زرت وادي لجْب فكانت هذه الأبيات
صامـتٌ أنــت رغم أن جبـالا *** أنطـقتـــــها العيــــون تهـمـي زلالا
أبــكـــمٌ أنت قد عهــدتك تثري *** بالمكـــان الكــــلام قيـلا وقـــــالا
أو ما هـزك الجمــال لتحكـي *** قصــة الماء من على الصخر سالا
أو لســتَ الذي تقــول إذا مـا *** جــاء غـيـمٌ لســوف أشعــر حــالا
هاهو المزن هاطلٌ دون سحْبٍ *** فـقـل الشعـــر أو أعـــد مقـــــالا
عنـدها قلتُ إن لـجْبـا بــه في *** كــل ركــنٍ عجائـــــبٌ تتـــوالـــى
الينــابيـــعُ تحتنـــا وعيـــونٌ *** مِن على رأسنـــا تفيض جمـــــالا
وجَمــالٌ ضـــم الطبيعــة حتى *** أنجبيتْ لـــذةً وسحراً حــــــــلالا
ونسيمٌ يهز غصــــن نخيــــــلٍ *** فوقــــه بلبلٌ يغنــــي اختيـــــــالا
كل صخرٍ وطائـــرٍ ونبــــــــاتٍ *** وأنـــاسٌ يسبحــــون جـــــــــلالا
نطق الكــــل لا إلـــــه بحــــــقٍ *** واقتــــدار إلا البديـــــع تعــــــالى
متعـــــةٌ أبهرتْ! فكيـف نعيـــــمٌ*** في جنـــان الخلود فاض كمــــــالا
كيف يصبوا عن الطريقة شخصٌ *** أبصر الآي فوق لجْــــبٍ وجــــالا
أ/ أبو العلاء