السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مع أن المعاصي و الذنوب من أهم ما يجلب الكوارث و المحن قال تعالى ( و إذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا )
هذا الكلام صحيح و لا غبار عليه
ولكن أريد أن نتدبر قليلاً هذه الأسئلة :
* هل جدة تختلف عن غيرها من المدن ؟!
* أليس الناس هم الناس و الشباب هم الشباب ؟؟
* أليست المعاصي - بشتى أنواعها - ترتكب في جدة كما غيرها ؟!
* ثم أليس الله يقول ( مترفيها ) ؟!
* أين هم (مترفوها ) ؟!
* هل يسكنون ( غُليل و القريات و الكويت و قويزة و كيلو 10 و وادي مُريّخ ) ؟!
* هل المعدمون و ذوي الدخل البسيط هم من يرتكب المعاصي فستحقوا هذا العقاب الذي ذهب بالنزر اليسير الذي عندهم
أم هو الخيانة لله و الوطن و المواطنين وولاة الأمر الذين استأمنوهم على مصالح البلاد و العباد
من عجيب المفارقات في ذلك اليوم أ
أنك تجد أناساً في عز ماهم مضنوكون و مأزومون تتلاعب بهم أمواج السيول و تغمر بيوتهم بالطين و تجرف أمتعتهم أمامهم رأي العين و الخطر أقرب إليهم من حبل الوتين
تجد أناسناً على الكرنيش و الملاهي يتلذذون بالنقل - المكسرات - و الشاهي و قد زادهم الغيم انشراحاً و الهتان حبوراً و انشراحاً
غير آبهين بما يعانيه إخوانهم في الجانب الآخر من المدينة
أليس من العيب على الشباب و الفتيان عدم تكوين مجموعات للتطوع لمساعدة المنكوبين من أهلهم
أليس من العار أن ترى عسكرياً من الدفاع المدني يكتفي بالوقوف بين المتفرجين و ربما أتعب نفسه بالحوقلة و قد كتف ذراعيه على صدره
ويزيدك عجباً أولائك الأجانب و معهم بعض المواطنين يجوبون بحثا عن
غنيمة أو أي شيئ يلتقط مما جرفته السيول كأنهم الغربان على الجثث تجول
لقد إعتصر الألم قلبي و أنا أسمع أحد الناس يقول كيف أصل إلى الحرازات
لي ساعتين و أنا أدور أولادي و أمهم لوحدهم في البيت لا أدري ما حل بهم
تحياتي