مساء الخير للجميع ..

.

كانت ساعات جميلة برفقة القاضي محمّد ودلش علي , التقاءً بالجميلِ ريسان والصّديقين
أولاد العمومة عابد وحمود ..

انطلقنا مساء الأربعاءِ ليلة الخميس من عروسِ البحر إلى العاصمة , كانت الرّحلة
خياليّة مليئة بالفلسفة والقضايا والأدب والمرح , بصحبة القاضي ودلش ..
أخذت منّا الأحاديث مسافة ومشقّة الطريق ووحشة السفر ووعثائه , خصوصاً حينما
أفرغنا مافي جعبتنا منَ الكلامِ والتّنميق ليُدار المايك للواحدِ تلو الآخر يروي قصّة أوحادثة وغالباً ما تنتهي بالأكاذيبِ والبطولاتِ المصطنعة .نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

وصلنا - كما قالَ محمد وعلي - صباح الخميسِ وأخذنا ( دوش ) على الطاير , وابتعنا
ساندويتشات على الطريق لاغتنام الوقت وانتهازِ الرخاء قبل شدة الزّوار .

في بادئ الأمرِ هالنا منظرُ المعرض الخارجي وكثرة الوفود والزخم الثقافي المجتمعي
خصوصاً وأنّ العاشرة ( وقت فتح أبواب المعرض ) لم تحن بعد .!

دخلنا بنشوةٍ وعنفوانٍ وشوقٍ جميلٍ جداً ونفسٍ مرتاحٍ مع أنّنا لم ننم ليلتها وقد أخذ السفر منّا الكثير من النّشاط والجهد .
جولتنا الأولى كانت بصحبة الفوتغرافيّ دلش لالتقاط بعض الصّور وإلقاءِ نظرةٍ عامةٍ على
الجوّ العام وحجم التنظيم والإلمام بزوايا المعرض وأبعاده الرّحبة .
اتجهنا بعدها إلى الدولةِ الضيف ( السّنغال ) ولم تكن سوى بعض الصّور والنبذاتِ الجداريةِ عن رؤسائها وثوّارها وأدبائها ورجالاتها وحفنةً من بعضِ الكتب , الّتي كانت
لا تتجاوز الرسميّة منها والدينيّة والمُحافِظة -لا أقل ولا أكثر - .
فاتفقنا على أن يكونَ محطّ ركن السنغال نقطة الإنطلاق والإنتهاءِ والإجتماعِ والإلتقاءِ
بريسان وحمود وعابد , على الأقل لنستفيدَ من تواجدها ونشكرَ فضلها ونهنّئها على
جهدها في التشريفِ وقطع تلك المسافة ..!!

بطيعة الحالِ كانت الساعات الأولى عشوائيّة أكثر منها تبضّعاً , لتأخذنا الساعات ومن ثمّ تُسرقُ منّا
بسرعةٍ مذهلة لنهرعَ لدورِ النّشر المدوّنة لدينا لانتهازِ النّسخ المتبقية أو المتوفرة .
التقينا بأصدقاءَ لنا وبعض معارفنا وبعض الشّخصيّات عوضاً عن الإهتمام الملحوظ من فئة الشباب
على الكتب واختلاف الأذواق الجميلة والمُنصبّة في صالح المعرض .

بالمجملِ كانَ المعرض لا يوصف من ناحية التنظيم وسهولةِ إيجاد الدور , كانت الرّقابةُ مُعتدلة
وراقيةً إلى حدّ ما والرجال والنّساء ملتهونَ ومأخذونَ بالمادةِ المطروحة وماهية الكتب لا غير .

ما أثار اشمئزازي ذلك الرجل الذي كان يقف بجواري وأنا أبحثُ عن بعض الكتب في أجهزة البحث
( الغبيّة ) فسألني دلش : عن من تبحث . فقلتُ: عن أعمال عبده خال .
فقال الرّجل : ( هو من زينه عبده خال ) .!
فقلتُ بقليلٍ من الإحتقار : يا أخي دوّر على من تريد ودعني معَ عبده خال .
وما هممتُ بالنظر لأرى إن كانت هناك ردة فعل , إلاّ وبهذا الملقوف قد انساق بخفةٍ ليتوارى بين المارة .!

ومن الأشياء الغبية في المعرض كانت أجهزة البحث عن الدور والكتب والمؤلفين ,
فكلّ ما بحثت عن عنوانِ كتابأو اسم مؤلف .. تكونُ النتيجة موحّدة ( لا توجد نتائج لعرضها ) .
فقلتُ منَ المعقول أن تكونَ غير متوفّرة أو على الأقل نفذت .
لأقومَ بأخذِ كتابٍ اشتريته للتوّ في المعرض وأقوم بإدخالِ العنوانِ ,
لتظهر النتيجة الموحّدة ( لا توجد نتائج لعرضها ) !!!

حقيقةً كانت القائمة التي كنت أنوي اقتناءها , لا تتوفّر ثلاثة أرباعها في المعرض , وهذا ما خيّب ظنّي
وأجهضَ النشوةَ لدي بقطعي لهذه المسافة لشراءِ هذه القائمة بالمقام الأول .
لكنّي وككلّ زيارة لا تخلوا حقيبتي من بعضِ الإصداراتِ والكتب الأخرى الجميلة .

في النّهاية قمنا بإجراء الإتصالات ودق ناقوس الجمع - طبعاً جوار ركن السنغال - .
في تمام الساعة الثانية والنّصف بعدها ذهبنا برفقة ريسان وعابد وحمود لمطعمٍ على الطريق
مدحه ريسان بالمطعم الجيّد , وما إن دخلنا وإلاّ بعمالِ المطعم شبه نيام على الطاولات .
أخذنا القائمة وقرأنا قائمة الطعام ومن ثمّ رميناها وقلنا : إيش عندك صديق ..!


.
.

.