قد تشكو
ياصديقي من غدر الأصدقاء
والأصدقاء يشكون أيضا من عدم وفائك
سلسلة الاتهامات ياصديقي تطالني وتطالك
بل وتطال الأصدقاء
كلنا ياصديقي أمام المرآة أبرياء
الآخرون وحدهم خارج المرآة يقبعون في قفص الاتهام
راجع أرقام هواتف الأصدقاء التي تحملها مفكرتك
ضع من واحد الى عشرة أمام كل اسم بحسب مقدار ظنك فيه كصديق
أجمع بعد ذلك الأرقام
لا يحزنك أن تكون النتيجة تحت الصفر
فكلنا نعيش في المحيط المتبلد ياصديقي
تسألني إن كان لي أصدقاء !
نعم ياصديقي
وأسماؤهم لا تتسع لها مفكرة واحدة
بل أربع مفكرات غير دفاتر الذاكرة
خذلوني جميعهم دون أن يدروا
ربما لأنني خذلتهم دون أن اعرف!
سأحدثك عن بعضهم
ولكن من الانصاف أن يحدثوك عني
ذات يوم كنت اعمل مسؤولا
وكان لي اصدقاء
فهم كل الذين كنت رئيسهم
ونصف الذين لا أرأسهم
وربع الذين يرأسونني
جميعهم كانوا يهدونني النعوت الجميلة وكنت اعتب على المرآة الصدأة
التي لا تريني ما يري الاصدقاء
وجاء قرار التقاعد من الوظيفة
كنت لم انهض من كرسي الوظيفة بعد
حينما كان اصدقائي الأعزاء
يتسابقون على غرفة الرئيس لمنحهم صلاحية الجلوس على نفس الكرسي
وبقينا أصدقاء !
ليس هؤلاء كل أصدقائي ياصديقي
فلدي من مثل هؤلاء كثيرون
لي صديق جميل جدا إذا كان على بعد ألف ميل
ويمكن أن يتحول إلى نصف صديق وربع صديق ولا صديق
إذا ضاقت المسافة واختلطت المياه الاقليمية ببعضها
وقد تحتاج بعد ذلك إلى محطة لتنقية مياهك
التي تراها أنت وحدك عذبة من مائه العكر
صديق آخر يريدك أن تتحول معه إلى ما
( يطلبه المستمعون )
وتأتي مصيبتك معه
كونه المستمع الوحيد دائما
وعليك أن تغني يا وحيد
صديق ثالث يحتاج التعامل معه
إلى قراءة النشرة النفسية اليومية
فأنت في حاجة لأن ترتدي معطفك
لاتقاء بروده
وان تخلع شماغك
لتمسح حبات العرق المتساقط
من دفء الصداقة وحرارة المشاعر
ورابع وخامس هكذا الى الألف
وبدلا ياصديقي من أن تحذر عدوك مرة وصديقك ألف مرة
كن صريحا وقل
معذرة ياصديقي
ليس هناك متسع للمزيد من الاصدقاء !
راق لي