(( متـــــــــــــــــعة الفـــــــــــــشــــــل))
كانت ملامح الندم تبدو في عينيه, والحزن أول إنطباع تستنتجه وأنت ترى خطواته الثقيله
كانا الندم والحزن قد أجهدا قلب عبدالباسط
خيبة أمل كبيرة تصيبه كلما طرق باب إحدى الجامعات لإكمال دراسته, كان الرد موحد وكأنهم قد عقدو إجتماعا لصياغة الرد على طلباته بالإلتحاق بجامعاتهم.
كانو يتعمدون الرد عليه بالصياغه الموحده: (( معدلك التراكمي بالثانويه لايسمح لك بالإلتحاق بالمقاعد الجامعيه))
عبدالباسط الشاب ا لسعودي الوسيم رغم ألمه وحزنه كان يجيد فن التعامل مع الفشل وكأنه قد ألتحق بجامعة الحياة تخصص متعة الفشل .
لم يدع وقتا طويلا يمر حتى بدأ يركض نحو البحث عن وظيفة وهو يقول لنفسه جامعة النجاح لا تشترط الحصول على درجات عاليه للإلتحاق بها, فقط تشترط أن تكون جديرا بها وتجيد فن التعامل مع الفشل.
في اثناء بحثه عن الوظيفة اصيب أحد أقاربه القريبين إلى قلبه لحادث مروري شنيع سبب له عجر كامل, وكعادته عبدالباسط الشاب المحبوب من الجميع
تطوع لخدمة قريبه ومرافقته بالمستشفى, رغم معارضة أخوة ووالد قريبه لكنه أصر عليهم بقوله كنت معه في وقت الرخاء والان في شدته يجب أن اكون بجواره
وبات يقضي أيامه ساهرا مع قريبه يعتني به في مدينة الأمير سلطان الإنسانيه, ومع ساعات الصباح الأولى كان يأتي والد قريبه ليذهب هو ممسكا ملفه الأخضر للبحث عن الوظيفة.
ولم يمر وقت طويل حتى تم إعلان أسمه في أحد الصحف المحلية صمن قائمة المقبلوين في أحد القطاعات العسكرية,
كان يشعر بفرحة غامرة وهو يطمئن أمه على مستقبله الذي قلقت عليه كثيرا ,
أخبر الجميع بعد ذلك وسمع منهم التبريكات والتهاني بالوظيفة,
كان فقط ينتظر موعد الدورة العسكرية الذي لن يتأخر كثيرا وأستغل فترة إنتظاره في مرافقة قريبه بالمستشفى.
كان شتاء الرياض شديدا أصاب عبدالباسط بالحمى وبنوبة برد أظطرته لمغادرة صديقة مؤقتا إلى أن تخف عنه الحمى
في نفس الليلة التي غادر فيها المستشفى شاءت الإقدار أن تجعله يتذوق مرارة الفشل مرة أخرى
ولكن فشله هذه المره لم يكن له يد فيه إنها إرادة الله ,,
تعرض لحادث دهس من سيارة متهورة يقودها طفل سلمه أباه المفتاح عن عمد بحجة أن يأتي بإحتياجات المنزل من السوبرماركت القريب من المنزل.
أذهلني عبدالباسط والدماء مازالت على جبينه في قسم الطوارئ وهو يصر علي بأن أتي له برجل الأمن المسؤول عن الحادث لكي يوقع إقرار تنازله عن الطفل
وهو يردد :الولد ماله ذنب أنا من فاجأته بعبوري للطريق دون أن انتبه وهذا قضاء الله وقدره
وبالفعل كان له ما أراد وبعد ما تأكد مني بأن الطفل عاد إلى منزلهم أستسلم لنوم عمييق
بدأت الدورة العسكريه وهو مازال طريح الفراش يعاني من كسر في مفصل رجله ركبته ويحتاج إلى عمليه وعلاج طبيعي طويل لكي يستطيع أن يعود للمشي بشكل طبيعي مره اخرى
توقعت بأن عبدالباسط أنتهى بعد ذلك الحادث لا أعلم ماذا سوف يفعل فعمله الذي قبل به لن يقبلوه بعد تعرضه لهذا الحادث
ومستقبله بشهادة الثانويه لا يكفي طموحه.
لكن من يجيد متعة الفشل له كلمة أخرى
لم يمضي وقت طويل حتى فأجأني عبدالباسط بدعوه لأفتتاح مشروعه التجاري الذي حصل عليه بدعم من بنك التسليف السعودي
حضرت حفل الإفتتاح
صافحته بحرارة وهو يقف منتشيا بوسط مشروعه التجاري متكئا على عكازه
قابلته بعدها صباح عيد الفطر المبارك
كان في كامل أنا قته كالعادة رغم العكازيين التي سيطول استخدامها
ابتسم لي هامسا للتو خرجت من المشروع التجاري الزبائن رغم أنه صباح العيد ولكن مازالو يتوافدون , لم أستطع النوم امس كنت واقفا طوال اليل بالمشروع أشعر بالإرهاق.
عبدالباسط لم يستسلم للفشل , ما أن يسقط حتى ينهض مرة أخرى لأنه يجيد التعامل مع الفشل,
ويجيد فن متعة الفشل
وأخيرأ فتحت له جامعة النجاح ابوابها وسمحت له بالإلتحاق بمقاعدها دون اي شرط سوى أن يكون جديرا بها ويجيد فن متعة الفشل
عبدالباسط دخله الشهري الان يساوي دخل ثلاثة من أصدقائه الذين ألتحقو بالوظيفة العسكرية التي لم يوفق فيها.
لكي ننجح ليس علينا أن نتحاشى الفشل ولكن علينا أن نستتمتع بالفشل ونجيد التعامل معه
ونجعل من كل فشل في حياتنا نقطة تحول لنجاح لا ينتهي