قوله تعالى: {مِنْ كُلِّ أَمْرٍ}.
الأمر يكون واحد الأمور وواحد الأوامر والذي يظهر أنه شامل لهما معا لأن الأمر من الأمور لا يكون إلا بأمر من الأوامر {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} [يّس:82].
ويشهد له ما جاء في شأنها في سورة الدخان {فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ أَمْراً مِنْ عِنْدِنَا} [الدخان:4-5].
والذي يفرق من الأمر هو أحد الأمور حيث يفصل بين الخير والشر والضر والنفع إلى آخره ثم قال: {أَمْراً مِنْ عِنْدِنَا} كما أشار إليه السياق {لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ} [الدخان:8] فكل أمر من الأمور يقتضي أمرا من الأوامر وهذا يمكن أن يكون من الألفاظ المشتركة المستعملة في معنييها والله تعالى أعلم.