في نفس ذلك الطالب الجامعي و تشحذ همته للبحث و التقصي و هو
يرى الأستاذ الدكتور يحاول و بشتى الطرق أن يستغله و يسرق ( نعم ) يسرق ما يقدمه من بحوث و أوراق
و ينسبها لنفسه بل يراه يقرر عليه كتاباً قد استحوذ على حقوق النشر له ثم يطالبه بأن يشتريه مجبراً مقهوراً
و لا يسمح له بالحضور إلاّ بعد أن يتأكد من ( البار كود ) المعطى لكل كتاب و مطابقته بالرقم الجامعي
كيف يكون منطقياً مطالبة العامة و البسطاء و أشباه المتعلمين بأن يكون لهم قيم و أخلاق و مفكرونا و منظرونا بهذه الصفات
إن الأمم لا تقوم كياناتها و حضاراتها ( على اختلاف مللها و نحلها ) إلاّ على أساس محترم من المبدئ و القيم
هل نحن مسلمون حقاً نحترم ديننا و قيمه أم نحن مجرد ورثة لم نحسن صيانة هذا الإرث العظيم فضلا عن تطبيقه
في شؤون حياتنا كلها
هل رجعنا للجاهلية الأولى التي كان أسلافنا العرب يعيشونها و تمثلنا شيمهم كالإباء و الحمية و النجدة و غض النظر عن الجارة حتى يواريها مأواها
رغم ذلك أقول مازلنا نأمل بنهضة تقوم على أساس من الشباب متين بعد أن أصبح أو يكاد في كل مدينة جامعة
و دولة تبدل الغالي و النفيس في بناء صروح للعلم شامخة و تسير على درب الهدى بأقدام راسخة
عذراً على الإطالة
تحياتي