لونك المفضل

المنتديات الثقافية - Powered by vBulletin
 

النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: جازان.. الفلّ أشدُّ بياضاً من الملح

  1. #1
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية كل يوم
    تاريخ التسجيل
    03 2005
    المشاركات
    165

    جازان.. الفلّ أشدُّ بياضاً من الملح

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


    (العيدابي) صلابة الشواهد وشموخ الاخضرار
    جبال تقطر عذوبة .. تستجدى الخدمات


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


    جولة وتصوير:البراق الحازمي


    من البحر وشواطئه الدافئة الى المدن التي لا تزيد المسافة بينها وبينه عن مرمى حجر الى السهول والهضاب التي تخترقها الاودية السيالة وتنام على جوانبها المحافظات والقرى الحالمة .. وبين, بين باتجاه الجبال ندخل محافظة (العيدابي) الممتدة من (السهل) والمنتهية في الجبل (الاسود)..
    من (عيبان) سهل محافظة العيدابي نبدأ جولتنا في حلقتها الخامسة:
    (العيدابي) صلابة (الشواهد) وشموخ الاخضرار
    جبال تقطر عذوبة .. وتستجدي الخدمات.
    تتنوع التضاريس في منطقة جازان بشكل عام الا ان بعض المحافظات قد تجمع قدراً كبيراً من هذا التنوع في ارجائها المحدودة حيث تنتقل بك (الأرض) من شكل لآخر في دقائق معدودة ومن هذه المحافظات محافظة العيدابي التي تقع على الطريق الذي يربط صبيا ببني مالك وتمتد كسلسلة هضاب وجبال متصلة تبدأ من سهل عيبان وتنتهي في الجبل الاسود ومن ابرز مرتفعات العيدابي جبال عيبان وصماد ومصيدة والمعادي ومنجد والفقارة التي تكسوها الخضرة وتحتل المدرجات الزراعية مساحة كبيرة منها ويشق المحافظة عدد من الاودية المتدفقة معظم فترات السنة مما جعلها محط انظار هواة الرحلات والتنزه ومن ابرزها:اودية قصي والعروق والمنجد والعشبة وضمد والكدمي وبها سوق اسبوعي يقام كل اربعاء وتعرض فيه السلع الاستهلاكية والخضروات والمواشي والمنتوجات التراثية اضافة الى ما سبق تتميز العيدابي بوجود الآثار التاريخية الصامدة لمئات السنين والتي تعكس تراث المحافظة وتاريخ ساكنيها.
    طريق بحاجة الى جسور وعبارات على امتداد طريق صبيا - العيدابي- الداير يرافقك وادي صبيا بقراه المتناثرة على ضفتيه ويعد هذا الطريق الشريان الرئيس الذي يسهل للناس التنقل في سبيل طلب الرزق ومتابعة امور حياتهم لكن معاناة العديد من قرى محافظة العيدابي تتكرر عاماً بعد عام في مواسم الامطار والسيول جابر سليمان غزواني (معلم) يحدثنا عن مشكلتهم المتكررة مع حوادث الامطار والسيول قائلاً: الطريق الرئيس العابر وسط محافظة العيدابي جيد لكن المشكلة التي يعانيها اهالي بعض قرى المحافظة هي الانقطاع شبه الدائم للطرق وبخاصة جهة الجربة والقاع ومصيدة وذلك بسبب الامطار والسيول الجارفة مشيراً الى ان بعض تلك الطرق تنقصها الجسور او العبارات خاصة ان مياه السيول تقطع الطريق في اكثر من موقع ويضيف: نتمنى ان تستجيب الجهات المختصة الى مطالبنا وتقوم بانشاء جسور او عبارات لكي لا تداهمنا السيول وتداهم ابناءنا وهم في طريقهم الى المدارس او الى بيوتهم .
