ماذا سأكتب لكم الليلة !!
مرهقة جدا الليلة ..
كمساء يجر أذيال السحب مودعا رفيقه النهار
لا تقوى أناملي للسير اتزانا على خطوط الصفحات
نادرا ما أرهق هكذا .. حالة تعتريني حين اكتمال القمر ..
هل أكتب لكم عن قناعة اقتنعت بها ..
يطلق عليها من حولى جنون الجنون ..
أم عن شعور يرهقنى جدا حد الاعياء حين لا أجدني ..
الامسنى فلا اميز تفاصيلي و لا استدل وجهات ملامحى ..
أم أترك الصفحة بيضاء ليتأوه الخيال ويستشيط الهذيان ..
انه فصل الشتاء .. بصقيعه يدثرني بلحاف ثلجي يجمدنى فيحرقنى ..
هل أكتب لكم عن تلك الطفلة التي طالما حلمت بكوكب من الشيكولاه ..
وكل الاشياء الوردية الامعة البراقة المختالة ببرزخ آخر ..
تلهوا مع الشهب و تلامس أطراف النيازك ..
فتيكركر السحاب وينثرها مطرا غزيزا يبللها حد البلل ..
فيتسخ من الطين ثوبها الابيض .. وتتبلل جدائل دميتها ..
وتنزلق قطعة الحلوى من يدها أرضا ..
فتطلق صرخة باكية بحرقة طفلة مدللة فيختلط دمعها بقطرات المطر ..
أم أكتب عن أول فرحة حين ارتدت رداء وقبعة فخرا يوم التخرج ..
و اختالت خطواتها بغرور و كبرياء لمنصة التخرج فخرا واعتزارا ..
أهدتها لوالديها بعد عناء خمسة عشرعاما من العلم و التمحيص و البحث ..
وما ان التقت نظراتها بأساتذتها و زملائها حنى باتت ترتجى الدمع بأن يرتد ..
لا أعلم عن ماذا اكتب الليلة فالارهاق أخذنى لالبوم صور بصندوقي الخشبي ..
تصفحت كل ركن به كأن الدقيقة به لي دهر من العطر وبعض الالم ..
ربما سأكتب لكم لاحقا عن رحلتي مع الهذيان والقلم ..
حين لاصق المجرم قلمي بوتقة أفكارى و أشجاني ..
و أرغمنى على القنوط لموكب الهمس ..
أقصوصة فارغة بيضاء تأملتها لدقائق عدة ..
خربشت بها خلتها ذات يوم خربشة من عدم ..
ولا زالت رحلة العدم تبحر في اخاديد العمر معلنة رحلة هذيان و جنون همس ..
يرهقنى قلمي جدا .. و أرهقه أكثر .. وأرهق من يقرأنى اكثر ..
اعذروني ربما سأكتب لكم اكثر غدا ..
قبل أن اغمض الجفون و اسدل الهدب ..
تذكروا ان لا شيء يولد من عدم ..