عندما تظلم الدنيا في عينيك
وتضيق عليك الأرض بما رحبت
وتجد إن كل من حولك يتخلى عنك
وإنك تصرخ بأعلى صوتك ولا تجد من يسمعك ويجيبك
وعندما تمد يدك فلا تجد من يمد لك يد العون والمساعدة
وعندما تغيب مجرد البسمة في حياتك وحياة اسرتك
وترى إنك اقل الناس حتى في تحقيق متطلبات أبنائك
هنا قد ( تفقد الأمل في كل شيء ) ولا ترى النور ينبثق من أي مكان
فكل ما حولك هو ظلام دامس تغمض عينيك أكثر لتهرب من واقعك المرير
تمر على الإنسان أحياناً حالات ، تعد من أصعب الأوقات ، تبان فيها صعوبة الأزمات ، تعلو فيها آهاته ، وتتردد زفراته ، وتصعد فيها تناهيده ، مع كل تنهيدة يلفظ فيها أنفاسه ، يتمنى من يقف إلى جانبه ، ويمد له يد العون ليشتكي إليه همومه ، فيشاركه أحزانه ، ويخفف عنه آلامه ، ويهون عليه من مصيبته وآهاته
عندها يجد أحدنا نفسه وحيداً مأسوراً مع ذاته ، تراوده يميناً وشمالاً أفكاره ، شارد
ذهنه ، محودق بصره ، لا يعرف أين قراره ، ولا سكنه وراحته .
حينها تجده يلتقط نفساً عميقاً يخرج به أقوى زفراته ، فتخرج معه آلامه وقبلها روحه ، يتمنى من يطلق عليه رصاصة الرحمة فيرديه ، ومن الحياة وهمومها يريحه ، فلا يجد من يحقق له أمنيته .
لم يبقى له سوى أن يغمض عينيه ، ليهرب من واقعه المؤلم إلى ظلام دامس
قد يدفن معه كل آلامه وأحزانه وأشجانه ، فلا يجد في ذلك الظلام إلا زيادة في عذابه !!!
إذاً لمن يشتكي ، ولمن يرتجي ؟؟؟؟
ومن غير الواحد القهار ، منفس الكرب ومفرج الهم ، وساتر العيب . ( ونعم بالله )
( ابدعت كعادتك أخي فهد عريشي )