    لا كهرباء .. ولا ماء .. ولا هاتف
    وعن معاناتهم مع افتقاد خدمة الكهرباء ومياه الشرب النظيفة يقول جابر غزواني ان خدمة الكهرباء وصلت الى (الحنايا) فقط ومازالت قرى الجربة ومصيدة وصماد وعكوة مصيدة وجبحة وريدان كلها تفتقد الى هذه الخدمة الضرورية ويضيف: والمشكلة ذاتها بالنسبة لمياه الشرب مشيراً الى اعتماد معظم سكان المحافظة على مياه الامطار او مياه الآبار التي تقوم على جهود المواطنين الذاتية نظراً لارتفاع اسعار (وايتات) مياه الشرب ويشير الغزواني الى ان عدم توفر بدائل للمياه الملوثة وافتقاد خدمة الكهرباء دفعا ببعض الاهالي الى هجر بيوتهم ومزارعهم لضيق ذات اليد ولم يبق الا غير القادرين على دفع تكاليف الانتقال والسكن في مكان تتوفر به تلك الخدمات.
    ويتحدث مرعي المالكي عن حاجة المحافظة الماسة الى خدمات الهاتف الثابت مشيراً الى ان هناك خدمة محدودة عن طريق هاتف(اسقاط) في كل من عيبان والداير وفيفا وهي كثيرة العطل في مواسم الامطار ويضيف: ولافتقاد شبكة الهاتف الثابت, هناك جهاز صراف آلي واحد في الداير يتبع احد البنوك وهو يعمل على هاتف اسقاط وهو كثير العطل بفعل الامطار او سوء شبكة الاسقاط مما يضطر جميع سكان الداير والعيدابي للذهاب الى صبيا على بعد عشرات الكيلومترات من اجل صراف آلي لسحب النقود او صرف رواتب المعلمين على سبيل المثال ويتساءل الاهالي عن سر تجاهل شركة الاتصالات لهم!
    لا وجود لمركز دفاع مدني
    ويواصل الغزواني حديثه هذه المرة عن محافظة العيدابي التي يسكنها آلاف البشر وبها العديد من محطات الوقود والمحلات والورش والغابات والاشجار مضيفاً:
    ومع هذا لا يوجد بها مركز للدفاع المدني واشار الى انه في حالة وقوع حريق لا سمح الله او في حالة جريان الاودية التي تشهدها المحافظة باستمرار فإنهم ينتظرون قدوم رجال الدفاع المدني بمعداتهم من الداير او صبيا على بعد عشرات الكيلومترات ومن ثم قد يتعرض الابرياء الى الهلاك فعندما ينشب في العيدابي اي حريق فإن النيران تلتهم كل ما تطوله لتأخر وصول فرق الدفاع المدني ولولا تدخل المواطنين السريع في حالات الحريق او التعرض للغرق لوقعت كوارث مفجعة.
    تدني النظافة .. ومشكلة النفايات
    ويتحدث احمد غزواني عن معاناة اخرى تواجه سكان العيدابي تتمثل في تدني مستوى النظافة نظراً لاتساع مساحة المحافظة وقلة مواعيد فرق النظافة من البلدية ثم اردف يمكن ملاحظة تدني مستوى النظافة في سوق العيدابي بسهولة ويضيف كذلك اصبحت النفايات تشكل منظراً سيئاً وبائساً ويشير الغزواني الى مشكلتهم مع مرمى النفايات الحالي قائلاً: اما مرمى المخلفات الكائن في وسط الاراضي الزراعية فقد كان للبلدية الفضل الكبير في وجوده حتى اصبح الآن يتمدد في عدة اتجاهات ناهيك عن ما يسببه من اضرار كبيرة وتلف للاراضي الزراعية حوله وعلى صحة السكان واوضح الغزواني ان المواطنين اشتكوا كثيراً للجهات المعنية من اختناقهم واطفالهم من الدخان المنبعث من مرمى النفايات وبخاصة عند هبوب الرياح التي تحمل الروائح الكريهة ولا مجيب.





