أينَ أنتَ سيّدي أبو فييه .؟.!
كبرنا معَ زيناتَ , بكَ هنا ؛ ولم ننضج بعد .!
.
.
أينَ أنتَ سيّدي أبو فييه .؟.!
كبرنا معَ زيناتَ , بكَ هنا ؛ ولم ننضج بعد .!
.
.
الأديب الغالي معاذ آل خيرات
عندما تحضر أيها الجميل الأنيق
تنتابني لحظة طرب ونشوة
ويلجمني سحر بيانك بكلماتك المقتضبة البليغة
ما أجملك متحدثا ، ومتعمقا في استقراء مابين السطور
(( كان ما كان، في قديم الزمان ،
حكاية حب بدأت صغيرة وكبرت مع الزمن .
نمت نمو الطفل منذ الولادة وحتى سن النضج ،
وكبرنا معها ، لكننا لم ننضج مثلها .
اليوم أتساءل : أما آن لهذه العاطفة التي نضجت
أن يفك أسرها ويطلق سراحها ؟.... ))
نعم يا معاذ
كبر حبنا مع كلمات زينات
وحتما سننضج يوما ما !!!
سيدي معاذ
حاضر أنا ما دام المتابع هنا بحجم أمثالك
عزيزي تأخري يعود لأنني أقرأ النص ثم أقوم بكتابته هنا نقلا من الكتاب
ثم قبل هذا وذاك كل نص أنقله تبهرني كلماته
وتذوبني معانيه ويمتعني أسلوبه ،
فأتروى كثيرا قبل الإنتقال للنص الذي يليه ،
ليستلذ ويستمتع أمثالك باستقرائه أكثر وأكثر
حقا يامعاذ العالم امرأة ورجل( الحب بكل اللغات)
لك ودي واحترامي
الباب الثاني /العواصف الأولى
النص(21) صــ 46 ـــ
سأبحث عنك أكثر
أبحث عن وجهك في المقاهي التي تتكئ على أرصفة الشوارع .
أبحث عن عينيك بين عيون مشردة على وجوه الحسناوات ..
ابحث عن جسدك المتعب على طاولات طالما حملت اجساد المتعبين .
مشرد في شوارع الليل ، لا تعرف هدف طريقك ، تمشي ولا تصل إلى ما تريد ، تسأل ولا يدلك أحد .
يائس ، تعانق النسمات الشاردة ، تنام نظراتك على الوجوه التي لا تعرف الحزن .
أبحث عنك من جديد ، فلا أجدك .
قد تكون ملقى على مقعد أتعبه تململك ، وقد تكون غارقا ً بين أيد ٍ تمتد ، ولا تمل السؤال ،
وبين دخان زائف يخفي حقيقة الوجوه ،
وبين أحاديث سخيفة تعيش وتستمد أهميتها من البطالة والتفاهة .
وهكذا لا أجدك .. لأنك لا تجد نفسك بين هذه المخلوقات الغريبة ..
لأنك شبح انسان يعيش حياة الضياع ،
وفي قلبي وعيني رجل أحبه أقوى من التشرد واليأس
أعرف أنني لن أجدك .. أقصد لن اجد حقيقتك الضائعة ، لأنها ماتت .
قتلتها أنت حين أحطت نفسك بمزيج عجيب من البشر والأجواء
وأعرف انك لا تحب هذه الحياة ، مهما أنكرت وكابرت ،
فأنت لا شيء بالنسبة إليهم سوى انسان ضائع يلقي بمرساته
بين السفن الغريبة .
ولكنك بالنسبة لي ،
أنت المرفأ الذي يقوى على استيعاب عواطفي .
سأبحث عنك أكثر ، سأخطفك يوما ما من على رصيف شارع لا يبدأ ولا ينتهي .
سأعيد إليك رشدك ، لتكتشف حقيقة نفسك ،
وتكتشف أنك تحبني ..
غصبا ً عنك تحبني .
أفهمت يا ظالم ، يا تائه ، يا حبيبي ؟
زينات نصار
الباب الثاني /العواصف الأولى
النص(22) صــ 47 ـــ
مغفورة أكبر خطاياك
مغفورة لك خطاياك الصغيرة والكبيرة.
مغفورة خطاياك كلها ما دمت أحبك .
مغفورة أكبر خطاياك حين تغمرني وتقول لي : أحبك .
أثور كثيراً كلما شعرت بك مخطئاً بحقي ..
كلما شعرت بك متناسياً وجودي في حياتك ..
وكلما أحسست بفتور عواطفك.
أثور كثيراً ، وأحاسبك بيني وبين نفسي .
أضع خطة مرسومة بدقة لأواجهك بأخطائك ،
أحضر خطاباً طويلاً يفصل لك كل هفواتك واستهتارك أحياناً ،
وأهييء نفسي لكل جواب ، ولكل تعليق ، ولكل فكرة ..
