عيب مايحصل في سوريا وعار على المسلمين
اللهم انصرهم وخفف مصابهم وارفع الظلم عنهم
عيب مايحصل في سوريا وعار على المسلمين
اللهم انصرهم وخفف مصابهم وارفع الظلم عنهم
أمي لا تغَضبي إنْ لمْ أدونكِ في قصَيدة !
إنْ لمْ أتوجكِ على ” عرشُ أبيـاتِي ” ،
إن لمْ أُشيَّدُ مِن أجلكِ صرُوحاً مِن المَعاني الشاهِقه
أمي لا تحَزنيْ إنْ كتبتُ عن كُل الأشياءِ إلا أنتِ ،
فَ ( مَقامُكِ ) لا تبلُغهُ كُل أساطيرُ اللُغاتْ .. .
أمي كُل قصيدة سَ أكتُبها لكِ سَ أتأمَّل قامتُها
المُتقزَّمة بِ إزدراءْ / وكُل القوافِي تغدُو أمامكِ فقيرةْ
.. أخبرِيني بِ أيُّ لغةٍ أكتبُكِ .. ؟
وأصنعُ لِ أجلكِ لُغة مُنفرَدة مُستخلصَة من عبقُ الجنَّة
سر ياقلم: شروق لايدركه أفول...
وَ رِسآلَةُ خَلْقٍ تَسْتَوْعِبُ الزّمَنَ كُلّهُ
جَآذِبِيّةٌ تربِطُ الشَّمْسَ بكَوَآكِبِهَآ ،وَ تَشُدُ الكَوَآكِبَ لِأقْمآرِهَآ
هَكَذآ جَآءَ القُرآنُ الكريمُ رِسَآلَةَ عَظَمَةٍ تَسْتَوعِبُ الأنْفُسَ جَمْعآء
مآ كآئِنًآ بينَ أرضٍ وَ سَمآء
تُزِيحُ رُكآمَ هُمُومٍ وَ أهوَآٍء تَصَلّبَتْ فِي قُلُوبٍ
وُرّثَتِ ضَلَآلًآ وَ شِركًآ ،غبرَت عليهآ سُنُون و قُرُون
رِسآلَةُ هَدْيٍ تُنِيرُ بالحقِّ البَصآئِرَ، تُجنّبُهَآ الزّيْغَ وَ العِثآر
رِسآلةٌ خَآتمَةٌ خَآلِدَةٌ تَأصّلتْ بِحُبّ اللّه و طلبِ رضآئه ،العَمَلِ تمْهِيدًآ للقآئه
و الشّوْقِ الى جنّتِهِ وَ كثِيرِ نِعَمِهِ وَ عَطَآئِه
رِسآلةُ دِينٍ حَصِين وَ نبيٍّ أمينٍ
أخرَجَ العآلمَ بيَديْهِ مِنْ ظُلُمآتِ البَغْيِ إلَى نُورِ الحقّ بِحِكمَةٍ جَعَلَتِ المُتّبعِين ربّآنيّين
ينْصَهِرُونَ فِي الإسلَآمِ وَ كآنُوا شَتآتًآ لا يَجمَعُهُ شيء
(لَوْ أنفَقْتَ ما فِي الأرضِ جَمِيعًآ مآ آلَفْتَ بينَ قُلُوبِهِم)
وَ هَمْسَةٌ هَآ هُنآ مِنْ كُنُوزِ الشّيخُ مُحمّد الغَزآلي رحمَهُ اللّهُ و هُوَ يَزِنُ الأمّةَ الإسلآمِيّةَ:
''بدأَتِ الأُمّةُ الإسْلآمِيّةُ ضَعِيفَةَ العُودِ كالنَبْتَةِ الخَضرَآء الطَريّة لَو دآسَهَآ
حَيَوَآنٌ بِظَلْفِهِ لَأمآتَهَآ ،ثُمَّ كَيْفَ نَمآ هَذَآ الزَرْعُ ،وَ تَحَوّلَتْ السّآقُ الغَضُّ
إلَى شَجَرَةٍ بَآسِقَةٍ وَ اِنْضَمَّ إلَيْهَآ غَيْرُهَآ فَإذَآ الحَقْلُ المُتَمَوّجُ يَتَحَوّلُ إلَى غآبَةٍ مِنَ
الأشجآرِ البآسِقَةِ ،لَوْ صَعَدَ الرِجَآلُ عَلَى أغْصآنِهآ لَحَمَلَتْهُمْ.''
هَكَذَآ كُنّآ وَ هَكَذَآ صِرْنآ (كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعجِبُ الزُّرَّاعَ)
انّ اللّه اصطَفَى مِنَ العرَبِ خـآتَمَ رُسُلِه وَ أكْرَمهُم بوَآفِرِ فضلِهِ
قِبْلَةً فِي أرضِهِم مُبآرَكَةً وَ جَعَلَ لُغَتَهُمْ لِسآنَ وَحْيٍ وَ نَبْضَ سُنّةٍ مُطَهّرَةٍ.
(فاذكُرُونِي أذكُركمْ وَ أشكُرُوآ لِي وَ لاتَكفُرُون)
اِمتَدّتْ بِهِ الأُمّةَ الإسْلَآمِيّةَ مَعَ التّآرِيخِ لتُمَكّنَهَآ مِنْ بِنآء أصُولِ الإسلَآمِ
و التُرَآثِ مُستَقآةٍ منْ تلْكَ الرّسآلَة
وَ تَكُونَ نَهر فِكْرٍ و فقهٍ و أدبٍ و تربية.
يَقُولُ عزّ وَ جلّ:
(وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ المُنذِرِينَ
بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ)
''مِنْ حُسنِ حظِّنآ أنّنآ نَشأنَآ فِي غِمآر يقظَةٍ للّغَةِ العربيّة وَ قَوَآعِدِهَآ وَ آدَآبِهآ
وَ فِي أيّآمٍ كآنَ الخَطَأُ في اللُّغَةِ يُعَدُّ نَقِيضَهُ ،و البيانُ الرديءُ يُحسَبُ عجْزًآ
و رُزِقَتِ اللُّغَةُ بشُعرآءَ فُحول و كُتّآبَ و عبآقِرة...
و لاريبَ أنّ الإستِعمآر العالمِيّ انتآبَهُ قلقٌ بآلِغٌ لِهَذآ الأزدِهآر فهُوَ يبغِي
القَضَآءَ على اللُغَةِ العربيّة تمهيدًآ لردم ينآبيع الإسلَآمِ الثقافية
وَ جعلِهِ رُفَآتًآ لا حياة فيهِ ''ش محمّد الغزالي يقُولُ الشَّآعر:
لغةٌ إذا وقَعَتْ على أسماعِنا كانتْ لنا برداً على الأكْبادِ
سَتَظَلُّ رابِطةً تُؤَلِّفُ بيننا فهي الرجاءُ لناطقٍ بالضَّادِ
ان كآنَ الإسلَآمُ أمّةً وَ رِسآلَة فَوَجَبَ علَى الأمّةِ أن تَكُونَ صُورَةً حَسَنَةً لرِسآلَتِهآوَ لَكِنَّ الفَجوَة اتّسَعَتْ بينَ الأمّةِ وَ رِسآلَتِهَآ وَ غَدَى عآلَمُنَآ الإسلَآمِيُّ محرُوبًآ مَغلُوبًآ عَلَى أمرِهِ
وَ لِأنّ الأمّةَ تجرّدَتْ مِنْ وَآجِبآتِهآ و مِنَ الحقّ الذّي وَجَب أن يَكُون مِحوَرَ سُلُوكِنآ العام و الخاصّ
رُبّمآ منذُ سِنِينَ خلَت كآنتْ الأمّةُ تَحمِلُ في ثنايآهآ أسبآب دآئِهآ و دوآئِهآ
لكنّ الحاجة للدّوآء اليومِ أكبرُ
ان هَدْيَ السّمآءِ يستَدْعِي تطبيقًآ فخِطآبُ اللّهِ مُتَعَلِّقُ بأفعآلِ المُكلّفين
و الحقيقَةُ أنّنآ مُتَنآقِضُونَ فِي تَآريخِنآ لا نتوآزى مَعَ اسلآمِنآ و رسآلتِنآ إلّآ بِمُجرّدِ الإسمِ هِيَ فتنَةُ التّطَوُّر الزّآئفِ وَ الإنحدآرِ لحَضآرَةٍ لاتُشبِهُ الحضآرَةَ الأصل
''وَ قدْ رأينآ الدُّوَل الاستعماريّةَ تسحَبَ جيُوشَهآ و تترُكُ أقطآرًآ احتلّتهآ
غير أنّها وكّلت إلى ثقآفتِهآ الغلّآبة أن تَحتَفِظَ لها بكلّ شيء
فإنّ الغزو الثقافيّ أنكى مِنَ الغزوِ العسكريّ ، وإذا احتلال العقُول أقسى من احتلال الأراضي
إنّهُ لايستَهِينُ بِأثَرِ الثقآفَةِ إلَّآ أحمق ، و مُذ أفلَحَ الجُهآلُ في بِلَآدنآ ، و عبثت أصابِعُهم بقيادنا
و اضمحلّ العلم و انزوى أهلُه شَرَعنآ ننهَزِمُ في كُلّ ميدان ''ش محمد الغزالي
فأينَ نَحنُ مِنْ رسآلَتِنآ؟
''إنّ تَآرِيخَ العربِ الأقدمين مع الدّين مثآر عبرة !لقد قرأتُ سير الأنبيآءِ
العرب مع أقوامهم و عجبت لضيآع رسآلتهم أمآم عواصف التّكذيب
التّي هبّت عليهم من كلّ مكان !