    المصدر جريدة عكاظ

  2. #2
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية فراس
    مستشار إداري
    تاريخ التسجيل
    06 2003
    المشاركات
    4,009

    رد : جازان.. الفلّ أشدُّ بياضاً من الملح

    هناك اربع حلقات متبقية بدأت من يوم السبت
    شكرا اخي كل يوم وسنضع روابطها قريبا او طرحها لتكون امام الاعضاء
    فالاخ البراق الحازمي كاتب كتكيز وصادق في اسلوبه
    كما انه شاعر وقاص
    اتمنى ان نجد له الكثير في الصحف

    تحياتي

  3. #3
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية فراس
    مستشار إداري
    تاريخ التسجيل
    06 2003
    المشاركات
    4,009

    رد : جازان.. الفلّ أشدُّ بياضاً من الملح

    يكتب هذه الايام الاخ البراق الحازمي مقالات عن جازان وقد ابتدأ من السبت الماضي وهذه بعض من حلقاته
    1/ نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    تتشابه مدن منطقة جازان الى حد بعيد خاصة في مطالب سكانها واحتياجاتها التنموية فلو حملتك قدماك يوما للتجول في عدد من أشهر مدنها كصبيا وابو عريش وبيش وضمد وصامطة لوجدت تشابها كبيرا في حالة مداخل هذه المدن وشوارعها وأسواقها والأمر ذاته بالنسبة لسكانها فما ان تحاول تلمس همومهم ومعرفة ما يشغل بالهم حتى يحدثوك عن المطالب والاحتياجات ذاتها ويبثوك الشكاوى نفسها, ويكاد يكون الاختلاف الوحيد فيما تسمع هو (اللهجة).
    الحال نفسه بالنسبة لقرى وهجر المنطقة المنتشرة على امتداد الساحل والسهول وعلى ضفاف الأودية حيث الهموم والآمال ذاتها.. لم ييأسوا من بثها وترديدها عبر عشرات السنين.
    لذا.. في هذه الجولة حرصنا على ان نقف على (عينات) من هذه المدن والقرى و(الجبال) فالهم واحد والحاجة ذاتها.. وبعد ان وقفنا في حلقتنا السابقة على (البحر).. ها نحن اليوم نقف على (المدينة).

