تلك الانثى التي ما زلت أتذكر رائحة ثيابها
و عطر أنفاسها و ربطة جدائلها
لم تحظى برفاهية التعليم و لا فك الخط
أتقنت قراءة المطر و همس السحب
رافقت سريالية القدر بصبر و رضا
علمتى ان الحياة شاسعة وان ضاقت أزقتها
عمقها بتعرجها ..
سكرها مرارة صبر
لونها نور أمل
من أين ابتاع الأمل يا جدتي
أي الطرق أسلك .. أي ممر ؟
باتت الأزقة معتمة .. متشابهة
علمتنى أن الحلم لا حدود له
وما ان حلمت يا جدتي
حلقت بعالم لا أرض له
اننى يا جدتى لا أشعر بأقدامي
شح أؤكسجيني و كثرت كبسولاتي
و ما زلت أشتاقتك جدتي جدا ..
أشتقت شرفتك الياسمينة
و أهازيج صباحك الندية
ربما لم نعد نتغنى يا جدتي
فضاق الزمان لتقطب جبهتنا
أم تملل الأمل لهوائية مزاجنا
يا جدتي اننا لم نعد نقرأ المطر
ولا نتأمل لون الشمس ..
لا نسامر النجم ولا نهامس القمر
اننا فقط من جدل الى جدل
نعاني من مرض الحرية العمياء
نقتات فيتامينات عنجهية و أنانية
مساكين نحن يا جدتي
مساكين حقا .. نمتلك الكثير ..
ونعاني من الفقر بازدراء
جدتي ..
ابقى حيث أنتى
فالسماء أرحم بالبسطاء
(من أوراقي القديمة)