في جنوب الجزيرة العربيّة كانت عآدُ و سبآ
و في شمالها كانت ثمودُ و مدين و قُرى المؤتفكة ..
إنّ الرُّسَل الكِرام أعجزتهم الطّبآعُ المستكبرَة و الرذآئل المُتمكّنة ،
فمضت سنن اللّه تحصُدُ المُجرمين و تؤدّبُ العاتين
و شاء اللّهُ أن يتجدّد العربُ مع الرّسآلَة الأخيرة...
و الواقع أن الجيل الذّي رباه محمّدصلّى اللّه عليه و سلم كان من طراز فذّ
لقد ألَآن القلوب للّه حتّى بلّت دُموعها المحاريب
......و لكنّ العرب نسوا معقد شرفهم و عروة مجدهم
و ظنّوا أنّهم بغير الإسلام يمكنوا أن يكونوا شيئا ...
و جاء دورُ الهزيمَةِ العامّةِ في تاريخ العرب الأخير
و العرب يفخرون بأصلهم لا بدينهم و يتحدّثون عن دمهم لا عن نسبهم الرّوحي الثاقب ''ش محمد الغزالي
إنّ القُرآنَ بآقٍ مآ بَقِيَتِ الحَيآةُ عَلَى هَذآ الكَوكَب
{إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}
نتسآءَلُ كُلّ حينٍ أينَ نَحنُ مِنَ الزّمَنِ و مآ حآل و مآلُ لُغَتِنَآ ؟
القُرآنُ مَحفُوظٌ بعنايةالخالِق مآ سقط منه حرف و
لُغَتُهُ لآ يمسُّهآ التحريف أو التّسويف
يقُولُ الشيخُ محمّد الغزالي رحمهُ اللّه:
''وَ قدْ استبآنَ لي أنّ الخَطَأ لايُولَدُ ضَخْمًآ يَومَ يُولد، إنّهُ يبدأُ عوجآ محقورًآ، أو انحرافا طفيفاثم يستفحل شرُّهُ على مرّ الأيآم ''
إذًآ فأخطآؤنآ وُلِدَتْ قديمَة و تكَآلبَت لتنشأ اليَومَ فِي أوسآطِنَآ التّي
هيّأتْ تعآظُمهآ هِي أخطآءُ الغفلَةِ وَ الزّلَل فهذه الأمّة التّي اتسَعت
حَمَلَت في طيّآتِهَآ تدآخُلَآتٍ ثقافية و دينية و اجتماعية
أسّسَت لتدَاوُل غير اللّغة العربية .
لكنّآ نحنُ وَجَبَ أن نصوِّبَ الأخطآء لتَستقيمَ حآلَ الأمّة و
تَجِدَ القُلُوبُ سُبُل الرّشآد وَ نتزَوّدَ بفصاحة اللّغة و أدبها
رَغمَ تَعدّد اللغات و الحضارات .
م/ن
![]()
الحمد لله الذي جعل العلم ضياءً والقرآن نوراً، ورفع الذين أوتوا العلم درجات عليّة، وكان ذلك في الكتاب مسطوراً، وجعل العلماء ورثة الأنبياء، وكفى بربك هادياً ونصيراً، نحمده تعالى حمداً كثيراً، ونشكره عز وجل وهو القائل: {إِنَّا هَدَيْنَـٰهُ ٱلسَّبِيلَ إِمَّا شَاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً} [الإنسان:3]. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، كما {شَهِدَ ٱللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ وَٱلْمَلَـٰئِكَةُ وَأُوْلُواْ ٱلْعِلْمِ قَائِمَاً بِٱلْقِسْطِ لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ} [آل عمران:18]، وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله المرشد الحكيم والمعلم العظيم، بشر به المسيح والكليم، واستجيبت به دعوة إبراهيم: {رَبَّنَا وَٱبْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مّنْهُمْ يَتْلُواْ عَلَيْهِمْ آيَـٰتِكَ وَيُعَلّمُهُمُ ٱلْكِتَـٰبَ وَٱلْحِكْمَةَ وَيُزَكّيهِمْ إِنَّكَ أَنتَ ٱلعَزِيزُ ٱلحَكِيمُ} [البقرة:129]. اللهم فصل وسلم على سيدنا محمد المبعوث رحمة ومنة، بخير كتاب وأفضل سنة، والقائل: ((من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهل الله له به طريقاً إلى الجنة))، صلى الله وسلم عليه، وعلى آله وصحبه القائمين بالحق والدعاة إليه بالألسنة والأسنّة، وعلى التابعين لهم بإحسان في التعلم والتعليم.
إخواني وأخواتي أحبتي في الله
يامن تتابعون هذا الموضوع من منتسبين ومتصفحين لمنبر ( صامطة )
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته :
قال رب العزة والجبروت الحي الدائم الذي لا يموت :
( مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ) (قّ:18)
وقال الهادي الأمين صلوات ربي وسلامه عليه :
فيما رواه أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
{ إن الرجل ليتكلم بالكلمة ما يتبين ما فيها يزل بها في النار أبعد ما بين المشرق والمغرب } .
وخرج أيضا الترمذي والنسائي عن بلال بن الحارث مرفوعا :
{ إن أحدكم ليتكلم بالكلمة من رضوان الله ما يظن أن تبلغ ما بلغت فيكتب الله بها رضوانه إلى يوم يلقاه
وإن أحدكم ليتكلم بالكلمة من سخط الله ما يظن أن تبلغ ما بلغت فيكتب الله عليه بها سخطه إلى يوم يلقاه } .
وقال صلى الله عليه وسلم :
{ كلام ابن آدم عليه لا له إلا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وذكر الله عز وجل } .
تعلّم فليـس المرء يولد عالماً ..... وليس أخو علم كمن هو جاهلوإن كبير القوم لا علم عنده ....... صغير إذا التفت عليه المحافل
هل سنتحسّر يوم لا تنفع الحسرات ؟
هل سنندم يوم لا تنفع العبرات ؟
هل سأقولها هناك فيقال لي هيهات هيهات ؟
هل ستنفعني أخي حينها العبرات ، والحسرات ، والدموع ، والبكاء ، والنـّدم ؟
لا حول ولا قوة إلا بالله
إخواني وبهجة إخائي قد وقعت في إثم وأستغفر ربي فوالله ما أنا إلا عبد ضعيف
سول له الشيطان كتابة ما لا يجوز
في لحظة غضب وقهر وألم وحسرة على ما يحدث لأمتنا عامة وما يحدث لإخواننا في سوريا خاصة
وليس عيب أن نخطيء ولكن المصيبة الإستمرار في الخطأ والأكبر من ذلك إن كان الخطاء في أمور عقيدتنا
قال ابن مسعود رضي الله عنه :«من كان مستنًا فليستن بمن قد مات فإن الحي لا تؤمن عليه الفتنة»
والله إنا على سنة محمد بن عبدالله صلوات ربي وسلامه عليه
ونستغفر الله ونتوب إليه من كل ذنب
يا أحبتنا إنصرونا بالحق إن وجدتم من أحدنا خطأ فلسنا بمعصومين
أسأل الله أن يتجاوز عني وعذراً من حكام المسلمين
لا إله إلا أنت سبحانك اللهم وبحمدك، نستغفرك لذنوبنا، ونسألك رحمةً، اللهم زدنا علماً
ولا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا، وهب لنا من لدنك رحمةً، إنك أنت الوهاب
اللهم انفعنا بما علمتنا، وعلمنا ما ينفعنا، وزدنا علما
الحمد لله على كل حال، ونعوذ بالله من حال أهل النار
أماتنا الله وإياكم على السنة والجماعة، ورزقنا الله وإياكم اتباع العلم
ووفقنا الله وإياكم لما يحبه ويرضاه
تم التعديل نستغفر الله ونتوب إليه :
رقم المشاركة : ( 219 )
رقم المشاركة : ( 220 )
في البداية ، نتعلم كيف نلقي النصائح مثلما نلقي الأحجار، فنكسر الرءوس أو تنكسر النصيحة!
فإذا رزقنا بشيء من العلم والحكمة مع الإخلاص ، تتحول النصيحة إلى عجينة لينة
تصب في قالب أنيق فيأخذها المنصوح شاكرا ويوقد عليها نار التقوى فيخرج لنا حلوى لذيذة بإذن الله .
وعندها إن لم يقبل المنصوح قالب العجين .. فما على الرسول إلا البلاغ المبين .!


القتال يزداد في دمشق
اخلصوا الدعاء للجيش الحر
قتكون ليلة فاصله باذن الله تعالى
يارب بشرى خير يارب
اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات.
حينما يكون الإبداع .. يكون أبوفهـد
رحمك الله يا بارقه وغفر لك وأدخلك فسيح الجنان


البليبل
'
انوار
'
خزامى وكل من عطر هذ الموضوع لكم الشكر والعرفان
'
'
مازالت السماء في الشام تعج بالرصاص ، وأرضها تئن من هدير الآليات ..
شعب أضحت شمسه لهباً من البارود ، وليله نهراً من سواد الدم المراق ..
ساروا في كل الإتجاهات بحثاً عن منقذ ، فلم يجدوا غير الله نصيراً لهم ..
'
و نعم النصير ♥ ،،
![]()
..
أمي لا تغَضبي إنْ لمْ أدونكِ في قصَيدة !
