أبتسامتها الجميلة أنسته أن يعطيها وردة الجوري ,,
لم تأخذها الشفقة عليه تلك الجميلة ,
مات غراما بها ,, ويحمد الرب في كل سجدة أنها أصبحت رفيقة دربه وأم ولدية وأبنته ’,,
خالد على طريقة التايتانيك يقف على حافة سطح مبنى وزارة النقل بتبوك ,, محلقا بيديه وكأنه سيطير .
لم يكن مهتما بالضجيج الذي في أسفل المبنى الذي اختاره نهاية حياته .
بمكبرات الصوت يذكرونه بالله , وأن فعله ذلك يغضب الرب ,
أنهكهم الوقوف يحاولون ثنيه عن قراره الأخير ,
حبس الأنفاس عشرات المرات كلما هم السقوط .
أمينه بما أن الحليب نفذ صبريها بالعصير ,..
غادرته رفيقة روحه تهدئ من بكاء طفلتها الى المطبخ ,
ليس من أجل العصير ,.
فهو أيضا قد نفذ ,,
ولكن لتخفي حزنها عن خالد , لا تريد أن تضيف الى قائمة أحزانه أحزان .
أنهكته وزارة النقل , كلما وقف على رجليه لكي يعمل بحافلته الصغيرة في نقل المعلمات وجدهم يرمونه ارضا الى الجحيم .
فهو لا يحمل ترخيص, وشروط الترخيص غير منطبقة عليه,, وغراماتهم المالية قد تراكمت عليه .
كل ذلك يمر في عقل خالد غير مبالي بصيحات رجال الأمن له بالنزول .
ملفة الأخضر تمزق بين أورقة الشركات ومكاتب العمل والوزارت .
بالظبط تماما مثلما تمزق من قلبه الأمل بين أروقة الإحباط والياس والعجز عن إعالة أسرته التي يحبها .
كان يقول للموظف بوزارة النقل برجاء يملئه الحزن , أرجوك يالطيب أنكم تفكون الحجز عن سيارتي فليس لدي رزق غيرها .وأنا أعول أسرة ,أرجوك لا تخيب رجائي.
بكل اللامبالاة رد عليه الموظف بعد أن ارتشف فنجان قهوته العربية, معلش يا خوي هذي المرة الرابعة تطلب أن نرجع لك سيارتك وفي كل مرة تكتب تعهد بأنك تطلع راخصة وما توفي بالتعهد .
بأءت كل محاولات خالد بالفشل , الجميع لا يبالون بأن حليب طفلته قد نفذ , الجميع لا يبالون بأنه ليس لديه حتى أجرة السيارة التي تعيده الى المنزل .
كل ذلك في قلب خالد, كل ذلك شغل قلب خالد عن العالم من حوله ,
كل ما يشعر به هو أنه لا فائدة من هذه الحياة .
يفكر فقط في الذهاب الى غياهب اللاوعي .
يفكر فقط في الهروب ,, ولا يجد أفضل من الموت يهرب إليه ,
فهناك لن يجده أحد,..
سمع صوت قريبه من خلفه فوق سطح مبنى وزارة النقل ,.
عندما التفت وجد قريبه وبين يديه طفليه وأبنته ورجال أمن .
اذنت سحب عينيه بأن تهطل دموعه كالأمطار وهو يرى الذعر الذي أرتسم على ملامح ولديه أما أبنته فقد أهدته أبتسامة الطفوله وهي لا تعي ما يجري حولها .
شعر بالم في قلبه وسقط مغشيا عليه بين يدي رجلي الأمن اللذان قفزا لأنقاذه من السقوط الى الهاوية .
وعندما أستيقظ بالمستشفى وجد رجل الأمن يقف عند قدميه ,
أخذه معه الى مركز الشرطة .
وبعد التحقيق ,
وقع التعهد بعدم محاولة الإنتحار مرة أخرى ,
وقعها خالد وغادر ,
وكان وفيا للتعهد,
فكيف لميت أن ينتحر مرة أخرى ,
الميت ليس من نزع من قلبه النبض
الميت من نزع من قلبة الأمل
خالد لن ينتحر مرة أخرى .....
أتعلمون لماذا ؟؟
لانه عندما عاد الى منزله لم يجد ما يعيد به الأمل الى قلبه ,.
خالد لن ينتحر مرة أخرى أتعلمون لماذا ؟؟
لأنه فقد الأمل ومن فقد الأمل فهو نعش على سطح الأرض ,,
من فقد الأمل هو جثة وسط الأحياء .
وكيف لجثه أن تنتحر مرة أخرى ,..
أرجوكم لا نريد أن نفقد الأمل ,..
حتى أنت يا خالد لماذا تفقد الأمل .
كل شيء بالأمل ممكن
وكل ممكن بلا أمل لا شيء
وكما قال نابليون بونابرت: ((إنك بالإبرة تستطيع أن تحفر بئرا ))
أحبائي أرجوكم لا تفقدوا الأمل مهما تعرضتم لإحباطات كونوا اقوياء وانا مؤمن بكم بأنكم ستحققون كل أحلامكم .,
فهد عريشي