حدثنا طيفور بقصة كتبها تحت ألسنة الشمس الذهبية بأنامله الندية وهو يحكي لنا عن العجوز الشمطاء التي لا تريد للخير بقاء والبطريق الذي جاء من بلاد الإغريق وقال طيفور ذهبت إلى العراق بلدة الشقاق والنفاق فرأيت منظرًا لا يطاق رأيت دول شمال أصفهان متحالفة مع الإفرنج والأسبان بزعامة الأمريكان واليهود للسفينة هم الربان وثم قال رأيت عجوزًا من الغابرين تريد ترويع الآمنين بفكر وخداع المجرمين وتتحدث وتقول من ليس معنا فهو خصمنا واعلموا إنما نحن نريد تطهير البلاد من الدمار والفساد ونريد شعبا حرًا بقيادته يتمكن من تحقيق سيادته ولسنا طامعين في الثروات ولا في تدمير الممتلكات وبعدها صمتت لبطريق أنصتت فقال البطريق إن حاكمكم لا يريد الخير والنعمة بل يريد البلاء والنقمة فهو سيركم إلى حروب عمياء لقتل الأبرياء بكل غطرسة وكبرياء وقال طيفور وبدأ فتيل الاشتعال وبدأ النزال وتحركت الجيوش متقاتلين كالوحوش فلم يسلم الطير من دمارها في السماء ولا السمك في الماء وبعد ذلك رأيت الناس مجتمعين حول إمام ملثم ملتفين فوقف الإمام وقال إنني في هذا المنبر ليس معي سيف ولا خنجر وإنما أصيح بأعلى نداء إن الحقائق قد زورت وأكاذيب الكفر قد روجت ووجدت صخباً إعلامياً فتوجت ووجدت حفاوة من الرأي العام فصدقت ويا من تدعون السلام إن الدماء قد استبيحت والأعراض قد انتهكت والثروات قد سرقت والهيئات العلمية والبنية الأساسية قد دمرت والمصاحف قد حرقت فتلك الأم قد رملت وتلك الفتاة قد يتمت وتلك العجوز بلا شفقه قد جرحت وتلك الطفلة المسكينة قد شردت وتلك العائلة الفقيرة بيوتهم بأكملها قد هدمت وتلك الأخت ترى أخاها أمام نصب عينيها يقتل ومن هول ذاك المنظر قد صرخت والحامل من بشاعة المنظر قد أجهضت وتلك المسكينة من اللقمة قد حرمت ومصائب على أمتنا قد سكبت ومن جراء ذلك الموقف قوى أمتنا وهيمنتها قد حطمت من توالي الغارات وقذائف الدبابات وطلقات الرشاشات والسفن المدمرات ومن الألغام والمتفجرات والصواريخ عابرات القارات ويزيدها رعباً دوي أصوات الإنذارات فوقف رجل أمامنا وقال بورك فيك يا إمامنا فسوف أكون مجاهدا صنديد ومقاتل عنيد لا أترك للعدو يفعل ما يريد وثم وقف رجل آخر وقال لن نقبل السلام بالاستسلام ولتكن الأفعال هي لغتنا والدفاع عن بلدنا هي حجتنا وبعد ذالك وقف طفل صغير وقال إن العدو لم يرحم فينا صغيراً ولا كبير ولا شيخاً ولا أسير والله عز وجل قال على لسان بلقيس (( قالت إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة وكذلك يفعلون )) فماذا تنتظرون وأنتم هنا واقفون وقال طيفور ولما تفرق الجمع ذهبت إلى الإمام الملثم وكنت على يقين تام بأنه سامر فقلت يا إمام اخلع عنك اللثام لكي تنجلي عني الشكوك الأوهام فقال أنت تعرفني وإذا خلعت اللثام سوف تكتشفني قال طيفور إذاً أنت سامر قال أصبت ولم تخب فراستك فأنت كيس فطين للمقامات راوي أمين .