إنْ لمْ أتوجكِ على ” عرشُ أبيـاتِي ” ،
إن لمْ أُشيَّدُ مِن أجلكِ صرُوحاً مِن المَعاني الشاهِقه
أمي لا تحَزنيْ إنْ كتبتُ عن كُل الأشياءِ إلا أنتِ ،
فَ ( مَقامُكِ ) لا تبلُغهُ كُل أساطيرُ اللُغاتْ .. .
أمي كُل قصيدة سَ أكتُبها لكِ سَ أتأمَّل قامتُها
المُتقزَّمة بِ إزدراءْ / وكُل القوافِي تغدُو أمامكِ فقيرةْ
.. أخبرِيني بِ أيُّ لغةٍ أكتبُكِ .. ؟
وأصنعُ لِ أجلكِ لُغة مُنفرَدة مُستخلصَة من عبقُ الجنَّة
في البداية ، نتعلم كيف نلقي النصائح مثلما نلقي الأحجار، فنكسر الرءوس أو تنكسر النصيحة!
فإذا رزقنا بشيء من العلم والحكمة مع الإخلاص ، تتحول النصيحة إلى عجينة لينة
تصب في قالب أنيق فيأخذها المنصوح شاكرا ويوقد عليها نار التقوى فيخرج لنا حلوى لذيذة بإذن الله .
وعندها إن لم يقبل المنصوح قالب العجين .. فما على الرسول إلا البلاغ المبين .!
سر ياقلم:لتمسكـ كأس شام
سقط كأس من الدماء في أرض طهرٍ..
ولم يتم إمساكه في غفلةٍ ولهوٍ..
فاض بأشلاء أجساد تناثرت على الأرصفة..
وأرواح أطفالاً أزهقت!!..
شوهت !! ..
بلا رحمة قلبٍ بخنجرٍ وسيفٍ ..
مُزقت براءة طفل..وهتكـُ عرضٍ عفيفةٍ ..
بوحشية سفيهٍ يضحكـُ..
أي بني الإسلام ماهذا السكوت؟!
تمادوا..تمادوا..والدمع يصرخُ دماً..
ياالله ..ياالله..
إبعث لهم من يمسكـ بيد الأسلام
كأس شام..فبغير الإسلام يُكسرُ..
رحماك ياربي بهم ..
رحماك فالصمتُ ينوحُ..والقلبُ جريحُ..
والجسدُ طريحُ..
اللهم إنا نسألك في هذه الليله..
أن تُهلك الطاغيه بشاروأعوانه
وأن ترد كيدهم في نحرهم..
ياجبار ياعزيز.. ياحي ياقيوم..
اللهم صل على محمدوعلى آله وصحبه أجمعين
فلنكثر الدعاء..
![]()
مرّتْ على سِفرِ الخُلودِ مغلّفه
كانت تزفّ الموتَ تَهتِفُ مرجفه
مرت بلا وعد تنادينا ولم
تلقَ احتفاءً فهي لم تكُ مُنصفه
من قبلها غرقت بلادٌ مثلها
هي تونُسُ الخضراء ماتت مؤسفه
والنيلُ أعلن للأنامِ شكاتَه
يبكي بعيدِ الفطر بين الأرصفه
رحل العقيدُ وكفُّه ماقصّرت
في القتلِ في التعذيبِ كانت مسرفه
واستنجدت صنعاءُ لكن بعدما
عاثَتْ بها أيدي الطغاة المتلفه
وببابِ شامِ العزّ تاهت أحرفي
ألماً فجئتُ إليكمو لأخففه
أمٌّ تئنُّ على مصاب وليدها
لم تلقَ شاش القطن حتى تسعفــــــــه
ليفارق الدنيا على أحضانها
وبكفّه اليمنى بقية أرغفه
قد شيّعته دموعُها وفؤادها
قد هدّه لهَبُ الجوى ما أضعفه
دفنته حيث رفاقه وصحابه
لم يبقَ دمعٌ في العيون لتذرفه
والشيخ يمّم مسجداً في حيّه
صلّى وآنسَ بالتلاوةِ مصحفه
عند الإيابِ استقبلته رصاصة
قد مزّقت ثوب الضرير ومعطفه
ذبحٌ وتقتيلٌ ، مشاهدُ من دمٍ
أين العروبة والقلوب المرهفه
ماتوا جميعاً ليس يعرف ذنبهم
أحدٌ ، وأين سبيله كي نعرفه
هم طالبوا بالعيشة الحسنى كمـا
يحيا كرام الناس ليست سفسفه
هي حقهم ولها أقاموا ليلهم
نبذاً لأنظمة الضلال المجحفه
رحلوا إلى المولى ليبنوا (إدلباً)
أخرى و(حمصاً) في الجِنانِ مرفرفه
بشارُ ، أمهلك الإله لغايةٍ
العينُ نحو وقوعها متلهّفه
فلقد أسلتَ من الدماء شوارعاً
كانت تؤمّل أن تعيش مجففه
رباه طال الظلم فانصر أنفساً
ذابت لتحيا سوريا المستضعفه
في البداية ، نتعلم كيف نلقي النصائح مثلما نلقي الأحجار، فنكسر الرءوس أو تنكسر النصيحة!
فإذا رزقنا بشيء من العلم والحكمة مع الإخلاص ، تتحول النصيحة إلى عجينة لينة
تصب في قالب أنيق فيأخذها المنصوح شاكرا ويوقد عليها نار التقوى فيخرج لنا حلوى لذيذة بإذن الله .
وعندها إن لم يقبل المنصوح قالب العجين .. فما على الرسول إلا البلاغ المبين .!


اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات.
حينما يكون الإبداع .. يكون أبوفهـد
رحمك الله يا بارقه وغفر لك وأدخلك فسيح الجنان
سر ياقلم: فالأعاصير تجتاحُ ارض الاحرار..
سكون يصيب السماء..يعقبه تلبد بالغيوم..
وأعاصير تغزو صمتها..بقسوةٍ يتوقف لها القلب..
وتتساقط أمطارا بغزارة من الدماء..على أرض حرة أبيه..
غارقة شوارعها بصرخات أجساداً همدت..وأرواحاً صعدت..
وأنين طفلاً يرتمي على التراب يرتوي سراباً..بلا أم تحتضنه حماء..
وأباً أجهش بكاءعلى ابنةٍ..
بأي طفلاً تقابل أمةً..لزمت الصمت حيناً..!!..ولم تكن له معيناً
وطيوراً تخرجُ لاتعودُ..وأشجار ظل تحرقُ لها البقاع تصيحُ..
عيونٌ تنظرُ للسماء..أصابها الوهن وجف دمعها..
تحكي بحرقةٍ فقد اسرة لها فداء..
وجدران بيت ينوح أكواماً من الأشلاء..
منتظرة رياح النصر ..!!
فصبراً ارض الأحرار فبشراكـِ وعد من الرحمن..
![]()
إن الأممَ كالأفراد، تصح وتمرض، وتقوى وتضعف، وتنتصر وتُهزَم، وفق قوانين وسنن إلهية، لا تحابي أحدًا، ولا تتخلَّف ولا تتبدَّل على مرِّ العصور ﴿وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا﴾ (الكهف: من الآية 49)، وقد أمرنا الله تعالى أن نتدبر أمورَنا في حال النصر والهزيمة؛ فإذا انتصرنا شكرنا وعرفنا غاية النصر وتبعاته وأماناته، وإن هُزمنا حاسبْنا أنفسَنا، وبحثنا عن أخطائنا، واستغفرنا لذنوبنا، وصحَّحنا مسارنا كي لا نضعف أو نهون.. ﴿قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانْظُروا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمْ الأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ ﴾ (آل عمران 137/141) والبحث عن أسباب النصر وعوامل الهزيمة والعمل بمقتضاها من الأمور الشرعية والواجبة في ديننا فالله تعالى يقول ( وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ)(لأنفال: من الآية60) وقال تعالى ( أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (آل عمران:165)بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيممن أين يأتي النصـر..؟
أ . حسان العماري
والإسلام يريد من أتباعه أن يكونوا أقوياء في جميع المجالات وفي جميع جوانب الحياة المختلفة والمتعددة ... قوة في الإيمان والثقة والتوكل على الله وقوة في العتاد والسلاح والمال وقوةٌ في التخطيط والتدبير وقوة في الوحدة والألفة والأخوة وقوة في الأخلاق والسلوك وتلك هي قواعد النصر وأسبابه قال تعالى ( وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) (النور:55) .. فلن يأتي النصر إلاَّ بعد استنفاد أسباب الأرض من الاستعداد والتجهيز، والإرادة والإصرار فإذا بذل الناس ما في وسعهم من الأسباب المادية وتوكلوا على الله فإن النصر يأتي حينئذٍ من طرق متعدده وبأشكال مختلفه ومن أبواب لم تكن بالحسبان ومن مواقف وأحداث لم تكن على البال فالذي يسير الكون هو الله والذي بيده الخلق والتدبير هو الله ، ولذلك فإن الناس عند حلول المصائب والفتن وتسلط العدو وتجبر الظلمه من هول هذا الظلم وشدة الإبتلاء تطيش عقولهم فلم يعودوا يفكروا بالخلاص والنصر إلا عن طريق القوة المادية التي تكون أقوى وأعتى من هذا الظلم ومن أتباعه وحين لا يجدون هذه القوة سواء كانت قوة المال أو العدد والعدة أو القبيلة أو الوجاهات وأكابر القوم فقد يصلوا إلى لحظة يأس وإحباط وانقطاع للأمل وبالتالي ترك الإنتصار للدين والقيم العظيمة ، ولكن المسلم الحق هو من يبذل الأسباب ويحسن التوكل على الله ويحسن الظن به ويعلم علم اليقين بأن الله سيجعل له من كل هم فرجاً ومن كل ضيقٍ وخرجاً بأي وسيلة أو طريقة متى ما أذن الله بذلك وما عليه إلا أن يبذل قصارى جهده ولن يضيع الله عمله ولن يخيب رجاءه ..
