ياذاكرتي المتعبة
هل انتهيتِ من دفن آخر زهوركِ
أمازلتِ هناك ترقبين مُدن التراب
لتلد لكِ مساءا مجنونا ( يحثيك ) ببقاياحكاية
لمارة .. ذات مساء
....................
لم أشفَ من ذاكرتي بعد
لم أشفَ من مساءاتي ــ المازالت ــ مسندة
إلى جدار عتيق
خبأتكِ في شقوقه
فما أجمل الذي حدث بيني وبين المساء
وما أجمل الذي لم يحدث
ولن يحدث
و إن حدث
ستُجن كل جُمل الليل
وسترقص الأضواء
انكسارات...
ان ... كسارات
ا
ن
ك
س
ا
ر
ا
ت
..............................
نافذة
( تمسينا ) ثم تصعد إلى السماء
كحلمِ خرافي
لتسجل القبلة الأولى قمراً
في غفلة من تضاريس العروج..
..............................
ذاكرتي تدري , وإلى حيث لا تدري
سأبعثها
إلى ضوء الظلام
لتصرخ على طريقتها
وتنزف على طريقتها
وتتشظى على طريقتها
..............................
ذاكرتي المجنونة الراكضة
خلف مساءات في إحدى زواياها قدر:
قدر هشيم الرماد
قدر التراتيل السافرة
قدر الرتابة والملل
..............................
ذات مساء
زحفت ذاكرتي بجسدها النحيل
تعلن عصيانها على الصمت
تغني في أرجوحة السماء
تحمل القمروتهدهده
وسيغادر المساء من ثقب حنجرتها
إلى عروج آخر
..............................
وعندما يعود حاملا أزهاره المحنطة
ووجوه المثلجة , والراكدة
سيجدني , وذاكرتي
ظلا خلف الظل
أختفي بين الشجر
وأفر من أصوات الأجنحة
أبحث عن الشقوق
وهذي الجدار المسكون بأوجاعي
والأرصفة التي تشطر الأرض
والعابرين المكتنزين بالحكايات
والقادمين من شمس المساء
بقراهم النائية المتدلية
وأنا أقطف ذاكرتي وأشمها
ثم ألقي بها تهرم في الرغام
عابرة
مهمومة
زائغة
مهزوزة
تستند على ظل
ذات مساء
............................
سيجدني
ذاكرة مترعة
أطل بهامتي القمحية
على وجه فلان
فائضة بالحلم
متعابثة بالظل
منصتة للصدى
بديهية كالألوان
متناهية كالفضاءات
متبددة كالنهايات
..............................
أشبه ذاكرتي كثيرا
حينما لبستْ ( فستانها ) الرملي
وشقت طريقها باتجاه المساء
مشرعة في التحليق
عارية الجناحين
تنبجس من قدميها دماء العشب
لتلد أقمارا خضراء
ذات مساء
..............................
كنت أحب تلك الأيام التي كانت لي
تتقدم الأشرعة لتأخذ العابرين , والمساءات , وكان وجهك , الصغير , الجميل , يضحك , ويلعب , كنت أناديك حين الرجوع إلى البيت يحين , والآن سأقيم معك على ضفة السماء , حيث وجهك الذي ينظر بثبات باتجاه الشمس