"وقال إني ذاهب إلى ربي سيهدين، ربّ هب لي من الصالحين، فبشّرناه بغلام حليم"
رزق بالولد بعد ما بشره الله به وهو طاعن في السن .. أحبه وكان هو العزيز لديه
أُمر أن يتركه وهو صغير في وادي غير ذي زرع وحين كُبر أُوحي إليه بأن يذبحه
وما كان من الولد إلا طاعة أبيه فيما يؤمر ... فربطه وشد وثاقه
وأراح السكين على رقبته وبرحمه من الله انتهى الاختبار وانزل كبش الفداء لإسماعيل .
وصارت بعد هذه سنتنا سنة كل مسلم في كل عام
في العاشر من ذي الحجة بعد وقفة عرفه "الحج الأكبر" ويستمر الذبح لأخر أيام التشريق
يعج هذا العيد بأصوات تنادي باسم الرحمان وقلوب تنبض بالتلبية في كل بقاع من الأرض
ويبدأ التكبير في كل مكان من ليلة العيد حتى أخر أيام التشريق وصفته
" الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد"
مع خروج النور يجتمعون الناس وتبدأ الصلاة في الجوامع والبعض يصليها
في مساجد مخصصه لصلاة العيد وياله من شعور يخالجك وأنت ذاهب لمكان مثل هذا
ينبغي على الكل الخروج لصلاة الصغير والكبير امرأة ورجل الشاب والمسن
والمرأة الحيض للاستماع للخطبة ومشاركة المسلمين هذا التجمع العظيم
ونحن نقتدي برسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم
في كل شي وهذه كانت صلاته في العيدين :
بدأ بالركعة الأولى بسبع تكبيرات وقرأ بعدها الفاتحة وسورة "ق"
وقام منها للركعة الثانية مكبراً وكبر خمس تكبيرات وقرأ بعد الفاتحة الغاشية وقيل " سبح بأسم ربك الأعلى"
وينتهي من الصلاة فيلتفت إلى المصليين ليخطب بهم ويعضهم
ويأمرهم ويحثهم على الخير وأعمال الخير ثم ينصرف.
هذا هو عيد الأضحى المبارك الذي شرعه الله لنا ورسوله الكريم
فعيدنا عيدين الفطر والأضحى وعيد المسلمين في الأسبوع " الجمعة المبارك"
فـكلنا نفرح به وأحلى ما قد يكون هو فجر العيد
صحيح نفضل عيد الفطر أكثر لكن هذا عيدنا الأكبر الذي ينبغي إن لا يقل شأناً
وربما الروتين الذي يحدث فيه كل سنه قتل فرحته وقتل إحساسنا معه
لم نعد نحس بطعمته مثل قبل حين كنا صغار .. !
فرحة طفل
" عيدنا وعيدكم صغيرنا وكبيرنا يشتاق إليه ويتجهز له وقد يفرح به الأطفال أكثر
بسبب الأضاحي فهم لا يعرفون ماذا تعني أضحيه فقط يعلمون
إنهم سوف يستمتعون باللعب معها ويعذبونها هي بلعبهم الشقي .
" نعرف ما يحدث حين تبدأ الناس بالحديث عن شراء الأضاحي
فـ الأطفال أول من يبدأ بالحث على والديهم بأن يشتروا تسليتهم الوحيدة مبكرا
حتى تسنح لهم الفرصة بالتفرد به أكثر
وما أن يأتي حتى يبدأ السؤال يطرح " متى بنذبحه يا أبوي " ؟
مع شوقهم ليوم العيد ليروا كيف يذبح إلا أنهم
حزينيين على فراق هذا الكائن الذي ربما يكره نفسه لأنه خلق
ليكون أضحية عيد عند أطفال يهتمون فقط لفرحهم
كم خروف حاول الهرب ولم ينجح في المقابل استطاع أن يهرب الكثيرين منهم .
في كل صباح عيد فقط أخرج لتستمتع بما يحدث في الشوارع
" هذا يلحق أضحيته مشياً على أرجله والأخر بسيارته يوقف كل من بالشارع ويسأله
" ما شفت خروف مار من هنا؟ "
وأطفال صاعدين على ظهر "الخروف وخذ ياطردي بهالشوارع "
نتمنى في هذا العيد أنكم تربطون خرفانكم زين
تراهم غاليات وسعرهم واصل للسماء ...!!!
سمعت من بعضهم أنهم يمكن ما يضحون بسبب هذه الأسعار
أو يصبروا لثاني يوم أو ثالث لعل وعسى أن ترخص
خواتي اقترحو أنهم يشتروا قعود مدري ناقة "اللي هو
" ويتقاطون فيه بما أنه عن سبع أضاحي .!
سوو مثلهم وإن شاء الله يتقبل ضحايانا وضحاياكم .
قهوة عجايز وسوالف حريم
تأتي القهوة وتعبئ المكان برائحتها الرائعة لتخدر الجميع لثواني
ثم يبدأ الانسجام معها و"تحلى السوالف "
تنشغل النساء بـ أحاديث لعل أهمها توزيع لحم الأضاحي والانشغال بها طيلة صباح العيد
وهذا عادةً يكون محور الحديث في عيد الأضحى وان تحولوا عنه
ذهبوا للتفاخر بمشتريات العيد وكل شي يكمل زينتهن
وهذا حديث لا يقطعه إلا كلام كبيرتهن التي ملت كلامهن وأسكتتهن بمقولة
" ليس العيد لمن لبس الجديد ولمن تفاخر بالعدد والعديد إنما العيد لمن خاف يوم الوعيد واتقى ذا العرش المجيد "
من نجى من النار ومن حرمت عليه النار بأعمال عملها في دنياه
أومصيبة أبتلى فيها ودخل الجنة في يوم لا ناصر فيه إلا الله حقا هذا هو العيد الكبير
جعلنا الله وإياكم من الفائزين فيه .
![]()