إنه عندما يرى الله سبحانه وتعالى عباده وقد بذلوا جهدهم وعملوا بالأسباب المتوفرة والمتاحة لكنهم لم يصلوا إلى تلك القوة التي تؤهلهم للنصر ومواجهة الأعداء والظلمة والطغاة فإن الله سبحانه وتعالى عند ذلك لن يترك عباده دون نصر وتمكين ولكن ليس بالقوة المادية وحسب بل بسلاح آخر هو أعظم وأقوى الأسلحة إنه سلاح التوكل على الله والثقة به واللجوء إليه ... شعارهم ( وَمَا لَنَا أَلَّا نَتَوَكَّلَ عَلَى اللَّهِ وَقَدْ هَدَانَا سُبُلَنَا وَلَنَصْبِرَنَّ عَلَى مَا آذَيْتُمُونَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ) (ابراهيم:12) .. ونصر الله وتمكينه لعبادة حين يأذن به قد يتحقق في أي وقت وبأبسط الأسباب وأضعف الوسائل والتاريخ يشهد والواقع وكذلك النص الشرعي يشهد بذلك ...
هذا جالوت الذي كان يبطش ويظلم ويقتل ولديه جيوش لا تعد ولا تحصى كانت نهايته على يد فئة قليلة مؤمنة يقودهم رجل اختاره الله واصطفاه وهو طالوت والذي كان من جنده داود عليه السلام وكان في ذلك الوقت راعٍ للغنم فأجرى الله النصر على أيديهم قال تعالى ( فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُدُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ )(البقرة:251) فمن كان يتصور أن يأتي النصر والتمكين من هذه الطريق وبهذه الكيفية ومن هذه الفئة والثلة المؤمنة وصدق الله إذ يقول على لسان أهل الإيمان ( قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُو اللَّهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ) (البقرة:249)..
لقد طاف رسول الله صلى الله عليه وسلم بمجتمعات القبائل وقصد الرؤساء وتوجه بالدعوة إلى الوجهاء وسار إلى الطائف، فعل ذلك كله عشر سنوات وهو يرجو أن يجد عند أصحاب الجاه والمنعة نصرة وتأييدا، كان يقول صلى الله عليه وسلم في كل موسم: "من يؤويني؟ من ينصرني؟ حتى أبلغ رسالة ربي"، ومع كل هذا لم يجد من يؤويه ولا من ينصره، بل لقد كان الرجل من أهل اليمن أو من مضر يخرج إلى مكة فيأتيه قومه فيقولون له: احذر غلام قريش لا يفتنك ... سدت كل الأبواب في وجهه فمن أين يأتي النصر ؟
لقد جاء النصر بإذن الله من ستة نفر من الأوس والخزرج التقى بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فآمنوا به ورحبوا به في مدينتهم وكان هذا اللقاء بداية لإنطلاق الدعوة وبناء الدول المسلمة وإنها لسنة الله في عباده قال تعالى ( "وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ ، إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ ، وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ") (الصافات 171- 173) ..
أن النَّصر الذي ساقه الله للمسلمين في حطين كان فضلاً وعطيَّة من الله تعالى، ليس لعمل الناس فيها إلاَّ الدَّخل المحدود بإذنه، بالتجهيز والاستعداد، والأخذ بالأسباب، والأسباب لا تبلغ نتائجها إلاَّ بِقَدَر الله وفِي حمايته ورعايته.
لقد قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة الأحزاب: يا رسول الله، إنَّ قريشًا جاءت ومعها فلول العرب. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "أوَتَحزَّبوا؟" قيل: نعم. قال: "إذًا أبشِروا بِنَصر الله". وكأنَّ النبي صلى الله عليه وسلم يبيِّن لنا القانون الإلهيَّ أنَّه إذا تحزَّب أعداء الله ضدَّ دين الله والمسلمين، واتَّخَذ المسلمون من الأسباب ما يُواجهون به هذا التحزُّبَ، أكرَمَهم الله بالنَّصر المبين، ودَحْر عدو الإسلام والمسلمين وهذا مِصْداق قوله تعالى: {فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلَاءً حَسَنًا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} [الأنفال: 17]
والنصر يأتي بالإخلاص والصدق مع الله ذلك أن الإخلاص سرٌ عظيمٌ بين العبد وربه لا يطلع عليه نبيٌ مرسل فيعرفه ولا ملَكٌ مقربٌ فيكتبه جعله الله سبيلاً للنجاة وطريقاً للفلاح وسبباً للنصر والتأييد وحرزاً من كيد الشيطان وشرطاً لقبول الأعمال أمر الله به عبادة فقال تعالى ( هُوَ الْحَيُّ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) (غافر:65) وقال تعالى ( وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ) (البينة:5)
لما حاصر المسلمون حصناً في إحدى غزواتهم فاستعصى عليهم، وكثر الأذى فيهم بسبب رمي النصارى لهم، حتى قال مسلمة بن عبد الملك: من يدخل النقب -وهو فتحة ضيقة تحت الحصن تجري فيه المياة فإن كتبت له الشهادة فاز بالجنة، وإن كتبت له النجاة ذهب لباب الحصن ففتحه؟ فخرج رجل ملثم قال: أنا من سيدخل النقب، فدخل وكبر وقاتل وفتح باب الحصن وهجم المسلمون بعد ذلك على الحصن وانتصر المسلمون على يد ذلك الرجل الذي لم يعرف، فأراد مسلمة أن يعرفه ليكافئه، فنادى في جيش المسلمين بعد المعركة أين صاحب النقب؟ فلم يجبه أحد، فعاد الكرة فلم يجبه أحد، فقال في النهاية: إني أمرت حاجبي بإدخاله عليَّ حين يأتي، فعزمت عليه بما لي عليه من الحق -أي: الطاعة في الإمرة، فجاء رجل ذات ليلة إلى حاجب مسلمة ، فقال: استأذن لي على الأمير، قال: أنت صاحب النقب؟ قال: أنا أخبركم عنه، فلما صار بين يدي مسلمة قال: إن صاحب النقب يشترط عليكم ثلاثاً: ألا تبعثوا أحد وراءه، وألا تسألوه عن اسمه، وألا تأمروا له بشيء، قال مسلمة: فذلك له، فقال الرجل باستحياء: أنا صاحب النقب أيها القائد ، ثم انطلق مسرعاً فلم يدر من هو، فكان - مسلمة- لا يصلي بعدها صلاة إلا دعا فيها اللهم احشرني مع صاحب النقب يوم القيامة ..
والنصر للأمة قد يأتي عن طريق الضعفاء والفقراء والمحتاجين أيضاً فليست القضية قضية أموال ووجاهات ومناظر ومناصب خاصة إذا لم تكن في سبيل الله وحسب بل هناك سلاح الإخلاص والدعاء و لا يجيده إلا قليل من الناس عن سعد رضي الله عليه تعالى عنه قال:قال صلى الله عليه وسلم: "إنما ينصر الله هذه الأمة بضعيفها،بدعوتهم وصلاتهم وإخلاصهم" (صحيح الجامع 2388)
يا لعظمة هذا الدين ...إن إخلاص الفقراء والضعفاء وصلاتهم ودعائهم سبب لنصر الأمة وتمكينها في الأرض وهذا حتى يدرك كل فرد من أفراد هذه الأمة أن له دور في هذه الحياة وعن طريقة يأتي النصر مهما كانت قدراته ومستواه الإجتماعي ...
لما حاصر قتيبة بن مسلم كابل كان في جيشه العالم العابد محمد بن واسع ، فأرسل يبحث عنه ، فلقيه بجفن دامع ، وكف ضارع ، يشير بسبابته إلى السماء ، ويقول : يا سميع الدعاء ، عظم فيك الرجاء ، اللهم ثبت أقدامنا ، وسدد سهامنا وارفع أعلامنا ، فلما أخبروا قتيبة بما شاهدوا ، وأطلعوه على ما وجدوا قال قتيبة : والله لإصبع محمد بن واسع خير عندي من مائة ألف شاب طرير ، ومن مائة ألف سيف شهير . ثم بدأ القتال ، فنصرهم ذو الجلال ، وانهزم الكفار ، وولوّا الأدبار ...
فإذا أحسن المسلم صلته بالله وبذل المستطاع من الأسباب وتوكل عليه سبحانه وتعالى وصبر على الإبتلاء تعبداً وطمعاً في ثوابه فإنه سبحانه وتعالى قد يهيئ أسباب لا تخطر على بال الإنسان ولا يصل إليها تفكيره يكون فيها النصر والفرج والتمكين وتبدل الأحوال إلى أفضل حال فليحسن المسلم ظنه بربه ..
سهرت أعينٌ ونامت عيـون ... في شئون تكون أو لا تكونُ
فاطرح الهـم مـا استطعت ... فحمـلانك الهمـوم جنـونُ
إن ربا كفاك ما كان بالأمس ... سيكفيـك فـي غدٍ ما يكونُ
المصدر
اللهم انصر أخوننا المسلمين في سوريا
اللهم وثبتهم على الحق واكفهم شر الطامعين..
