بجوار خيمته
وهو يراقب النجوم
( طنت ) في رأسه فكرة
لم ينم
بات طول ليله يقلبها
بزغ الفجر
أصبح مهتما
العجوز : مالك ؟
أجابها : سأذهب إلى أمير المؤمنين
العجوز : ماذا دهاك ؟
أجابها : سأمدحه
أعجبها الخبر 00 أملت خيرا
هبت مسرعة 00 جهزت الزاد والراحلة
تصيح في الأبناء
يوصيهم
يودعهم
وهو على ظهر دابته
يجول ببصره
يتأمل الخيمة والشياه والكلاب
ثم يرخي لدابته الزمام
وما إن تذهب عنه عبرات الوداع حتى يبدأ بالحداء ليلهي نفسه وليسرع سير دابته
في طريقه جاءته آلاف الخواطر
لكنه حزم وعزم
وما إن وقف بباب المتوكّل حتى ابتدره الحرس بالمنع
أبى صاحبنا إلا الدخول
علا صوته
المتوكّل : أدخلوه
يدخل الرجل
السلام على أمير المؤمنين
يرد المتوكّل السلام
بفراسته يدرك المتوكّل أن الرجل ( شد بلده )
وأن هذا أول خروج له من البادية
يأذن له الخليفة بالكلام
يتنحنح الرجل ويعلو صوته ويشير بيده :
أنت كالكلب في 0000
هم به القوم
زجروه
أرعبوه
ينهاهم المتوكّل
ظن الرجل أن القوم حسدوه وأن المتوكّل فطن لذلك
يتقدم صاحبنا ويعلو صوته
ويشير بيده نحو المتوكّل
أنت كالكلب في حفاظك للود وكالتيس في قراع الخطوب
أمر له بجائزه
أسكنه الرصافة ليعلمه اللطافة
جاء بعدها ليقول :
عيون المها بين الرصافة والجسر جلبن الهوى من حيث أدري ولا أدري
أعدن لي الشوق القديم ولم أكن سلوت ولكن زدن جمرا على جمر
فهل يفطن المتبخترون 000 ؟
رحم الله المتوكّل فقد كان حكيما