بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هم ليسوا مؤمنين يا طاش
في البداية أحب أن أثني على الحلقة الأولى من مسلسل طاش ما طاش 17, والحقيقة أنهم لامسوا جرحا غائرا وأنصفونا كثيرا بخصوص تعامل أنظمتنا مع السعوديين وغيرهم.
ثم جاءت حلقة جديدة تعكس الكثير من واقع السعوديين في الخارج وأعتقد أن الفكرة كانت جيدة.. باستثناء طريقة تمثيل الممثلين عبد الله السدحان وناصر القصبي, والتي تشبه طريقة الممثل المصري محمد سعد المملة.. من خلال لوي لسانه مما يسبب بطء في كلامه, وهو ما يجعل المتلقي يصاب بالملل.
أما النقطة الأهم..
فأرى أن تسمية أهل الكتاب مؤمنين مصيبة كبرى.. الإيمان له معنيان: الأول/ لمن آمن بالله ورسوله والكتاب الذي أنزل على رسوله صلى الله عليه وسلم. والثاني/ المسلمون ينقسمون إلى مسلمين ومؤمنين وهنا فرق بين من وصل حد الإيمان ومن لم يصله يسمى مسلما.
أهل الكتاب يشركون بالله تعالى.. ولذلك هم يدخلون من ضمن أعداء الله تعالى.. ولكن الله أمرنا في نفس الوقت أن نتعامل معهم بالقسط والإحسان إن لم يظهروا العداء لنا و لديننا.. هكذا أمرنا ألله تعالى.. وهو خالقهم وخالقنا.. وهو أعلم بهم منا.. وهو المحاسب لهم ولنا.. فلا إتّباع إلا لأمره سبحانه. ولعل الصورة التي ظهر عليها الخال بطرس مع جاره سليمان ظهرت بشكل جميل ولائق بالفطرة البشرية, فهكذا يجب أن نكون وأن نتعامل مع من لم يكن عدوا ظاهرا وخطرا واضحا على الدين والمسلمين.
في كل الأرض تستمر الحروب والتفرقة وتلك سنة كونية يجب أن ندركها, ولذلك علينا محاسبة المسيء ومكافأة المصيب سواء كان مسلما أو مشركا أو كافرا. ولكننا يجب أن نضع في قرارة أنفسنا قاعدة تقول: أن الله تعالى يكره الكافر والمشرك لأنهم يُسخطونه ليل نهار بالجحود بوجوده من قبل الكافرين, وبالشرك من قبل أهل الكتاب وغيرهم من المشركين, فمن كان ولاؤه لله فعليه كرههم وإن عاملهم بإحسان فلا يحبهم في قلبه. وكيف يحبهم وهم يُشركون بالله! أما من كان ولاؤه لنفسه فسيحب من يخدمه وسيكره من لا يخدمه, بعيدا عن دين أو معتقد.
يبقى أن نذكر النصارى الموحّدون.. وهؤلاء يوحدون الله تعالى ويعتقدون أن المسيح عليه السلام نبي الله ورسوله, ولكنهم لا يؤمنون بالإسلام ولا بمحمد صلى الله عليه وسلم. وهنا علمهم عند الله تعالى لأنه قال في محكم كتابه:
(إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء)
والله تعالى يقول أيضا:
(ومن يتخذ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين)
كما هو معلوم أن الكافر والمشرك سيحاسب على الصلاة والصيام والزكاة والحج, كما أنه سيحاسب على شركه وكفره. وهؤلاء الموحدون ليسوا من أهل الكفر ولا الشرك ولكنهم لم يقوموا بأي أمر من أوامر الله تعالى ولعل ذلك سيعرضهم للحساب والعذاب والعياذ بالله. والله أعلم بهم وإلى نكلهم.. فنحن لا نملك جنة ولا نارا, ولكننا يجب أن نوضح الحقيقة الناقصة في حلقة طاش "خالي بطرس"
في الحقيقة نجح فريق العمل في طاش في نقل الفارق الثقافي الكبير بيننا وبين إخواننا العرب, لتتضح لهم أسباب تصرفاتنا التي قد لا يستسيغونها في بعض الأحيان. ولعلهم يفهمون أنها تصدر من قبيل العادة وليست استهتارا ولا انتقاصا أو لامبالاة بأهل هذا أو ذاك البلد.
لولا خطأ طاش الفادح في القول أن بطرس وأصحابه مؤمنين بكتاب الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم, وأنهم على نفس وزن المسلمين عند الله تعالى.. لقلت أنهم أجادوا تماما فيما ذهبوا إليه من أفكار وأطروحات. كما أن البطء في الكلام من خلال لوي اللسان تبقى مشكلة كبيرة لدى معظم ممثلي الخليج كتعبير عن الشخصية الغبية!