    صبيا .. في التاريخ
    يقول الهمداني في صفة جزيرة العرب (ان صبيا قرية من قرى مخلاف حكم) وذكرت ياقوت الحموي في معجم البلدان (ان صبيا قرية من قرى مخلاف عثر) واول من اختط مدينة صبيا الحالية هو الامير دريب بن مهارش الخواجي في عام 958هـ وكانت مساكنهم قبل ذلك في طرف الوادي الغربي في موضع يسمى (ابو دنقور) وذلك حسب ما جاء في التاريخ المسمى (الاسلاف في تاريخ صبيا والمخلاف). والى الشرق من مدينة صبيا القديمة بمسافة ثلاثة كيلومترات تقع مدينة صبيا الجديدة التي اخطتها محمد علي الادريسي عام 1338هـ ابان توليه الحكم في صبيا. وقد بدأت المسافة بين المدينتين تتلاشى نتيجة الامتداد العمراني. وتعد مدينة صبيا مركزاً تجارياً هاماً, وبها سوق اسبوعي (الثلاثاء) يعد من اكبر الاسواق بالمنطقة.
    اما صبيا كمحافظة فهي تقع ضمن نطاق منطقة جازان على الخط عرض 170 درجة وخط طول 42 درجة وفي اتجاه الشمال الشرقي لمدينة جازان والتي تبعد عنها 40 كم, وتقع المدينة في الشمال الغربي من مدينة ابوعريش وتبعد عنها 30 كم تقريباً, ويخترق المحافظة من الشمال الى الجنوب الطريق الاقليمي جازان- جدة, وتعتبر المحافظة من اكبر المحافظات في المنطقة ويبلغ عدد سكانها (200) الف نسمة تقريباً.
    الورش تربك مدخل المدينة
    يلاحظ زائر مدينة صبيا ازدحام جانبي مدخل المدينة الرئيسي بالورش الصناعية مما يعد منظراً غير حضاري, اضافة لما ينتج عنه من ازدحام الطريق خاصة اوقات ذروة الحركة, ويتساءل عبدالله صايغ: الا يوجد تخطيط او نية لحل هذه المشكلة? ثم يشير الى ان توقف ازدواج طريق مدخل صبيا عند نقطة معينة (تقريبا.. بمحاذاة مبنى ادارة تعليم صبيا المستأجرة) وعدم استكمال تنفيذه الى الدوار الرئيس داخل المدينة ساهم في اختناق حركة السير من والى المدينة. ويؤكد محمد فايع عسيري ان ذلك يسبب ارباكاً مرورياً واعاقة لانسيابية الحركة خاصة خلال اوقات الدوام الرسمي. من جهة اخرى يشير هادي علي يحيى الى مشكلة الحوادث المأساوية المتكررة الناتجة عن عبور المشاة بين طرفي الشارع, متسائلاً: لماذا لا توضع جسور للمشاة على مسافات متباعدة في هذا المدخل الحيوي للمدينة مساهمة في حل هذه المشكلة?
    الخطر الاكبر
    تكاد الانفاس تكتم جراء الروائح الكريهة المنبعثة في ارجاء احياء عتيقة من مدينة صبيا, تتآكل الشوارع والارصفة من الطفح الآسن. اهالي صبيا قلقون على صحة اسرهم وعلى مستقبل مدينتهم, ويتساءلون متى تنتهي هذه المعاناة اليومية مع طفح البيارات الذي يترتب عليه انتشار البعوض والحشرات وتكاثرها بشكل خطير, ويطمح اهالي صبيا في بدء تنفيذ شبكة صرف صحي كحل نهائي لهذه المشكلة.
    عبدالله صايغ, من سكان حي (المنامة) يقول: منذ سنين ونحن نعاني من مشكلة طفح (البيارات) وما تصدره من روائح كريهة فضلاً عن تكاثر اسراب البعوض والحشرات, ويضيف: حتى الارصفة والشوارع اصابها التآكل باستفحال هذه المشكلة, ونحن نخاف ان يتسبب ذلك في حدوث (انهيارات) لبعض مبانيها لاقدر الله. هادي علي يحيى يؤكد ما سبق قائلاً: نخشى على ابنائنا من هذه المجاري الملوثة والتي تهدد الصحة العامة والبيئة بشكل عام.ويشاركهم الرأي عبدالعليم خواجي والذي اشار الى ان هذه المشكلة تتفاقم في موسم الامطار وتعاني منها احياء بشكل اكبر من الاخرى. ويختم عبدالله صايغ الشكوى قائلاً: سكان صبيا يتساءلون عن امكانية تنفيذ شبكة صرف صحي للمدينة خاصة انها (كلها بيارات) تطفح وتؤثر على صحة البشر ونظافة الشوارع وسلامتها?
    ويذكر عدد من الاهالي بانه سبق ان تقدم سكان الاحياء المتضررة اكثر من مرة بشكوى للجهات المختصة, ولا مجيب.
    اكوام من النفايات