اللهم انصر أخواننا المستضعفين نصر عزيز مقتدر..
***
" اجعل مخافت الله نصب عينيك .. تعيش باطمئنان .."
بارك الله فيك
وجعل ماتقدمه في موازين حسناتك
(آلنصصر) و (آمل عرفه) و (متعب آلعآلمي) آحلى ثلآثـه بآلعــآلم
ثلاث اشياء اكرهها في الدنيا(المحلي)و(التعصب)و(
النصر . . العالمي $:الاتحاد . . الموندياليالمحلي . . المتأهل![]()


سر ياقــــــــــلم
وليرحمك الله ياحامي حمى الوطن 0
هناك لحظة في تاريخ كل أمة من الصعب أن تتجاوزها أو تنساها بسهولة، ولحظة انتقال سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز رحمه الله إلى الدار الآخرة من تلك اللحظات التي تسجُّلها بلادنا بحبر الحزن ومداد الأسى، الذي لا نملك أمامه إلا قول ربنا عز وجل(إنا لله وإنا إليه راجعون) أو قول نبينا صلى الله عليه وسلم وبارك:"لله ما أعطى ولله ما أخذ"..
لقد كُتب الكثيرُ عن الراحل العزيز وسيُكتب الكثير أيضاً وما ذاك إلا لآثاره الطيبة وأفعاله المباركة التي شملت البلاد والعباد. وأعتقد - والله أعلم - أن ليس هناك رب اسرة إلا وله قصة مع هذا الأمير تدل على عطائه وكرمه وحُسْن أخلاقه..
ومن عجائب الصُّدف أن ورقة التقويم للتاريخ هذا اليوم - أعني رحيل الفقيد الغالي - كُتب في أسفلها عبارة "أمن الوطن مسؤولية الجميع" وكأن هذه آخر وصايا رجل الأمن الأول لنا..
لقد تميَّز الأمير نايف - وأشهد الله بأني شهدت هذا الأمر بعيني - لقد تميز بطولة البال وحُسْن الاستماع وإعطاء صاحب الشكوى الفُرصة الكاملة ليقول ما عنده وليس أدل على نباهته وذكائه من أن المؤسس رحمه الله ولاه منصباً وهو في حداثة سنه لما لمسه من نبوغٍ مبكرٍ وذكاءٍ متوقد..
وحتى نخصص العام سأذكر تجربتي القصيرة مع سموه رحمه الله ففي حدود عام 2004م أراد صديقي ومديري في العمل آنذاك الإعلامي الدكتور سعود المصيبيح أن يذهب لرحلة علاجية خارج المملكة فاستأذن سموه فقال الأمير نايف:اذهب ومعك التوفيق ولكن من سيكون مكانك في تولي صياغة الأخبار التي تخص الوزارة، فقال الدكتور سعود:إنه موظفكم أحمد العرفج، فقال سمو الأمير عسى أحمد يجيد الإنجليزية؟ فقال الدكتور: نحن نحضره الآن لبعثة لدراسة الدكتوراة، فقال:بالتوفيق..
بعد ذلك سافر الدكتور فأخذتُ أصيغ أخبار الوزارة لمدة شهرين وكلما أعددتُ خبراً عرضته على سموه فكان رحمه الله يوجهني ويصوُّبني في بعض الصيغ التي تغيب عن ذهني..
ولا يتسع المجال في هذا المقال لضرب المثال..حسناً ماذا بقي: بقي القولُ رحم الله أميرنا ووالدنا النايف نايف بن عبدالعزيز فقد كان يعاملنا كأننا أبناؤه والله على ما أقول شهيد.
ومع الحزن الكبير أن هذا الأمير النبيل الذي دعمني لدراسة الإنجليزية للحصول على الدكتوراة يموت في اليوم الذي أتخرج فيه بشكل رسمي من الدكتوراة وكم كانت أمنيتي أن احضر الشهادة واقول له: يا والدي العزيز.. هذا غرسك يأتي بحصاده..
رحم الله الأمير وأسكنه فسيح جناته.. ذلك الأمير المتواضع الذي حفظنا عنه مئات العبارات التي تدل على الاخلاص والتفاني في العمل.
ويكفينا مقولته التي يجب ان تكون شعاراً لكل موظف وهي:"نحن أُجراء عند المواطن".
أحمد عبدالرحمن عرفج 0
وحين أقول ياوطني .. لا أشبع !
في البداية ، نتعلم كيف نلقي النصائح مثلما نلقي الأحجار، فنكسر الرءوس أو تنكسر النصيحة!
فإذا رزقنا بشيء من العلم والحكمة مع الإخلاص ، تتحول النصيحة إلى عجينة لينة
تصب في قالب أنيق فيأخذها المنصوح شاكرا ويوقد عليها نار التقوى فيخرج لنا حلوى لذيذة بإذن الله .
وعندها إن لم يقبل المنصوح قالب العجين .. فما على الرسول إلا البلاغ المبين .!


اللهم امين عجل بنصرهم ياكريم
'
'
صباحٌ مختلف يمحو ما خلّفه الليل من دماء .. ويشفي قلوباً طال بهم المساء
!…صبااح الشهداء يَ سوريّا
..في جنات النعيم يا أوفيــــاء .. صباح الشهادة بإذن الله
صبرا يا سيوف الأبطال صبراً فــ لكم جنات عرضها بعرض الارض والسماء
هنيئاً .. هنيئاً لكم .. فــ صباحكم وعد…
'
يارب مع نسمات الفجر دعوتك ان تعجل بنصرهم
وتوقف نزف دمائهم وتخلصهم من بشار الطاغية
'
..
سر ياقلم:..؟؟؟؟؟..
أنبكي..ونبكي عليكـِ ياالهبيط..
كما بكينا على الحولة والمجاز الأُخرى..
أين الرحمة يابشر..لا ..لا.. لا لستم بشراً..
بل حيوانات شرسه..تمزقُ أجساداً بلا أن يرفُ لها جفنٌ..
وتفتخر بأأفعالها ومخالبها ملطخه بدماء رضيعُ لاحول له ولاقوة..
وصراخه يبكي الصخر..
ادمعي لاتتوقف !!
فاأنا اليوم أصحو على صراخهِ..ولساني يدعو الإله..
أنبكي غداً على أخرى..وبعده أخرى؟!..
ياإلهي إنكـ رحيم أرحمهم ..
فالصمت سيطول!!..
سر ياقــــــــــلم ..
اعْلَمْ أَنَّ الْكَلَامَ تَرْجُمَانٌ يُعَبِّرُ عَنْ مُسْتَوْدَعَاتِ الضَّمَائِرِ ، وَيُخْبِرُ بِمَكْنُونَاتِ السَّرَائِرِ ، لَا يُمْكِنُ اسْتِرْجَاعُ بَوَادِرِهِ ، وَلَا يُقْدَرُ عَلَى رَدِّ شَوَارِدِهِ .
فَحَقٌّ عَلَى الْعَاقِلِ أَنْ يَحْتَرِزَ مِنْ زَلَلِهِ بِالْإِمْسَاكِ عَنْهُ أَوْ بِالْإِقْلَالِ مِنْهُ .
وَاعْلَمْ أَنَّ لِلْكَلَامِ شُرُوطًا لَا يَسْلَمُ الْمُتَكَلِّمُ مِنْ الزَّلَلِ إلَّا بِهَا ، وَلَا يَعْرَى مِنْ النَّقْصِ إلَّا بَعْدَ أَنْ يَسْتَوْفِيَهَا وَهِيَ أَرْبَعَةٌ :
فَالشَّرْطُ الْأَوَّلُ : أَنْ يَكُونَ الْكَلَامُ لِدَاعٍ يَدْعُو إلَيْهِ إمَّا فِي اجْتِلَابِ نَفْعٍ أَوْ دَفْعِ ضَرَرٍ ؛فَلِأَنَّ مَا لَا دَاعِيَ لَهُ هَذَيَانٌ،وَمَا لَا سَبَبَ لَهُ هَجْرٌ.وَمَنْ سَامَحَ نَفْسَهُ فِي الْكَلَامِ،إذَا عَنَّ وَلَمْ يُرَاعِ صِحَّةَ دَوَاعِيهِ ، وَإِصَابَةَ مَعَانِيهِ،كَانَ قَوْلُهُ مَرْذُولًا،وَرَأْيُهُ مَعْلُولاً
وَالشَّرْطُ الثَّانِي: أَنْ يَأْتِيَ بِهِ فِي مَوْضِعِهِ، وَيَتَوَخَّى بِهِ إصَابَةَ فُرْصَتِهِ. لِأَنَّ الْكَلَامَ فِي غَيْرِ حِينِهِ لَا يَقَعُ مَوْقِعَ الِانْتِفَاعِ بِهِ ، وَمَا لَا يَنْفَعُ مِنْ الْكَلَامِ فَقَدْ تَقَدَّمَ الْقَوْلُ بِأَنَّهُ هَذَيَانٌ وَهَجْرٌ ، فَإِنْ قَدَّمَ مَا يَقْتَضِي التَّأْخِيرَ كَانَ عَجَلَةً وَخَرَقًا وَإِنْ أَخَّرَ مَا يَقْتَضِي التَّقْدِيمَ كَانَ تَوَانِيًا وَعَجْزًا ؛ لِأَنَّ لِكُلِّ مَقَامٍ قَوْلًا ، وَفِي كُلِّ زَمَانٍ عَمَلًا .
