خمسٌ وســـتُونَ في أجفان إعصـــــــــــــــارِ

أما سئمتَ ارتحالاً أيّها الســـــــــــــــاري ؟

أما مللتَ من الأســـــــــــــــــــــــفارِ ما هدأت

إلا وألقتك في وعثاءِ أســـــــــــــــــــــفار؟

أما تَعِبتَ من الأعداءِ مَا بــــــــــــــــــــرحوا

يحاورونكَ بالكبـــــــــــــــــــريتِ والنارِ

والصــــحبُ ؟ أين رفاقُ العمرِ ؟ هل بَقِيَتْ

ســــــــــــــــــــــــــــوى ثُمالةِ أيامٍ وتذكارِ

بلى ! اكتفيتُ وأضناني السرى ! وشكا

قلبــــــــــــي العناءَ ! ولكن تلك أقداري







أيا رفيقةَ دربي ! لو لديّ ســــــــــــــــــوى

عمري ، لقلتُ : فدى عينيكِ أعمـــــــــاري

أحببتني وشـــــــــــــــــــبابي في فتوّتهِ

وما تغيّرتِ والأوجاعُ سُــــــــــــــــــــــمّاري

منحتني من كنوز الحُبّ أَنفَســـــــــــــها

وكنتُ لولا نداكِ الجائعَ العــــــــــــــــاري

ماذا أقولُ ؟ وددتُ البحرَ قافيتـــــــــــــي

و الغيم محبرتي والأفقَ أشــــــــــــــعاري

إنْ ســـــــــاءلوكِ فقولي : كان يعشقني

بكلِّ ما فيهِ من عُنفٍ وإصـــــــــــــــــــــرار

و كان يأوي إلى قلبي ويســــــــــــــكنه

و كان يحمل في أضــــــــــــــــــــلاعهِ داري

وإنْ مضيتُ فقولي : لم يــــــــــــــكنْ بَطَلاً

لكنّه لم يقبّل جبــــــــــــــــــــــــهةَ العارِ







وأنتِ ! يا بنت فجرٍ في تنفّســــــــــــــــه

ما في الأنوثة من سحرٍ وأســــــــــــــــــرارِ

ماذا تريدين مني ؟! إنَّني شَــــــــــــــبَحٌ

يهيمُ ما بين أغلالٍ وأســـــــــــــــــــــــوارِ

هذي حديــــــــــقة عمري في الغروب كما

رأيتِ مرعى خريــــــــــــــــــــــــفٍ جائعٍ ضارِ

الطيرُ هَاجَرَ ، والأغصانُ شــــــــــــــــــــاحبةٌ

و الوردُ أطرقَ يبــــــــــــــــــكي عهد آذارِ

لا تتبعيني ! دعيني ! واقرئي كتبـــي

فبين أوراقِها تلقاكِ أخبـــــــــــــــــــاري

و إنْ مضيتُ فقولي : لم يــــــــــــكن بطلاً

و كان يــــــــــــــــــــــــمزجُ أطواراً بأطوارِ







و يا بلاداً نذرت العمر زَهرتَـــــــــــــــــــــه

لعزّها ! دُمتِ ! إنّـي حان إبــــــــــــــــــحاري

تركتُ بين رمال البيد أغنيتــــــــــــــي

وعند شاطئكِ المسحورِ أســــــــــــــــماري

إن ســــــــــــــاءلوكِ فقولي : لم أبعْ قلمي

و لم أدنّس بســــــــــــوق الزيف أفكاري

و إن مضيتُ فقولي : لم يـــــــــــــكن بَطَلاً

و كان طفلي و محبوبي وقيــــــــــــثاري







يا عالم الغيبِ ! ذنبي أنتَ تــــــــــعرفُه

و أنت تعلمُ إعلاني و إســــــــــــــــــــراري

و أنتَ أدرى بإيــــــــــــــــــــمانٍ مننتَ به

عليّ ما خدشَـــــــــــــــــــــــــته كل أوزاري

أحببتُ لقياكَ. ، حسن الظن يشــــفع لي

أيُرتجَى العفو إلاّ عند غفَّـــــــــــــــــــــارِ ؟










د . غازي بن عبدالرحمن القصيبي