    وفي جانب آخر يكشف هادي علي يحيى افتقاد سوق السمك ومسالخ الدجاج الى النظافة تماماً, مشيراً الى عدم وجود مكان مخصص لرمي بقاياها ومخلفاتها مما ينتج عنه اضرار صحية وبيئية. ويتساءل: ما دور بلدية صبيا في هذا الشأن?!.. كما يبدي عبده ضعافي تذمره الشديد من اكوام النفايات وبقايا ركام البنايات التي تتراكم في ارجاء المدينة.. ويضيف: بعض المواطنين دورهم سلبي في المحافظة على نظافة مدينتهم وسلامة بيئتها فتجدهم لايلتزمون بشروط النظافة ولا يتعاونون بوضع المخلفات في اماكنها المخصصة, كما ان بعضهم قد يعمد الى احراق النفايات خوفاً من اوبئتها وحشراتها, ولا يسلم السكان من سحب الدخان المضرة ولكن اثارها ربما تكون اخف من انتشار الاوبئة والحشرات. ويتساءل هو ايضاً: من المسؤول عن هذا الوضع?!
    اشاعات المستشفى الجديد!
    يعد مستشفى صبيا الجديد, المنتظر افتتاحه خلال العام الحالي احد ابرز المشاريع الصحية في المنطقة, حيث يتوقع ان تنتهي- مع بدء تشغيله- معاناة سكان محافظة صبيا والمحافظات المجاورة مع المستشفى القديم وما يشكله لهم من ذكريات أليمة سواء لتهالك المبنى, او لضعف الخدمات الطبية المقدمة التي ظلت كما هي لسنوات طوال بالرغم من تضاعف اعداد المراجعين والانتشار الواسع للكثير من امراض العصر (الخبيثة). ونظراً لفارق الخدمات والامكانات التي يتوقع ان يقدمها المستشفى الجديد للمرضى او للبيئة الصحية المحيطة, فقد تفاءل المواطنون خيراً, الا ان ذلك التفاؤل انقلب تشاؤماً لدى البعض نتيجة الاشاعات التي اصبحت تردد في المجالس عن تأخر موعد افتتاح المستشفى لاسباب تشغيلية من جهة, وعن تخفيض طاقته من (150) سريراً الى (100) سرير فقط, علماً بان هناك اشاعات سرت قبل ذلك عن توجيه صدر من جهة عليا برفع طاقة المستشفى الى (200) سرير.
    وابدى كثير من المواطنين انزعاجهم من هذه الاشاعات في ظل عدم صدور ما ينفيها من أي جهة رسمية.
    الاسواق .. مستباحة للمجهولين
    تحولت شوارع واسواق مدينة صبيا الى مرتع مستباح للعديد من المتخلفين ومجهولي الهوية فهم يتنقلون من شارع الى شارع, ومن سوق الى آخر على أمل ان يجدوا من يستعين بهم لتشغيلهم مقابل ما تيسر من المال والطعام. لكن خطر الكثيرين منهم قائم فبعضهم دائم التسلح بما يحمله في يديه من هراوات او ما يخفيه في ازاره من سكين ونحوها, وهذا ما يقلق اهالي مدينة صبيا, بل المحافظة كلها خوفا على ابنائهم وبخاصة المراهقين منهم والاطفال.
    عبدالله خواجي يرى ان انتشار هذه الظاهرة يجعل الاهالي في حالة ترقب وحذر دائم, وبخاصة مع تكرار حدوث السرقات والاعتداءات, وغالبا يكون الفاعل مجهولا (بلا هوية) وكثيرون منهم يسعون الى الحصول على المال باي طريقة كانت شرعية او غير شرعية.
    ويشير علي عطار الى ان ما يلفت النظر في (المجهولين) ان معظمهم يتحركون في (جماعات) كأنما يشكلون فريقا لمواجهة ما. وهم في الغالب يقومون باعمال يكلفون بها جماعيا سواء في البناء او التحميل والتنزيل في الاسواق ونحو ذلك بارخص الاجور. ويقول: اذهب الى السوق - جنوب صبيا - وستجدهم بالعشرات داخل السوق وعلى ارصفة الشوارع المحيطة بها. ويضيف: وهذا ما يشجع بعض ضعاف النفوس من المواطنين لاستئجار هذه العمالة غير النظامية, غير مبالين بما قد يتسببون فيه من مشكلات ومخاطر, فهناك احتمال دائم ان يكون من بين هذه العمالة اصحاب سوابق سواء في تهريب المخدرات او السرقات او الاحتيال او الاعمال الاجرامية الاخرى.
    ويشيد كل من الخواجي والعطار بالدور الامني في مواجهة هؤلاء المجهولين وتعقبهم ويدعوان الى المزيد من تكثيف الجهود وانتشار الفرق الميدانية من قبل الجهات المختصة, كما يوجهان الدعوة الى المواطنين لعدم الاستعانة بمثل هذه العمالة الخطرة وغير النظامية.
    صور مكتوبة من الجولة
    كم كانت دهشتي مما رأيت.. في جانب من مدينة صبيا, ساحة صغيرة يملؤها المراهقون والاطفال, هناك (سوق) للعرض والطلب, طبعاً لبيع القات, اثناء عبوري البطيء للساحة.. اشار لي احدهم بيده مقترباً من السيارة التي اركبها, فقلت له: ماذا لديك? قال لي - وهو يمضغ القات مبتسماً - وقد تنبه الى الكاميرا التي على المقعد بجواري: لا شيء ماذا تريد انت?.. وابتعد عني وهو يتلفت يمنة ويسرة باتجاه رفاقه المنتشرين في جنبات الساحة.. معظمهم يبدو عليهم من سحناتهم انهم متسللون مجهولو الهوية.