وَالشَّرْطُ الثَّالِثُ: أَنْ يَقْتَصِرَ مِنْهُ عَلَى قَدْرِ حَاجَتِهِ. فَإِنَّ الْكَلَامَ إنْ لَمْ يَنْحَصِرْ بِالْحَاجَةِ، وَلَمْ يُقَدَّرْ بِالْكِفَايَةِ، لَمْ يَكُنْ لِحَدِّهِ غَايَةٌ، وَلَا لِقَدْرِهِ نِهَايَةٌ.وَمَا لَمْ يَكُنْ مِنْ الْكَلَامِ مَحْصُورًا كَانَ حَصْرًا إنْ قَصُرَ ، وَهَذْرًا إنْ كَثُرَ .
وَالشَّرْطُ الرَّابِعُ: أَنْ يَتَخَيَّرَ اللَّفْظَ الَّذِي يَتَكَلَّمُ بِهِ. فَلِأَنَّ اللِّسَانَ عُنْوَانُ الْإِنْسَانِ يُتَرْجِمُ عَنْ مَجْهُولِهِ ، وَيُبَرْهِنُ عَنْ مَحْصُولِهِ ، فَيَلْزَمُ أَنْ يَكُونَ بِتَهْذِيبِ أَلْفَاظِهِ حَرِيًّا وَبِتَقْوِيمِ لِسَانِهِ مَلِيًّا .
فَهَذِهِ أَرْبَعَةُ شُرُوطٍ مَتَى أَخَلَّ الْمُتَكَلِّمُ بِشَرْطٍ مِنْهَا فَقَدْ أَوْهَنَ فَضِيلَةَ بَاقِيهَا .
وَفِي الْكَلَامِ فُضُولٌ وَفِيهِ قَالٌ وَقِيلُ وَأَمَّا صِحَّةُ الْمَعَانِي فَتَكُونُ مِنْ ثَلَاثَةِ أَوْجُهٍ:
أَحَدُهَا: إيضَاحُ تَفْسِيرِهَا حَتَّى لَا تَكُونَ مُشْكِلَةً وَلَا مُجْمَلَةً.
وَالثَّانِي: اسْتِيفَاءُ تَقْسِيمِهَا حَتَّى لَا يَدْخُلَ فِيهَا مَا لَيْسَمِنْهَا وَلَا يَخْرُجَ عَنْهَا مَا هُوَ فِيهَا.
وَالثَّالِثُ: صِحَّةُ مُقَابَلَاتِهَا.
وَالْمُقَابَلَةُ تَكُونُ مِنْ وَجْهَيْنِ : أَحَدُهُمَا مُقَابَلَةُ الْمَعْنَى بِمَا يُوَافِقُهُ وَحَقِيقَةُ هَذِهِ الْمُقَارَبَةِ ؛ لِأَنَّ الْمَعَانِيَ تَصِيرُ مُتَشَاكِلَةً .
وَالثَّانِي مُقَابَلَتُهُ بِمَا يُضَادُّهُ وَهُوَ حَقِيقَةُ الْمُقَابَلَةِ .
وَلَيْسَ لِلْمُقَابَلَةِ إلَّا أَحَدُ هَذَيْنِ الْوَجْهَيْنِ : الْمُوَافَقَةُ فِي الِائْتِلَافِ وَالْمُضَادَّةُ مَعَ الِاخْتِلَافِ .
فَأَمَّا فَصَاحَةُ الْأَلْفَاظِ فَتَكُونُ بِثَلَاثَةِ أَوْجُهٍ:
أَحَدُهَا : مُجَانَبَةُ الْغَرِيبِ الْوَحْشِيِّ حَتَّى لَا يَمُجَّهُ سَمْعٌ وَلَا يَنْفِرُ مِنْهُ طَبْعٌ .
وَالثَّانِي : تَنَكُّبُ اللَّفْظِ الْمُسْتَبْذَلِ ، وَالْعُدُولُ عَنْ الْكَلَامِ الْمُسْتَرْذَلِ ، حَتَّى لَا يَسْتَسْقِطَهُ خَاصِّيٌّ وَلَا يَنْبُوَ عَنْ فَهْمِهِ عَامِّيٌّ .كَمَا قَالَ الْجَاحِظُ فِي كِتَابِ الْبَيَانِ : أَمَّا أَنَا فَلَمْ أَرَ قَوْمًا أَمْثَلَ طَرِيقَةً فِي الْبَلَاغَةِ مِنْ الْكُتَّابِ وَذَلِكَ أَنَّهُمْ قَدْ الْتَمَسُوا مِنْ الْأَلْفَاظِ مَا لَمْ يَكُنْ مُتَوَعِّرًا وَحْشِيًّا وَلَا سَاقِطًا عَامِّيًّا .
وَالثَّالِثُ: أَنْ يَكُونَ بَيْنَ الْأَلْفَاظِ كَالْقَوَالِبِ لِمَعَانِيهَا فَلَا تَزِيدُ عَلَيْهَا وَلَا تَنْقُصُ عَنْهَا.
وَقَالَ بِشْرُ بْنُ الْمُعْتَمِرِ ، فِي وَصِيَّتِهِ فِي الْبَلَاغَةِ : إذَا لَمْ تَجِدْ اللَّفْظَةَ وَاقِعَةً مَوْقِعَهَا ، وَلَا صَائِرَةً إلَى مُسْتَقَرِّهَا ، وَلَا حَالَّةً فِي مَرْكَزِهَا ، بَلْ وَجَدْتهَا قَلِقَةً فِي مَكَانِهَا ، نَافِرَةً عَنْ مَوْضِعِهَا ، فَلَا تُكْرِهُهَا عَلَى الْقَرَارِ فِي غَيْرِ مَوْضِعِهَا ، فَإِنَّك إنْ لَمْ تَتَعَاطَ قَرِيضَ الشِّعْرِ الْمَوْزُونِ ، وَلَمْ تَتَكَلَّفْ اخْتِيَارَ الْكَلَامِ الْمَنْثُورِ ، لَمْ يَعِبْك بِتَرْكِ ذَلِكَ أَحَدٌ .
وَإِذَا أَنْتَ تَكَلَّفْتَهُمَا وَلَمْ تَكُنْ حَاذِقًا فِيهِمَا عَابَك مَنْ أَنْتَ أَقَلُّ عَيْبًا مِنْهُ، وَأَزْرَى عَلَيْك مَنْ أَنْتَ فَوْقَهُ.وَأَمَّا الْمُنَاسَبَةُ فَهِيَ أَنْ يَكُونَ الْمَعْنَى يَلِيقُ بِبَعْضِ الْأَلْفَاظِ إمَّا لِعُرْفٍ مُسْتَعْمَلٍ، أَوْ لِاتِّفَاقٍ مُسْتَحْسَنٍ، حَتَّى إذَا ذَكَرْت تِلْكَ الْمَعَانِيَ بَعْدَ تِلْكَ الْأَلْفَاظِ كَانَتْ نَافِرَةً عَنْهَا، وَإِنْ كَانَتْ أَفْصَحَ وَأَوْضَحَ لِاعْتِيَادِ مَا سِوَاهَا.وَقَالَ بَعْضُ الْبُلَغَاءِ: لَا يَكُونُ الْبَلِيغُ بَلِيغًا حَتَّى يَكُونَ مَعْنَى كَلَامُهُ أَسْبَقَ إلَى فَهْمِك مِنْ لَفْظِهِ إلَى سَمْعِك.وَأَمَّا مُعَاطَاةُ الْإِعْرَابِ وَتَجَنُّبُ اللَّحَنِ فَإِنَّمَا هُوَ مِنْ صِفَاتِ الصَّوَابِ وَالْبَلَاغَةُ أَعْلَى مِنْهُ رُتْبَةً ، وَأَشْرَفُ مَنْزِلَةً .وَلَيْسَ لِمَنْ لَحَنَ فِي كَلَامِهِ مُدْخَلٌ فِي الْأُدَبَاءِ فَضْلًا عَنْ أَنْ يَكُونَ فِي عِدَادِ الْبُلَغَاءُ .
وَاعْلَمْ أَنَّ لِلْكَلَامِ آدَابًا إنْ أَغْفَلَهَا الْمُتَكَلِّمُ أَذْهَبَ رَوْنَقَ كَلَامِهِ، وَطَمَسَ بَهْجَةَ بَيَانِهِ، وَلَهَا النَّاسَ عَنْ مَحَاسِنِ فَضْلِهِ بِمُسَاوِي أَدَبِهِ، فَعَدَلُوا عَنْ مَنَاقِبِهِ بِذِكْرِ مَثَالِبِهِ.
