الباب الثاني /العواصف الأولى
النص(22) صــ 47 ـــ
مغفورة أكبر خطاياك
مغفورة لك خطاياك الصغيرة والكبيرة.
مغفورة خطاياك كلها ما دمت أحبك .
مغفورة أكبر خطاياك حين تغمرني وتقول لي : أحبك .
أثور كثيراً كلما شعرت بك مخطئاً بحقي ..
كلما شعرت بك متناسياً وجودي في حياتك ..
وكلما أحسست بفتور عواطفك.
أثور كثيراً ، وأحاسبك بيني وبين نفسي .
أضع خطة مرسومة بدقة لأواجهك بأخطائك ،
أحضر خطاباً طويلاً يفصل لك كل هفواتك واستهتارك أحياناً ،
وأهييء نفسي لكل جواب ، ولكل تعليق ، ولكل فكرة ..
ولكنك ما أن تطل عليّ ماداً ذراعيك لتحتويني وتقول لي :
(( مشتاق إليك ))
حتى أنسى كل ما هيأته ، وتضيع كل الخطط في لحظة اهتمامك بي ،
وتذوب كل الكلمات في لهفة حنانك اليّ ، وأنسى كل ثورتي لآقول لك :
(( أحبك وألف ألف أحبك )) .
مغفورة لك خطاياك ما دمت تعرف مدى حبي لك ،
وتعرف كيف تستغل ضعفي أمام عاطفتي الكبيرة ،
وما دمت تعرف متى تواجهني بابتسامتك المشرقة التي تبتلع كل أحزاني وثورتي ،
وما دمت تعرف متى تروي لي حكاية الإرهاق الذي يتلف أعصابك ،
وحكاية الحزن الذي تعاني منه ،
فأنسى كل شيء ..
إلا لهفتي إليك ، وشوقي لأريحك من كل ما يمنع ابتسامتك من الإشراق.
مغفورة لك خطاياك ما دمت رجلي الذي أحتمي به ، وألجأ إليه ،
وأحتاجه في ساعات يأسي ولحظات سعادتي ..
وما دمت طفلي المدلل الذي أسعى أبداً لإرضائه كي أسمع منه كلمة : أحبِكِ .
أنا أغفر لك خطاياك ، وأنت تحاسبني على كل هفوة .
أنا أنسى كل أيام العذاب التي تسببها لي أحياناً ،
وأنت لاتنسى لحظة ضيق أكون أنا سببها عن دون قصد .
والمشكلة أنني أبكي كلما أخطأت أنت ، وأندم حين أخطئ أنا ،
وأتمنى أن تغفر لي وتسامحني
كما أغفر أنا لك دوماً كل خطاياك .
زينات نصار