
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صامطية
أحببت أن أشــارك بهذا الموضــوع الذي يهــم الكثيـــر
حُســن العشـــرة بيــن الزوجيـــن
************
الزواج من أسمى نعم الله على عباده ، وسنة من سنن الإسلام ، لما فيه من معان نفسية واجتماعية ودينية ، فهو عماد الأسرة الثابتة التي تلتقي الحقوق والواجبات فيها بتقديس ديني يشعر فيه الشخص بأن الزواج رابطة مقدسة ، تعلو وتسمو بها إنسانيته وهو العماد الأول للأسرة التي هي الوحدة الأولى لبناء المجتمع ، فإن كانت قوية كان المجتمع قويا، وهو الراحة الحقيقية للرجل والمرأة على السواء وفي ذلك يقول تعالى : ( ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون )[ الروم : 21 ] .
وإن الأسرة لن تكون قوية ومتماسكة إلا من خلال الاختيار على أساس الدين ، فالرجل الذي يحافظ على الالتزام بتعاليم الإسلام ومبادئه حري به أن يبحث عن امرأة ذات دين ، وهذا أدعى وأرجى لحياة زوجية كريمة ، تقوم على الألفة والمحبة ، لقوله تعالى : ( وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم ) [ النور: 32 ] ولقوله صلى الله عليه وسلم : ( فاظفر بذات الدين تربت يداك ) . ( متفق عليه )
والعلاقة الزوجية علاقة عميقة الجذور ، بعيدة الآماد ، فهي أشبه ما تكون بصلة المرء بنفسه لقوله تعالى : ( هن لباس لكم وأنتم لباس لهن ( [ البقرة : 187 ]
وإن مما يساعد على المحافظة على العلاقة الزوجية المعاشرة بالمعروف ، وهذا لن يتحقق إلا بمعرفة كل طرف ما له وما عليه من الحقوق والواجبات لقوله تعالى ) ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف
[ البقرة : 228 ] ولقوله تعالى ) وعاشروهن بالمعروف ( [ النساء : 19 ] ولقوله " ألا إن لكم على نسائكم حقاً ، ولنسائكم عليكم حقاً ، فحقكم عليهن ألا يوطئن فرشكم من تكرهون ، ولا يأذن في بيوتكم لمن تكرهون ، ألا وحقهن عليكم أن تحسنوا إليهن في كسوتهن وطعامهن " ( رواه ابن ماجة والترمذي بسند صحيح ( ولقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم خير الناس معاشرة لأزواجه ، وأحسن الناس رفقاً بهن وتسامحاً معهن ، وقد كان يبدو من بعضهن أحياناً ما يبدو من أي امرأة أخرى فما يغضب ولا يؤاخذ ولكن يعفو ويصفح ، يؤكد ذلك ما رواه الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أكمل المؤمنين أيماناً أحسنهم خلقاً وخياركم خياركم لنسائهم " ولقوله أيضاً : " استوصوا بالنساء خيراً " ( متفق عليه )
فليعرف كل منا حق زوجته ، وفي المقابل ينبغي على الزوجة أن تعرف حق زوجها ويلتزمان بالقيام به لتدوم المحبة والسعادة ، وتقوى الروابط الأسرية .
فإذا كنا مطالبين بحسن معاملة الأجانب فإن أقرب الناس ألينا أحق بذلك وأولى مثل الوالدين والولد والزوجة ، ولو أنك مازحت زوجتك تبتغي إدخال السرور عليها لوجه الله لكان ذلك حسنة توضع في ميزان حسناتك يوم القيامة ، لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لسعد ابن أبي وقاص " وإنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أجرت عليها حتى اللقمة تضعها في فم امرأتك " ( متفق عليه )
و المعاملة الحسنة بين الزوجين سبب لسعادتهما ولحصول المودة والرحمة بينهما وحصول الذرية الصالحة منهما ، مما يكون له أكبر الأثر في التواصل والتراحم .