ولكنك ما أن تطل عليّ ماداً ذراعيك لتحتويني وتقول لي :
(( مشتاق إليك ))
حتى أنسى كل ما هيأته ، وتضيع كل الخطط في لحظة اهتمامك بي ،
وتذوب كل الكلمات في لهفة حنانك اليّ ، وأنسى كل ثورتي لآقول لك :
(( أحبك وألف ألف أحبك )) .
مغفورة لك خطاياك ما دمت تعرف مدى حبي لك ،
وتعرف كيف تستغل ضعفي أمام عاطفتي الكبيرة ،
وما دمت تعرف متى تواجهني بابتسامتك المشرقة التي تبتلع كل أحزاني وثورتي ،
وما دمت تعرف متى تروي لي حكاية الإرهاق الذي يتلف أعصابك ،
وحكاية الحزن الذي تعاني منه ،
فأنسى كل شيء ..
إلا لهفتي إليك ، وشوقي لأريحك من كل ما يمنع ابتسامتك من الإشراق.
مغفورة لك خطاياك ما دمت رجلي الذي أحتمي به ، وألجأ إليه ،
وأحتاجه في ساعات يأسي ولحظات سعادتي ..
وما دمت طفلي المدلل الذي أسعى أبداً لإرضائه كي أسمع منه كلمة : أحبِكِ .
أنا أغفر لك خطاياك ، وأنت تحاسبني على كل هفوة .
أنا أنسى كل أيام العذاب التي تسببها لي أحياناً ،
وأنت لاتنسى لحظة ضيق أكون أنا سببها عن دون قصد .
والمشكلة أنني أبكي كلما أخطأت أنت ، وأندم حين أخطئ أنا ،
وأتمنى أن تغفر لي وتسامحني
كما أغفر أنا لك دوماً كل خطاياك .
زينات نصار
النص(23) صــ 49 ـــ
قلعة الحب صارت ملجأ
أغفر لك ، أولا أغفر، ليست هذه المشكلة .
فالغفران قادرة أنا عليه لأني أحبك .
لكن النسيان صفة لا أملكها ، أيضاً لأني أحبك .
تعتذر ، تتوب ، تطلب السماح ،
ويقال إن الاعتراف بالخطأ فضيلة ،
لكنه في الحب جرح عميق مهما حاولنا تجاهله ،
لا نستطيع أن نخفيه عن الأعين ، أو ندعي عدم شعورنا به .
أغفر لك بصدق ، بقناعة .. لا يمكن أنسى الأحزان التي تسببها لي أخطاؤك ،ولا يمكن أن تنشف الدموع التي أذرفها في انتظار اكتشافك لغلطتك وسماعي خطوات عودتك .
أغفر لك ، لكني لست من الآلهة ، أنا من البشر،قدراتي محدودة ،
ولا أستطيع خنق مشاعري الحقيقية طويلا . فكم مرة ظننت أني نسيت ،جرفتني مواقف الحياة ولحظات حنانك ، أرضت كبريائي كلماتك ، ولم أنس ،بل تناسيت لفترة تطول أو تقصر تبعاً لقدرتك على الوفاء بوعودك وتجنب الأخطاء.
أغفر لك لأني أحبك ، ولأن كل عودة لك تحمل شوقاً أكبر ، وحناناً يغرق كل عنادي ورفضي .
لكني أخاف اليوم الذي ستستهلك فيه كل قدرتي على التسامح ،
وينشف ينبوع العطاء الذي تعودت أن تغرف منه بلا حساب .
أفرح بعودتك كل مرة ، ظناً مني أنك تكتشف دائماً اني الحب الحقيقي الأبقى والأكثر عمقاً ،
وأفخر بتسامحي وتوبتك لاعتقادي بأنك اكتشفت ان الخطأ يكون خارج إطار حبنا .
لكن بغفراني لك كل مرة ، وبأبواب قلبي المفتوحة دوماً لعودتك ، وبسذاجة تحليلي ،وادعائي النسيان ، حولت نفسي من قلعة حب إلى ملجأ،تأوي إليه كلما شعرت بالحاجة إلى الاطمئنان والأمان .
اخشى اليوم الذي تحولني فيه أخطاؤك الدائمة إلى امرأة عادية لم يعد حبها لك سنداً وقوة .
امرأة لا تقوى على الغفران والتسامح ولا حتى على التناسي ..
وأخشى أن يكون لك عودة ذات يوم لتجد أبوابي موصدة ، وجسدي متعباً ، وقلبي لم يعد يخفق لك ،
واني مللت كل اعتذاراتك ، ومللت الانتظار.
زينات نصار