النص(24) صــ 51 ـــ
ما أعرفه
أعرف أنني أحبك لأنني أفقد قاموس الكلمات كلما وجدتني معك ، وأفقد القدرة على النطق كلما وجهت لي سؤالا.
كل قدرتي على ربط الحروف تصاب بالعجز وتأتي أجوبتي باهته، مختصرة مثل الكلمات المتقاطعة خوفا من الوقوع في خطأ .
أعرف أنني أحبك ، لأني أختصر كل طموحي في أن أسمعك،وأجد كل تركيزي في أن أكون امرأة تعجبك .
أعدّ كلماتي كلما أحسست بأنك تسمعني ، أعدّ خطواتي كلما شعرت بأنك تنظر إليّ ، وأتعب حتى الانهيار بحثا عن كل تصرف يرضيك .
ولأني هكذا أعرف الحب ، وهكذا أكتشف حقيقة مشاعري ، كنت تجرحني بلا مبالاتك ، بعدم اهتمامك ، وأشعر أن كل الجهد الذي بذلته لأرضيك كان سدى .
من أجلك ، من أجل اهتمامك ، وربما حبك ، حفظت كل ما يرضيك في المرأة .
من أجلك أطلت شَعري الذي أحبه قصيرً .
تصرفت كسيدة ناضجة وفي داخلي طفلة تريد أن تنطلق .
حفظت كل المواضيع الجديدة ، وقيّمت كل الآراء قبل أن أبديها ، وبدأت أكتب لنفسي مخططاً لتصرفاتي وكلماتي قبل أن ألتقيك .
لكنك كنت بلا مبالاتك تهدم كل ما بنيت ، بكلمة ، بلفتة ، بتعليق .
كنت أحياناً تنظر إليّ كأنك لاتراني . تسمعني كأنك لاتفهم لأن أفكارك في مكان آخر .
وأشعر أني أشبه بممثل حفظ دوره وتوقع النجاح لمسرحيته، ولكن تأتي ليلة الافتتاح والصالة فارغة .
حبك الذي حاولت أن أوقضه وفشلت ، هدم كل آمالي ، وأنت المتفرج الوحيد الذي حفظتُ دوري من أجله ، لكنه لم يستطع رؤيتي ولا سماعي ، ولم يفهم دوري .
ويقع القناع الذي أرتديه من أجلك ، وأتمنى لو أنك لم تأت لكنت تركت لي بعض الأمل ،
لكنك جئت ناسياً عواطفك وحبك وكل أحاسيسك لتشعرني بأنني لبست قناع مهرج لا يجيد انتزاع ضحكة طفل .
زينات نصار