من وحي الحزن

مهداة إلى روح شيخنا الفقيد : إبراهيم بن حسن شعبي رحمه الله رحمة واسعة



ارفعي يا قلوب هذا الحجابا=وابلغي في عذابك الأسبابا
واشرحي الوجد ما استطعت دموعا=تتهاوى ، وهيجي الأحبابا
واندبي الفارس الذي جاء يوما=يلبس الدهر بهجة واعتجابا
أيقظ النور في عيون سراب=لا ترى غيرها يحيط الصوابا
ومضى كالرياح يخطو حثيثا= لا يداجي ، ولا يحب الإيابا
جعل الهم فكرة لحياة =وبناء يخوض فيه العبابا
كان يدري بأنه في جهاد=والمنى لا تطيب إلا غلابا
سيدي عمرك السخي تدلى =سحبا تمطر الدنا أعنابا
وتروي الزمان بوحا جميلا=يسعد الروح يوقد الألبابا
قد قرأناك مذ نشأنا بيانا =نحتفيه ، ولم نزل طلابا
وجلسنا على مغانيك عمرا=نحتسي العلم والرؤى أنخابا
يا لذاك الربيع كيف توارى=حلما ، والرياض عادت يبابا
ولماذا اختفيت دون وداع=صامتا ؟ تملأ المكان غيابا
وترينا الحداد ثوبا جديدا=يقلب العيد غمة واكتئابا
أي حزن رماه منعاك فينا=فأصاب العيون والأعصابا
فترى الذاهلين في كل فج=يمضغون الأسى رضا واحتسابا
و ينادون في نحيب مرير=يا أبانا ، فلا ترد جوابا
ليت شعري لو كان ينفع شيء=لأقمنا نفوسنا حجابا
وافتديناك أن تمس بظفر=وشرعنا لك المنى أبوابا
إنما الموت ما علمنا قضاء=كتب الله في مضاه كتابا
فلك الله أي قلب شجاع=قد أهلنا على ذراه الترابا
و لك الله أي عقل رصين= قد فقدنا ، وكان صرحا مهابا
فاحتملنا إذا بكينا طويلا=كم صبرنا ، وكم رجونا الثوابا
ودعونا لك الإله كثيرا=أن يجازيك رفعة ومتابا
ويرضيك في الجنان كريما= جاز في موئل الكرامة بابا