وفي ظل هذه المعاملة الكريمة ترفرف على البيت رايات السعادة ويشعر المرء براحة البال من خلال الزوجة الصالحة التي تعينه على أمر دينه وتقوم بتربية أولاده تربية إيمانية ، الأمر الذي يؤدي إلى حلول البركة في المال والولد ) من يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسـب) [ الطلاق 2-3]
فإن استقرار الحياة الزوجية غاية من الغايات التي يحرص عليها الإسلام ، وعقد الزواج إنما يعقد للدوام والتأبيد ليتسنى للزوجين أن يجعلا من البيت مهداً يأويان إليه ، وينعمان في ظلاله ، وليتمكنا من تنشئة أولادهما تنشئة كريمة .
وإذا كانت العلاقة الزوجية موثقة فإنه لا ينبغي الإخلال بها ولا التهوين من شانها ، نظراً لأهميتها يقول تعالى : (وأخذن منكم ميثاقاً غليظاً ) [ النساء : 21 ]
أيها المسلمون :
إن العلاقة الزوجية قد يطرأ عليها بعض المشاكل والتي من الممكن أن تحل في سهولة ويسر ، ولكن هذه المشاكل تزداد تعقيداً نظراً لضعف الوازع الديني ، وعدم التحلي بالأخلاق الفاضلة .
فكم من زوج لا يحسن معاملة زوجته فتراه جامداً مستبداً برأيه ، معتقداً أن الحق له في كل ما يفعل ، ولا يسمع منه إلا البذيء من الكلام إضافة لضربه لزوجته ضرباً مبرحاً على مرأى ومسمع من الأولاد والجيران .
وكم من زوجة ساء خلقها فلا تطيع زوجها إذا أمر ، ولا تحسن الحديث معه وربما تتبادل معه السباب ، الأمر الذي يؤدي إلى التفكك الأسري وضياع الاولاد ، وإذا حدث شقاق بين الزوجين فليعالج كما أمر الله ، ورسوله لا كما يحكم الهوى ويأمر الشيطان ، والقرآن الكريم قد عالج هذا الموضوع معالجة حكيمة على النحو الآتي : - إذا كان الشقاق من المرأة فعلى الرجل أن يعظها ويذكرها بواجبها نحوه ، وإن يخوفها من عذاب الله فإن استجابت وإلا يهجرها في المضجع فإن لم يفد ذلك ضربها ضرباً غير مبرح ولا يضرب الوجه لقوله تعالى : ) واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلاً ([ النساء : 34 ]
ولقوله صلى الله عليه وسلم : " ولا تضرب الوجه ولا تهجر إلا في البيت " ( رواه أبو داود ) ، وإذا كان الشقاق من الرجل او منهما معاً فإن الشرع يأمر ببعث حكم من أهل الرجل وحكم من أهل المرأة يلتقيان فيحاولان الإصلاح فإن لم يفد ذلك فلا مانع من الطلاق لقوله تعالى : ( وإن أمرأة خافت من بعلها نشوزاً أو إعراضاً فلا جناح عليهما أن يصلحا بينهما صلحاً والصلح خير وأحضرت الأنفس الشح وإن تحسنوا وتتقوا فإن الله كان بما تعملون خبيراً ) [ النساء : 128 ] ولقوله تعالى : ( وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكماً من أهله وحكماً من أهلها إن يريدا إصلاحاً يوفق الله بينهما ) [ النساء : 25 ] وإذا كان الطلاق هو آخر الحلول بالنسبة للشقاق بين الزوجين فيقول الحق سبحانه وتعالى : ( وإن يتفرقا يغن الله كلاًّ من سعته وكان الله واسعاً حكيماً) [النساء130 ]
والزوجة التي تطلب الطلاق من غير سبب ولا مقتض حرام علبها رائحة الجنة ، لقوله صلى الله عليه وسلم : ( أيما امرأة سألت زوجها الطلاق من غير ما بأس فحرام عليها رائحة الجنة ) رواه أصحاب السنن وحسنه الترمذي
**************
[فتــــاة الأمجــــــــــــــاد] أسأل الحيّ القيـــوم أن يعطيك حتى يرضيك ويرضى عنــا وعنك ... آآآآآآآآآآآآمين
أختكمــ / صامطيـــــــــــة
مرحباً سيدة العبق,,
للهِ درك من من رائعة,
ودعواتكِ تلك لامست قلبي,
حفظكِ الله ورعاك,
اسال الله أن يسعدكَ ..ويثقل ميزانك أخيه..