فَمِنْ آدَابِهِ : أَنْ لَا يَتَجَاوَزَ فِي مَدْحٍ وَلَا يُسْرِفَ فِي ذَمٍّ وَإِنْ كَانَتْ النَّزَاهَةُ عَنْ الذَّمِّ كَرَمًا وَالتَّجَاوُزُ فِي الْمَدْحِ مَلَقًا يَصْدُرُ عَنْ مَهَانَةٍ .وَالسَّرَفُ فِي الذَّمِّ انْتِقَامٌ يَصْدُرُ عَنْ شَرٍّ ، وَكِلَاهُمَا شَيْنٌ وَإِنْ سَلِمَ مِنْ الْكَذِبِ .عَلَى أَنَّ السَّلَامَةَ مِنْ الْكَذِبِ فِي الْمَدْحِ وَالذَّمِّ مُتَعَذِّرَةٌ لَا سِيَّمَا إذَا مَدَحَ تَقَرُّبًا وَذَمَّ تَحَنُّقًا .وَحُكِيَ عَنْ الْأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ أَنَّهُ قَالَ : سَهِرْت لَيْلَتِي أُفَكِّرُ فِي كَلِمَةٍ أُرْضِي بِهَا سُلْطَانِي وَلَا أُسْخِطُ بِهَا رَبِّي فَمَا وَجَدْتهَا .وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ : إنَّ الرَّجُلَ لَيَدْخُلُ عَلَى السُّلْطَانِ وَمَعَهُ دِينُهُ فَيَخْرُجُ وَمَا مَعَهُ دِينُهُ .قِيلَ : وَكَيْفَ ذَلِكَ ؟ قَالَ يُرْضِيهِ بِمَا يُسْخِطُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ .وَسَمِعَ ابْنُ الرُّومِيِّ رَجُلًا يَصِفُ رَجُلًا وَيُبَالِغُ فِي مَدْحِهِ فَأَنْشَأَ يَقُولُ :
إذَا مَا وَصَفْتَ امْرَأً لِامْرِئٍ...........فَلَا تَغْلُ فِي وَصْفِهِ وَاقْصِدْوَمِنْ آدَابِهِ : أَنْ لَا تَبْعَثَهُ الرَّغْبَةُ وَالرَّهْبَةُ عَلَى الِاسْتِرْسَالِ فِي وَعْدٍ أَوْ وَعِيدٍ يَعْجِزُ عَنْهُمَا وَلَا يَقْدِرُ عَلَى الْوَفَاءِ بِهِمَا .فَإِنَّ مَنْ أَطْلَقَ بِهِمَا لِسَانَهُ وَأَرْسَلَ فِيهِمَا عِنَانَهُ ، وَلَمْ يَسْتَثْقِلْ مِنْ الْقَوْلِ مَا يَسْتَثْقِلُهُ مِنْ الْعَمَلِ ، صَارَ وَعْدُهُ نَكْثًا وَوَعِيدُهُ عَجْزًا .
فَإِنَّك إنْ تَغْلُ تَغْلُ..................الظُّنُونُ فِيهِ إلَى الْأَمَدِ الْأَبْعَدِ
فَيَضْأَلُ مِنْ حَيْثُ عَظَّمْتَهُ.......... لِفَضْلِ الْمَغِيبِ عَلَى الْمَشْهَدِ
وَمِنْ آدَابِهِ : إنْ قَالَ قَوْلًا حَقَّقَهُ بِفِعْلِهِ ، وَإِذَا تَكَلَّمَ بِكَلَامٍ صَدَّقَهُ فَعَمِلَهُ ، فَإِنَّ إرْسَالَ الْقَوْلِ اخْتِيَارٌ ، وَالْعَمَلَ بِهِ اضْطِرَارٌ .وَلَئِنْ يَفْعَلَ مَا لَمْ يَقُلْ أَجْمَلُ مِنْ أَنْ يَقُولَ مَا لَمْ يَفْعَلْ .
وَقَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: أَحْسَنُ الْكَلَامِ مَا لَا يُحْتَاجُ فِيهِ إلَى الْكَلَامِ أَيْ يَكْتَفِي بِالْفِعْلِ مِنْ الْقَوْلِ.
وَقَالَ مَحْمُودٌ الْوَرَّاقُ: الْقَوْلُ مَا صَدَّقَهُ الْفِعْلُ وَالْفِعْلُ مَا وَكَّدَهُ الْعَقْلُ لَا يَثْبُتُ الْقَوْلُ إذَا لَمْ يَكُنْ يُقِلُّهُ مِنْ تَحْتِهِ الْأَصْلُ
وَمِنْ آدَابِهِ : أَنْ يُرَاعِيَ مَخَارِجَ كَلَامِهِ بِحَسَبِ مَقَاصِدِهِ وَأَغْرَاضِهِ فَإِنْ كَانَ تَرْغِيبًا قَرَنَهُ بِاللِّينِ وَاللُّطْفِ ، وَإِنْ كَانَ تَرْهِيبًا خَلَطَهُ بِالْخُشُونَةِ وَالْعُنْفِ ، فَإِنَّ لِينَ اللَّفْظِ فِي التَّرْهِيبِ وَخُشُونَتُهُ فِي التَّرْغِيبِ خُرُوجٌ عَنْ مَوْضِعِهِمَا وَتَعْطِيلٌ لِلْمَقْصُودِ بِهِمَا ، فَيَصِيرُ الْكَلَامُ لَغْوًا وَالْغَرَضُ الْمَقْصُودُ لَهْوًا .
وَقَدْ قَالَ أَبُو الْأَسْوَدِ الدُّؤَلِيُّ لِابْنِهِ : يَا بُنَيَّ إنْ كُنْت فِي قَوْمٍ فَلَا تَتَكَلَّمْ بِكَلَامِ مَنْ هُوَ فَوْقَك فَيَمْقُتُوك ، وَلَا بِكَلَامِ مَنْ هُوَ دُونَك فَيَزْدَرُوك .
وَمِنْ آدَابِهِ : أَنْ لَا يَرْفَعَ بِكَلَامِهِ صَوْتًا مُسْتَنْكَرًا وَلَا يَنْزَعِجَ لَهُ انْزِعَاجًا مُسْتَهْجَنًا ، وَلْيَكُفَّ عَنْ حَرَكَةٍ تَكُونُ طَيْشًا وَعَنْ حَرَكَةٍ تَكُونُ عِيًّا ، فَإِنَّ نَقْصَ الطَّيْشِ أَكْثَرُ مِنْ فَضْلِ الْبَلَاغَةِ .
وَقَدْ حُكِيَ أَنَّ الْحَجَّاجَ قَالَ لِأَعْرَابِيٍّ: أَخَطِيبٌ أَنَا ؟ قَالَ: نَعَمْ لَوْلَا أَنَّك تُكْثِرُ الرَّدَّ، وَتُشِيرُ بِالْيَدِ، وَتَقُولُ أَمَّا بَعْدُ.
وَمِنْ آدَابِهِ : أَنْ يَتَجَافَى هَجَرَ الْقَوْلِ وَمُسْتَقْبَحَ الْكَلَامِ ، وَلْيَعْدِلْ إلَى الْكِنَايَةِ عَمَّا يُسْتَقْبَحُ صَرِيحُهُ وَيُسْتَهْجَنُ فَصِيحُهُ ؛ لِيَبْلُغَ الْغَرَضَ وَلِسَانُهُ نَزِهٌ وَأَدَبُهُ مَصُونٌ .وَقَدْ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ فِي قَوْله تَعَالَى : { وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا }قَالَ : كَانُوا إذَا ذَكَرُوا الْفُرُوجَ كَنَّوْا عَنْهَا .وَكَمَا أَنَّهُ يَصُونُ لِسَانَهُ عَنْ ذَلِكَ فَهَكَذَا يَصُونُ عَنْهُ سَمْعَهُ ، فَلَا يَسْمَعُ خَنَاءً وَلَا يُصْغِي إلَى فُحْشٍ فَإِنَّ سَمَاعَ الْفُحْشِ دَاعٍ إلَى إظْهَارِهِ ، وَذَرِيعَةٌ إلَى إنْكَارِهِ .وَإِذَا وَجَدَ عَنْ الْفُحْشِ مَعْرِضًا كَفَّ قَائِلُهُ وَكَانَ إعْرَاضُهُ أَحَدَ النَّكِيرَيْنِ ، كَمَا أَنَّ سَمَاعَهُ أَحَدُ الْبَاعِثَيْنِ .وَأَنْشَدَنِي أَبُو الْحَسَنِ بْنُ الْحَارِثِ الْهَاشِمِيُّ :
تَحَرَّ مِنْ الطُّرُقِ أَوْسَاطَهَا ..............وَعُدْ عَنْ الْمَوْضِعِ الْمُشْتَبِهْ
وَسَمْعَك صُنْ عَنْ قَبِيحِ الْكَلَامِ....... كَصَوْنِ اللِّسَانِ عَنْ النُّطْقِ بِهِ
فَإِنَّك عِنْدَ اسْتِمَاعِ الْقَبِيحِ.................... شَرِيكٌ لِقَائِلِهِ فَانْتَبِهْ
وَمِمَّا يَجْرِي مَجْرَى فُحْشِ الْقَوْلِ وَهَجْرِهِ فِي وُجُوبِ اجْتِنَابِهِ ، وَلُزُومِ تَنَكُّبِهِ ، مَا كَانَ شَنِيعَ الْبَدِيهَةِ مُسْتَنْكَرَ الظَّاهِرِ ، وَإِنْ كَانَ عَقِبَ التَّأَمُّلِ سَلِيمًا ، وَبَعْدَ الْكَشْفِ وَالرَّوِيَّةِ مُسْتَقِيمًا ، كَاَلَّذِي رَوَاهُ الْأَزْدِيُّ عَنْ الصُّولِيِّ لِبَعْضِ الْمُتَكَلِّفِينَ مِنْ الشُّعَرَاءِ إنَّنِي شَيْخٌ كَبِيرٌ كَافِرٌ بِاَللَّهِ سِيرِي أَنْتِ رَبِّي وَإِلَهِي رَازِقُ الطِّفْلِ الصَّغِيرِ يُرِيدُ بِقَوْلِهِ كَافِرٌ أَيْ لَابِسٌ ؛ لِأَنَّ الْكُفْرَ التَّغْطِيَةُ .
وَلِذَلِكَ سُمِّيَ الْكَافِرُ بِاَللَّهِ كَافِرًا ؛ لِأَنَّهُ قَدْ غَطَّى نِعْمَةَ اللَّهِ بِمَعْصِيَتِهِ .
وَقَوْلُهُ بِاَللَّهِ سِيرِي يُقْسِمُ عَلَيْهَا أَنْ تَسِيرَ.
وَقَوْلُهُ أَنْتَ رَبِّي يَعْنِي رَبِّي وَلَدَك مِنْ التَّرْبِيَةِ.
وَإِلَهِي رَازِقُ الطِّفْلِ الصَّغِيرِ كَمَا أَنَّهُ رَازِقُ الْوَلَدِ الْكَبِيرِ .
فَانْظُرْ إلَى هَذَا التَّكَلُّفِ الشَّنِيعِ ، وَالتَّعَمُّقِ الْبَشِيعِ ، مَا اعْتَاضَ مِنْ حَيْثُ الْبَدِيهَةُ إذَا سَلَّمَ بَعْدَ الْفِكْرِ وَالرَّوِيَّةِ إلَّا لُؤْمًا إنْ حَسُنَ فِيهِ الظَّنُّ ، أَوْ ذَمًّا إنْ قَوِيَ فِيهِ الِارْتِيَابُ .وَقَلَّمَا يَكُونُ ذَلِكَ إلَّا مِنْ خَلِيعٍ بَطِرٍ أَوْ مُرْتَابٍ أَشِرٍ .
وَمِنْ آدَابِهِ أَنْ يَجْتَنِبَ أَمْثَالَ الْعَامَّةِ الْغَوْغَاءِ وَيَتَخَصَّصَ بِأَمْثَالِ الْعُلَمَاءِ الْأُدَبَاءِ فَإِنَّ لِكُلِّ صِنْفٍ مِنْ النَّاسِ أَمْثَالًا تُشَاكِلُهُمْ ، فَلَا تَجِدْ لِسَاقِطٍ إلَّا مَثَلًا سَاقِطًا وَتَشْبِيهًا مُسْتَقْبَحًا .وَلِلسُّقَّاطِ أَمْثَالٌ فَمِنْهَا تَمَثُّلُهُمْ لِلشَّيْءِ الْمُرِيبِ ، كَمَا قَالَ الصَّنَوْبَرِيُّ : إذَا مَا كُنْتَ ذَا بَوْلٍ صَحِيحٍ أَلَا فَاضْرِبْ بِهِ وَجْهَ الطَّبِيبِ وَلِذَلِكَ عِلَّتَانِ .
إحْدَاهُمَا : أَنَّ الْأَمْثَالَ مِنْ هَوَاجِسِ الْهِمَمِ وَخَطِرَاتِ النُّفُوسِ ، وَلَمْ يَكُنْ لِذِي الْهِمَّةِ السَّاقِطَةِ إلَّا مَثَلٌ مَرْذُولٌ ، وَتَشْبِيهٌ مَعْلُولٌ .
وَالثَّانِيَةُ : أَنَّ الْأَمْثَالَ مُسْتَخْرَجَةٌ مِنْ أَحْوَالِ الْمُتَمَثِّلِينَ بِهَا ، فَبِحَسَبِ مَا هُمْ عَلَيْهِ تَكُونُ أَمْثَالُهُمْ .
فَلِهَاتَيْنِ الْعِلَّتَيْنِ وَقَعَ الْفَرْقُ بَيْنَ أَمْثَالِ الْخَاصَّةِ وَأَمْثَالِ الْعَامَّةِ.
وَرُبَّمَا أَلَّفَ الْمُتَخَصِّصُ مَثَلًا عَامِّيًّا أَوْ تَشْبِيهًا رَكِيكًا ؛ لِكَثْرَةِ مَا يَطْرُقُ سَمْعَهُ مِنْ مُخَالَطَةِ الْأَرَاذِلِ فَيَسْتَرْسِلُ فِي ضَرْبِهِ مَثَلًا فَيَصِيرُ بِهِ مَثَلًا ، كَاَلَّذِي حُكِيَ عَنْ الْأَصْمَعِيِّ أَنَّ الرَّشِيدَ سَأَلَهُ يَوْمًا عَنْ أَنْسَابِ بَعْضِ الْعَرَبِ فَقَالَ : عَلَى الْخَبِيرِ سَقَطْتَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ
فَقَالَ لَهُ الْفَضْلُ بْنُ الرَّبِيعِ: أَسْقَطَ اللَّهُ جَنْبَيْك أَتَخَاطَبُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ بِمِثْلِ هَذَا الْخِطَابِ؟ فَكَانَ الْفَضْلُ بْنُ الرَّبِيعِ،مَعَ قِلَّةِ عِلْمِهِ أَعْلَمَ بِمَا يُسْتَعْمَلُ مِنْ الْكَلَامِ فِي مُحَاوَرَةِ الْخُلَفَاءِ مِنْ الْأَصْمَعِيِّ الَّذِي هُوَ وَاحِدُ عَصْرِهِ وَقَرِيعُ دَهْرِهِ .
وَلِلْأَمْثَالِ مِنْ الْكَلَامِ مَوْقِعٌ فِي الْأَسْمَاعِ وَتَأْثِيرٌ فِي الْقُلُوبِ لَا يَكَادُ الْكَلَامُ الْمُرْسَلُ يَبْلُغُ مَبْلَغَهَا ، وَلَا يُؤَثِّرُ تَأْثِيرَهَا ؛ لِأَنَّ الْمَعَانِيَ بِهَا لَائِحَةٌ ، وَالشَّوَاهِدَ بِهَا وَاضِحَةٌ ، وَالنُّفُوسَ بِهَا وَامِقَةٌ ، وَالْقُلُوبَ بِهَا وَاثِقَةٌ ، وَالْعُقُولُ لَهَا مُوَافِقَةٌ .
فَلِذَلِكَ ضَرَبَ اللَّهُ الْأَمْثَالَ فِي كِتَابِهِ الْعَزِيزِ,وَجَعَلَهَا مِنْ دَلَائِلِ رُسُلِهِ وَأَوْضَحَ بِهَا الْحُجَّةَ عَلَى خَلْقِهِ ؛ لِأَنَّهَا فِي الْعُقُولِ مَعْقُولَةٌ ، وَفِي الْقُلُوبِ مَقْبُولَةٌ .
وَلَهَا أَرْبَعَةُ شُرُوطٍ:
أَحَدُهَا: صِحَّةُ التَّشْبِيهِ.
وَالثَّانِي: أَنْ يَكُونَ الْعِلْمُ بِهَا سَابِقًا وَالْكُلُّ عَلَيْهَا مُوَافِقًا.
وَالثَّالِثُ : أَنْ يُسْرِعَ وُصُولُهَا لِلْفَهْمِ ، وَيُعَجَّلَ تَصَوُّرُهَا فِي الْوَهْمِ ، مِنْ غَيْرِ ارْتِيَاءٍ فِي اسْتِخْرَاجِهَا وَلَا كَدٍّ فِي اسْتِنْبَاطِهَا .
وَالرَّابِعُ: أَنْ تُنَاسِبَ حَالَ السَّامِعِ لِتَكُونَ أَبْلَغَ تَأْثِيرًا وَأَحْسَنَ مَوْقِعًا.
فَإِذَا اجْتَمَعَتْ فِي الْأَمْثَالِ الْمَضْرُوبَةِ هَذِهِ الشُّرُوطُ الْأَرْبَعَةُ كَانَتْ زِينَةً لِلْكَلَامِ وَجَلَاءً لِلْمَعَانِي وَتَدَبُّرًا لِلْأَفْهَامِ .
بتصرف من كتاب أدب الدنيا والدين
في البداية ، نتعلم كيف نلقي النصائح مثلما نلقي الأحجار، فنكسر الرءوس أو تنكسر النصيحة!
فإذا رزقنا بشيء من العلم والحكمة مع الإخلاص ، تتحول النصيحة إلى عجينة لينة
تصب في قالب أنيق فيأخذها المنصوح شاكرا ويوقد عليها نار التقوى فيخرج لنا حلوى لذيذة بإذن الله .
وعندها إن لم يقبل المنصوح قالب العجين .. فما على الرسول إلا البلاغ المبين .!
سر ياقلم
حدثني دكتور حب ناصحاً
إحتسب يا أخي وثق بأن الألم سوف يتحول إلى لذة
ما أروعها من كلمات أيها النقي
رأيت أجساداً تسير أمامي لا تعرف معنى الألم الحقيقي
مجرد حملة إلى حدود الوطن جعلتهم يشكون ويتضجرون
بينما إخوتنا الذين يواجهون الموت ويفقدون الحبيب والقريب
ينزفون ولا يتألمون , حقاً الله أكبر .
ها نحن نعود لمجرد رفع حالة التأهب , وأي تأهب هذا يا أُمتي
" وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ * فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ
في البداية ، نتعلم كيف نلقي النصائح مثلما نلقي الأحجار، فنكسر الرءوس أو تنكسر النصيحة!
فإذا رزقنا بشيء من العلم والحكمة مع الإخلاص ، تتحول النصيحة إلى عجينة لينة
تصب في قالب أنيق فيأخذها المنصوح شاكرا ويوقد عليها نار التقوى فيخرج لنا حلوى لذيذة بإذن الله .
وعندها إن لم يقبل المنصوح قالب العجين .. فما على الرسول إلا البلاغ المبين .!