    عصر اليوم التالي, عدت للمدينة, لم اكن وحيدا هذه المرة, كان في صحبتي صديقي (عبيد) ليرافقني الى (صبيا) كدليل عارف بمداخل المدينة ومخارجها. بعد عبورنا مدخل المدينة المزدوج, اتجهنا جنوبا في طريق ضيق محشور, بين البيوت المتداخلة وابوابها الصغيرة, الطريق ضيق محتشد بالسيارات, كانت حركة الناس المترجلة منها او الصاعدة اليها خفيفة, وحواراتهم البينية قصيرة. طلبت من مرافقي الانتحاء بالسيارة جانبا, وظللنا نرقب الموقف, فاجأني عابر وهو يحيي (المنتشرين) واحداً واحداً, بخطواته البطيئة, وهندامه الشعبي, ووجهه المبتسم, وكان يتعمد ترديد كلمات معينة كأنه يعلن البدء في نشاط ما, دفعني الفضول الى طلب الحديث اليه, فسألته: ايش عندكم? فجأة اخرج اوراق قات من باطن إزاره ليطلعني عليها!.. سألته: هل هناك افضل من هذا?.. قال متوجسا: (ألم يعجبك?).. والله طري!.. ثم عقب مشيرا الى بقية رفاقه: (كلهم ما عندهم الا مثل هذا.. تبغى والا لا)?!!
    ويبقى السؤال مطروحاً: هل هناك أمل في خطوات عملية حقيقية لوقف هذا (المد) الذي يتهدد الأسرة والمجتمع (الجازاني)?
    (المعصارة) صامدة
    يعد السمسم من المحاصيل الزراعية الهامة في منطقة جازان, وغالبا ما يتم الاستفادة منه (عصرا) لاستخراج زيت السمسم منه, وهوما يسمى باللهجة المحلية (السليط). وبالرغم من مرورعشرات السنين ما زال الجمل يقوم بدوره في معصرة السمسم, حيث يقوم بإنجاز المهمة بطريقة الدوران بعد تثبيته بمحور رأسي في العصارة.
    ويقول عبده حسين مكعكم انه واخاه (حسين) يعملون في هذه المهنة منذ اكثر من 45 عاما, ويشاركان سنويا في مهرجان الجنادرية بالـ(معصارة) واشياء اخرى من التراث, مؤكدا ان العمل بالمعصارة هومصدر رزق اسرتهم الوحيد. ويوضح عبده قائلا: سعر كيس السمسم (50كجم) يتراوح حسب العرض والطلب في المواسم بين 200-500 ريال بينما يباع زيت السمسم (السليط) بسعر 80 ريالا للجالون الواحد سعة 3 ليترات, وصافي دخلنا منه 2000 ريال تقريبا.
    ويشير شقيقه حسين الى ان السليط يستخدم كثيرا لدى ابناء المنطقة لاغراض الطهي والطعام وفي معالجة بعض الاصابات العضلية وبعض امراض الاطفال والنساء.
    مواسم صبيا.. ذهب وفل
    لبياض الفل حضور دائم في مساء منطقة جازان, بمختلف مدنها وقراها, واشكال نظم الفل واسعاره تتقلب مع المواسم والمناسبات, فالـ(كبش) سعره (50) ريالا, وقد يصل سعره في الموسم والمناسبات (اعياد, زواج) الى 120 ريالا.
    اما الذهب فلبريقه حضور خاص في فترات الاجازات في الصيف والربيع حيث تكثر مناسبات الزواج, وتزداد حمى شرائه او استبدال القديم منه بصرف النظر عن ارتفاع سعره الذي يعود لاسباب عالمية على حد قول عبدالقوي عامر -بائع ذهب- حيث يشير الى ان معظم الذهب يتم احضاره من الرياض وجدة والشرقية وكذلك من المشغولات البحرينية والاماراتية والكويتية.
    ويقول عبدالقوي ان هناك مراعاة لمرتادي سوق الذهب بصبيا لانهم زبائن يتابعون الموضة ويترددون عليهم باستمرار, وليسوا من خارج المنطقة, موضحا ان المشترين من ابناء المنطقة يعتمدون على رواتب آخر الشهر والذين قد يعودون لاحقا لبيع او استبدال ما اشتروه موضحا ان الزبون البائع او المستبدل للذهب لا يخسر كثيرا لانه يبيع ويشتري حسب حال السوق.
    وينفي عبدالقوي حدوث مشاكل مع الزبائن -ذكورا اواناثا- نتيجة لتكرار عملية الاستبدال او الارتفاع عند البيع للزبون وانخفاضها عند الشراء منه, مؤكدا ان زبائنه يتابعون الجديد شهريا وهم اصحاب ذوق في التعامل في هذا المجال.
    ومشيرا الى ان السوق به محلات متخصصة في بيع ما يسمى بالذهب (المرشوش) وهو عبارة عن نحاس مرشوش بلون الذهب واسعاره رخيصة وله زبائنه وهم غالبا (شعبيون) دخولهم محدودة.

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •