لونك المفضل

المنتديات الثقافية - Powered by vBulletin
 

صفحة 19 من 19 الأولىالأولى ... 9171819
النتائج 361 إلى 380 من 392

الموضوع: هو وهي (الجزء الأول + الجزء الثاني )

العرض المتطور

  1. #1
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية أبحر بأفكآري ~

    الصوتيات والمرئيات
    تاريخ التسجيل
    02 2012
    العمر
    36
    المشاركات
    20,836

    رد: هو وهي (الجزء الأول + الجزء الثاني )

    المحاضرة 2:الذرية ومسيرة الإنسان الأبدية
    - إن الأولاد ليسوا مصدر أنس في الحياة الدنيا فقط، فبعض الفتيات غير المتزوجات، تنظر إلى صور الأطفال في التلفاز، أو في الجرائد مثلاً.. فتتمنى أن تحمل طفلاً وليداً جميلاً كهذا الطفل، من باب التسلية.. وأن تملأ فراغها بإطعام الطفل، وباللعب معه، إلى آخره.. وفي بعض المجتمعات، يتحول الولد إلى أداة اقتصادية: فالأب الفلاح يريد أن يوفر على نفسه أجور الفلاحين، فيكثر من الذرية والنسل، حتى تكثر عنده الأيدي العاملة الرخيصة.. ولكن بالمنظار الإسلامي، الولد الصالح ذخيرة الآخرة، ورأس مال الإنسان في حياته البرزخية، عندما يكون أحوج ما يكون إلى صدقة جارية له بعد موته.. قال الصادق (ع): (إذا مات ابن آدم، انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به من بعده، أو ولد صالح يدعو له).
    - إنأعظم مكافأة كافأ الله -عز وجل- بها نبيه إبراهيم (ع) عندما همّ بذبح ولده إسماعيل -عطايا رب العالمين، من سنخ العمل، ومن سنخ المجاهدة- وقدمه بين يدي الله -عز وجل- ذبيحاً، وفي بعض الروايات: عندما حاول أن يذبح ولده إسماعيل، رأى السكين لا تعمل في رقبته، فرمى السكين غاضباً: كيف هذه السكينة، لا تمتثل أوامره في الذبح؟.. ويقولون: السكينة تكلمت -ولا مانع من ذلك-: الخليل يأمرني، والجليل ينهاني.. فرب العالمين عوض ذلك بأن جعل من نسله، نبينا الخاتم محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
    - إن الأبوين عندما يعملان على تربية جيل صالح، قد لا تتجلى الثمرة في الحياة الدنيا.. قد يصبح الولد فتىً رسالياً مؤمناً، ويموت بعد بلوغه بسنة أو سنتين.. هما لم يخسرا شيئاً، سيرجع وسيتم جمع الشمل في عالم البرزخ، والقيامة بأفضل ما يكون الجمع.
    أهم النقاط من أجل تربية ذرية مباركة:
    - الإنسان مكلف بالتربية، لا مكلف بالنتيجة.. إن الإنسان لا يعلم كيف خلق الله -عز وجل- الأرواح، وما هي حقيقة عالم الذر، وما هي حقيقة الأنفس السعيدة، والشقية؟.. فالأمر عند المسلم (لا جبر ولا تفويض، ولكن أمر بين أمرين).. ولكن بعض الأوقات، قد يبتلى الإنسان بذرية فاسدة، وفي هذه الحالة من الممكن أن يصاب بشيء من الإحباط، وقد يترك الحبل على غاربه، ويقول: ما دام الشاب انحرف عن طاعة الله -عز وجل- فليزدد انحرافاً.. والحال أن الإنسان مكلف بالتربية، لا مكلف بالنتيجة، قال تعالى: {وَأَن لَّيْسَ لِلإِنسَانِ إِلاَّ مَا سَعَى}.. فنوح (ع) من أنبياء الله أولي العزم، وقد حاول أن يستنقذ ولده من الغرق، وإذا بهذا الولد يتكلم بكلام أقرب ما يكون إلى السخف والجنون، حيث كان يقول: {قَالَ سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاء}.. نعم، نبي الله ابتلي بهذه الذرية غير الصالحة.. وأئمة أهل البيت (ع) أيضاً ابتلوا بذرية غير صالحة، وهناك أمثلة في التاريخ لانحراف أولاد الأئمة.. لذا علينا أن نتشبه بالمربين والمصلحين، وباقي الأمور على رب العالمين، هو الأدرى بطِين عباده!..
    - الدمج بين المعرفة النظرية والمحبة القلبية.. إن هذه أيضا من النقاط المهمة، من أجل تربية جيل وذرية مباركة، إذ يجب الدمج بين المعرفة النظرية والمحبة القلبية في التعامل مع الأولاد.. تارة في معرفة علم النفس التعليمي المدرسي، وتارة في فهم ملابسات حياة المراهقة.. لو أن الأمهات يقتنين موسوعات لتربية الأولاد، وفلذة الأكباد، كي تعلم متى تبدأ سن المراهقة؟.. فالبلوغ في تمام الخامسة عشر مثلاً، ولكن الصبي قبل البلوغ هنالك مرحلة من مراحل المراهقة، حيث يعيش الشاب طوفان لا يعلم مداه إلا الله عز وجل.. وبإمكان الإنسان من خلال محركات البحث في المواقع، أن يحصل على عشرات المقالات النافعة، في مجالات المعرفة المختلفة، من أسس التربية الناجحة والصالحة للأولاد.
    - الدخول إلى قلب الأولاد بالأساليب المحببة إليهم.. إن الإنسان عندما يذهب إلى البنوك، حيث توضع المبالغ النقدية في خزانة حديدية بحجم إنسان.. ولكن لا تفتح إلا بمفتاح صغير خاص بها، وإذا بهذا المفتاح الصغير يفتح الخزائن الكبيرة، ليست كل المفاتيح كمفاتيح قارون، كما في القرآن الكريم {مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوأُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ}.. وللدخول إلى قلب الولد أو الفتاة، فإن لكل إنسانٍ مفتاحه.. إذا تعرفنا على هذا المفتاح، لاستطعنا أن نفتح قلبه على الهدى الإلهي، الذي يراد إدخاله في قلب الطرف المقابل.. مع الأسف علاقة معظم الآباء والأمهات بالأولاد، علاقة غير نموذجية: علاقة رئيس المعسكر بالعساكر، فالعلاقة ليست علاقة حميمة.. وقلما تكون علاقة الأب بالأولاد، علاقة صداقة.. بحيث يترصدون الفرص لسفر أبيهم إلى دولة بعيدة، ليختلوا مع ما يريدون الاختلاء به.. ومن صور الحرام أن بعض الأولاد، لو فتحت سويداء قلوبهم، لوجدتهم يتمنون موت الآباء حتى يرثونهم.. لأن العلاقة علاقة غير مبنية على عنصر الصداقة، وهذا الحديث المعروف عن جابر قال: (دخلت على النبي والحسن والحسين على ظهره، وهو يجثو بهما، ويقول: نعم الجمل جملكما!.. ونعم العدلان أنتما)!.. يراد من هذه الحركة تأصيل مفهوم (من كان عنده صبي، فليتصابى له).. أما إذا صار مراهقاً، فليعامله معاملة المراهقين؛ أي يتكلم بلغته، ويدخل إلى قلبه بالأساليب المحببة إليه.
    - مراقبة الحلية في المأكل والمشرب.. هنالك بعض الحركات الخارجية هذه الأيام، انتشر الحرام في المأكل والمشرب.. فالإنسان قد يأكل طعاماً، ويكتشف بعد فترة أنه كان يحتوي على بعض مستخلصات دهن أو شحم الخنزير مثلاً، أو بعض المسكرات.. كما في بلاد الغرب، أحدنا يشتري خبزاً، ليكتشف أن العجينة عُجنت بالمسكرات.. نحن لسنا من دعاة إدعاء الأثر الوضعي بقول مطلق، فهنالك ثلاثة آراء في هذا المجال:
    الرأي الأول: يقول: الطعام لا أثر له في الروح أبداً، هنالك عقوبة إلهية فقط.. أما الروح ما شأنها بالطعام الذي دخل المعدة، فالمعدة في عالم والروح في عالم.. لو ملأت المعدة من لحم الخنزير، وبشراب من الشراب المعتق، فهذا لا يؤثر في الروح أبداً.. هذا رأي.
    الرأي الثاني: يقول: بأن أثر الحرام في الروح، كأثر السم في البدن.. فالذي يشرب السم، وهو جاهل، ولا يعلم.. ويشربه على أنه ماء زمزم، هذا الإنسان يموت، حتى لو كان يعتقد بأنه شراب محلل.
    الرأي الثالث: وهو رأي وسطي، هذا الرأي يقول: بأن الأمر ليس كذلك، فالذي يحتاط في طعامه وشرابه، ثم يتفاجأ بعد ذلك بأن الطعام كان حراماً، هذا لا يؤثر في روحه.. لأنه كان بانياً على الاحتياط: سأل، وتحرى، وحكم عليه بأحكام سوق المسلمين، ثم تبين بأن الطعام حرام.. ورب العالمين أجّل من أن يعاقب مثل هذا الإنسان.. وعليه، إن على المؤمن أن يدقق قبل أن يعطي أطفاله الحلوى والمأكولات المنتشرة في الأسواق هذه الأيام.
    - الالتزام بالآداب الشرعية أثناء الحمل: فالحمل تسعة أشهر، ولكنه يحدد مسيرة تسعين سنة، أو ما يعادل حياة الإنسان.. مع الأسف، أحيانا لا يكون للأب والأم برنامج في الفترة التي تنفخ فيها الروح في الجنين، وهي فترة تَشَكُل السلسلة العصبية والروحية وما شابه ذلك، وتشكل الجينات الوراثية.. لماذا لا يكون لنا برنامج في هذه الفترة؟.. فهنالك آداب شرعية واردة: أن تسميه باسم النبي (ص) وتقول: اللهم إني سميته باسم نبيك، ثم تدعو لهذا الحمل.. هو لا زال مضغة، لا زال جنينا، لم يتشكل بعد.. وأنت تدعو الله -عز وجل- له.
    إحدى المؤمنات رزقت بمولود، كان متميزاً في ذكائه، وفي نظراته، وفي جماله.. تبين أن الأم في مجالس عزاء أهل البيت -عليهم السلام- كانت تأخذ دمعتها، وسراً تمسح بها بطنها، لتقول: يا رب ببركة هذه الدمعة الساكبة على مصيبة أهل البيت، بارك في هذا الجنين الذي في بطني.. نعم الإنسان بإمكانه أن يقوم بحركات كثيرة في هذا المجال، رحِم الله شيخنا الأنصاري، هذا الشيخ العظيم الذي هو أستاذ المجتهدين، عندما قيل لأمه: هذا الشيخ أصبح عالماً كبيراً، وإذا بها تقول: وما العجب في ذلك، توقعت أن يكون نبياً لا عالماً كبيراً، لما كنت أهتم به عند إرضاعه، لا أرضعه إلا وأنا على طهور ووضوء!.
    - إن الذرية الصالحة، لا تبدأ من سن العاشرة وخمسة عشر، بعد أن تشكل الصبي.. بل منذ انعقاد النطفة، لا بد من برمجة في هذا المجال: طعاماً محللاً، ودعاءً بين يدي الله عز وجل، وغير ذلك من الآداب الشرعية في هذا المجال.. هناك اختراع جميل (مخدة شرعية)، هنالك سماعة خفيفة داخل هذه المخدة، متصلة بجهاز يبث القرآن للطفل الرضيع، فينام على صوت القرآن، يُبث له صباحاً ومساءً، إنها حركة جميلة!.. يقول والد الطفل المعجزة الطبطبائي: اكتشفت أن ابني يتمتم بشيء، وهو في السنتين من عمره، دققت في شفتيه.. وإذا به يقرأ سورة {تبارك الذي بيده الملك}.. قال: في أول أيام زواجي من أم الصبي، كنا نجمع الأولاد الصغار ونعلمهم القرآن، وطلبنا من الله -عز وجل- كمكافأة على هذا العمل التبرعي، شيئا متميزا في هذا المجال.. وبالفعل الآن هو في الرابعة عشر، وإذا هو الآن مشغول بقراءة السطوح العالية من الرسائل، وغيره.. هذا الكتاب الذي يُقرأ في سن الخامسة والعشرين تقريباً، وإذا بهذا الصبي يتقن العلم هذا الإتقان.
    فإذن، إن الدعاء أيضاً من العناصر المهمة.. فالمرأة عندما تتزوج، عليها أن تلهج بهذه الآية: {رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا}.. ليس فقط قرة أعين، ليس فقط مؤمن متقي {وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا}، والذي يُكثر من الدعاء صباحاً ومساءً: في تقلباته، في قنوته، في سجوده.. فإن رب العالمين ليس ببخيل، وأنت تطلب طلباً راجحاً لا تطلب مالاً، تطلب من الله -عز وجل- أن يُمد وليه المهدي -صلوات الله وسلامه عليه- بمن يكون له عضداً وناصراً.. دعاء مستجاب، ولكن يحتاج إلى دعوة في هذا المجال.. علمائنا السلف ولدوا ببركات أدعية آبائهم في هذا المجال.
    - مراعاة سن التكليف والبلوغ.. وهي من المبادئ التي لا بُد أن نُراعيها بشدة، مع الأسف لاحظنا أن الأم تتفاجأ ببنت بلغت التسع سنوات، وهي متمردة على الحجاب، في كل لحظة تتحين الفرصة لتخلع الحجاب، بدعوى أنها حديدة على رأسها.. فهذا شيء طبيعي، لأنها قبل يومين من البلوغ قبل إكمال التاسعة، يأتي القرار بإلباسها الحجاب، وهي قبل أشهر وهي في أحضان الرجال، يقبلونها كما يقبلون الطفل الرضيع.. فمن الطبيعي أن البنت التي تعيش في هكذا جو غير محافظ، أن لا تستسلم للحجاب.
    إن من مسؤوليات الأمهات والآباء عدم إلقاء فلذات أكبادهم في غيابات الجب.. كيف يمكن للأب والأم أن يقوما بإرسال ابنتهما التي في عنفوان سن المراهقة، إلى دولة أجنبية كافرة، بلا رقيب ولا حسيب، ثم يأتيان بعد فترة ويعتبران أن البنت في حكم الميتة، ويقولان: يا ليتها لم تولد، لما أورثتنا من الفضيحة والعار!.. عن أبي عبد الله (ع): (الكبائر سبعة: منها:.... والتعرب بعد الهجرة)، التعرب بعد الهجرة اصطلاح فقهي، في أيام الرسول الأكرم (ص) كان الذهاب للبادية لمنطقة الإعراب، ولهذا سمي التعرب، واليوم نسميها التعرب بعد الهجرة، الذهاب إلى بيئ الفساد وإلى بيئة لا يؤمن عليه الإنسان.. رحم الله الشهيد الصدر الأول، مرجع كبير ومتفتح ويعلم الأمور جيداً.. عندما يُستفتى عن سفر الفتاة لوحدها إلى بلاد أجنبية، وهذا قبل عشرين، أو ثلاثين سنة، حيث الفساد لم يكن بهذا المد الهائل، وإذا بهذا المرجع يقول: (نعم مع الأمن يجوز، ولكن أنى لها أن تُؤمَن)!.. تعقيبة جميلة: مع الأمن يجوز، ولكن لماذا نكون بُلهاء أو سُذج في هذا المجال:
    ألقاه في اليم مكتوفا وقال له *** إياك إياك أن تبتل بالماء!..
    الذي يريد ذرية صالحة، عليه أن يكون بهذا المستوى من المراقبة الدقيقة، في كل المراحل.

    - المراقبة الذكية.. إحدى الأمهات كانت في الحج، وكانت لها ابنة في درجة عالية من درجات الالتزام، كانت تعيش حالات الهيمان في اللقاء الإلهي والعرفان وما شابه؟.. -إن بعض الحركات الروحانية والعرفانية، هي عبارة عن سحابة صيف وتنقشع، أو مزاج، أو هوى، أو استذواق، أو تجربة.. فالبعض يجرب: يصلي الليل، فلا يرى مالاً في النهار، فيترك ذلك.. أو كي يصبح الزوج إنسان مؤدب معها، فلا يتغير الزوج، فتقول: ما لي والطريق إلى الله عز وجل؟.. وذلك لأن الغرض من الطريق إلى الله -عز وجل- بالنسبة لهم هو الوصول إلى المخلوقين-.. رجعت هذه الأم من الحج، وإذا بها وكأنها نادمة على سفرها للحج، لأن صويحبات السوء أحطن بها، أثناء غياب الأم، وتبدلت هذه الفتاة من فتاة عارفة، إلى فتاة يخشى منها على أوليات الدين.
    فإذن، من الضروري جداً أن يراقب الأهل معشر أولادهم، مثلما يراقبوا صحتهم!.. فعندما يروا بثوراً، أو طفحا جلديا في أبدان أولادهم، فإنهم يأخذونهم إلى أقصى بلاد الأرض؛ خوفاً على صحتهم.. بينما عندما يرون فيهم بوادر المحرمات الكبرى، فكأن لا شيء في البيت.. لا بد من إيجاد هذه الحراسة المشددة والمراقبة الذكية، لا على نحو الاستنطاق.. أما أن يأتي الأب أمام الولد، ويفتح له الجهاز، ليبحث أمامه عن المواقع التي دخلها في هذا اليوم.. فبهذا الأسلوب السافر، من الطبيعي أن تكون الآثار عكسية.. ولكن يكون بأسلوبٍ ذكي، ولبق.. تأسيا بالإمامين الحسنين -صلوات الله عليهما- عندما رأيا شيخا يتوضأ –وكانا غلامين- فلم يريدا جرح مشاعره، بأن يقولا له: أنه لا يحسن الوضوء، فقالا له: يا عماه، لقد اختلفت وأخي فيمن يحسن الوضوء منا، فهلا حكمت بيننا؟.. وأرياه كيف الوضوء الصحيح.. جاء شاب إلى النبي -صلى الله عليه وآله وسلم يسأله: (يا رسول الله، أتأذن لي بالزنا؟!.. نظر إليه -صلى الله عليه وآله وسلم- وقال: آدن!.. ثم قال: أترضاه لأمك؟.. قال: لا والله، جعلني الله فداك!.. قال: فكذلك الناس لا يحبونه لأمهاتهم، أتحبه لأختك؟.. قال: لا والله، جعلني الله فداك!.. قال: وكذلك الناس لا يحبونه لأخواتهم، أتحبه لابنتك؟.. قال: لا والله، جعلني الله فداك!.. قال: وكذلك الناس لا يحبونه لبناتهم، وكذلك لعماتهم وخالاتهم). ثم بعد هذا كله مد الحبيب يده ووضعها على صدر هذا الشاب، وقال: (اللهم اشرح صدره، واغفر ذنبه، وحصن فرجه).. هذه هي الأساليب التربوية الناجحة في تربية الأولاد.


  2. #2
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية أبحر بأفكآري ~

    الصوتيات والمرئيات
    تاريخ التسجيل
    02 2012
    العمر
    36
    المشاركات
    20,836

    رد: هو وهي (الجزء الأول + الجزء الثاني )

    المحاضرة 3:التعامل بين الجنسين
    - إن عصرنا هذا أسوأ عصر في تاريخ البشرية، من حيث الإغراءات والسهام الشيطانية.. وعليه، لا بد من أن نقف موقفاً متأملا في هذا العصر، وما فيه من صور الإغراء.
    - الانحرافات في التعامل مع الجنس الآخر: إن المرأة التي لا تريد أن تكون مقاومة في حركة الحياة، وكذلك الرجل؛ هما أضعف ما يكون في مقابل موجة الشهوات العارمة.. فمسألة الشهوات ليست قضية أخلاقية محضة، وهذه الأيام تُصنف الشهوات المعاصرة في خانة الإدمان.. فدولياً وعالمياً صنفوا الجلوس أمام التلفاز، وأمام الإنترنت لفترات غير متعارفة، بأنه داء ويحتاج إلى علاج نفسي.. وكذلك الذين يدمنون الجلوس على الجهاز، فكيف إذا كان الجلوس محرماً؟!..
    - إن هذه الانحرافات النظرية والصورية والسمعية، تُغير من تركيبة الإنسان الباطنية.. فالإنسان الذي لا يُراقب نظره، ولا يُراقب سمعه، ولا يُراقب خياله.. هذا الإنسان له حالة من حالات الانقلاب في الذات، وحالة من حالات الخروج عن الحالة السوية.. والفرد الذي لا يُراعي الحدود الإلهية في هذا المجال، يصل إلى درجة أنه عندما يُؤمر بالمعروف ويُنهى عن المنكر، يقول: بأن الأمر ليس بيدي.
    منافذ الشيطان إلى قلب بني آدم:
    أولا: مسألة النظر: لقد صنف القرآن الكريم مسألة النظر إلى شعب: هنالك نظرة للحقيقة الخارجية: كنظرة الرجل بريبة إلى امرأة لا تحل له.. وهنالك نظرة إلى الصور المنعكسة: سواء في الفضائيات، أو في الأقراص المُدمجة، أو على صفحات الإنترنت.
    - إنالنظرة ليست عملية كاميرا تلتقط الصور فحسب!.. فالبعض يعتقد أن النظر إلى هذه الصور المحرمة لإنسان متزوج ومتحصن، وخاصة إذا كان مع وجود الزوجة، ليس جريمة، فهو معه زوجته ولا يُخاف عليه من الحرام؛ لأنه ليس شاباً مراهقاً أعزباً.. ولكن القضية أعمق من هذه النظرة الساذجة البسيطة:
    - النظرة هي صور في الخلايا الحساسة في المخ.. إنهنالك -حسب التحقيقات الطبية- خلايا في الذهن البشري، وهذه الخلايا مسؤوليتها الاهتمام بالملفات الساخنة.. فالشاب الذي يتابع المباريات –مثلا- هذا الإنسان شاب، ذهنه متأقلم مع هذا الأمر الشاغل له.. وبالتالي، فإنه يبدع في التكهن والمتابعة، ويذهب للنوادي؛ لأن الملف الحاكم على ذهنه هو الرياضة مثلاً.. والإنسان الشهواني الذي ينظر إلى هذه الصور المحرمة -فالقضية ليست قضية صور في شبكية العين، إنما هي صور في هذه الخلايا الحساسة في المخ- فهذا الرجل يتحول إلى موجود بهيمي، ينظر إلى نساء الغير، وهو يعتقد بأن له مجوزا شرعيا، وأنه في أمنٍ من الانحراف.. وينظر إلى النساء في الشارع وكأنهن عاريات، وينظر إلى زوجة الصديق فيتمناها لنفسه، فيصلي بين يدي الله -عز وجل- وهو يفكر في خطة من الخطط، للوصول إلى مآربه.
    - النظرة تغير التكوين الباطني للفرد.. إن المرأة التي تجد زوجها عاكفاً على هذا الحرام، لابد وأن تلتفت إلى أن هذه النار سوف تصل إلى عشها الزوجي.. فالذي يفكر بهذه الطريقة، والذي ينظر إلى أجمل الوجوه في الأرض، وإلى هذا الكم الهائل من الصور المحرمة -فالذهن البشري هبة إلهية فالذي يكثر من النظر، هنالك ألبوم في داخل وجوده، يُسجل هذه الصور أولا- وبعد ذلك ينظر إلى زوجته، فيجعلها صورة من هذه الصور، وإذا به يراها باهتة جداً، عندما يقيس هذه الزوجة المؤمنة العادية، إلى ملكات جمال العالم التي رآها بأية كيفية من خلال المواقع والفضائيات.. وبالتالي، فإنه من الطبيعي أن هذا الإنسان، سوف لن ينظر إلى هذه الزوجة بوصفها الإيماني، بل بوصفها المادي والجسدي، والتي لا يمكن أن تدخل في سباق مع هذه الوجوه.
    - إن الخطوة الأولى في هذا المجال، هو أن نقطع الفساد من مادته.. فهذا الجدول من الحبر الأسود، عندما صب في حوض النفس، هذا الحوض الزُلال البرئ الهادئ النقي، من الصعب جداً إرجاع ماء الحوض إلى الماء المطلق، بعد أن تكدر بكل أجزائه.. فزجاجة صغيرة من الحبر الأسود، بإمكانها أن تلوث حوض سباحة كبير، والتنقية بعد ذلك تكون صعبة.. وإذا تلوث الذهن بهذه الصور، فإنها تغير التركيبة الفسيولوجية والسيكولوجية لهذا الإنسان.. ورب العالمين له عقوبات في هذا المجال.. ففي القرآن الكريم وروايات أهل البيت -عليهم السلام- هنالك تشبيه جميل للدنيا.. فهناك دنيا مذمومة، هنالك دنيا محمودة، فالقرآن الكريم يقول: {قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ}، وكذلك قال: {زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ}.. وعن الإمام الكاظم (عليه السلام): (مثل الدنيا مثل ماء البحر، كلما شرب منه العطشان؛ ازداد عطشا حتى يقتله).. فالذين يدمنون النظر إلى الحرام، ينتقلون من حرامٍ إلى حرام، ويصلون إلى مرحلة لا يجدون لذة في الحرام أبداً.
    - إن الآباء والأمهات -هذه الأيام- يقتلون بأيديهم فلذات أكبادهم، ويلقونهم في غيابات الجب.. وذلك عندما يقومون بشراء أجهزة الاتصالات الحديثة والسريعة، والقنوات الفضائية.. وبما أن الوالدين ليسا في المنزل دائماً، والأحداث هذه الأيام تعلموا طرقاً لتجاوز الشفرة أيضاً.. وإذا في جوف الليل، والأبوان نائمان، وقد يكون الأب مشغولا في صلاة الليل.. وإذا بهذا الشاب المراهق، يتسلل من فراشه كاللصوص، ليفتح الجهاز إلى ما يشيب الرأس من الصور، التي لم تكن تخطر على بال أحد قبل سنوات ماضية.
    ثانيا: مسألة الهروب: إن قضايا الهروب من المنزل، والعقد خارج البلاد، ثم الرجوع بالعريس رغم أنف الأبوين.. هذه قضايا متكررة.. وقد يكون للأب عنوان اجتماعي رسالي، وله تاريخ في خدمة الدين والشريعة، وقد تكون الأم ممن تقيم عزاء أهل البيت.. وإذا بهما في ليلة واحدة، يسقطا في المجتمع، ويقول الناس: لو كانت هذه الأم مربية، ولو كان الرجل مربياً، لما خرجت ابنته بهذه الكيفية.. إنه سقوط في الدنيا، وسقوط في الآخرة.. والشيطان شيطان بكل معنى الكلمة، إذا أراد أن يوقع الإنسان في الرذيلة الكبرى، فإنه من الطبيعي أن لا يأتيه بعنوان تلك الرذيلة، وإنما هنالك المراحل المتدرجة في هذا المجال.
    - إن على الزوجة أن تكون واقعية، فتتدارك البقية الباقية في العش الزوجي.. هب أن الزوج لا أمل فيه، وأنه بنى على أن يستمر في طريق المنكر.. فإن على الأخت أن تُبقي البقية الباقية من أولادها من هذا العش الزوجي، الذي انهار نصفه.. مثلا: لو أن هنالك زلزالا ضرب البيت، وانهارت بعض غرف المنزل، فإذا كان هناك بديل، فإن المرأة تنتقل إلى منزل آخر.. وإذا لم يكن هناك بديل، تلملم أثاثها وأولادها للسكن في الجانب المبني من المنزل.. وكذلك فلو أن الرجل انهار وانجرف، فلتعتبره مات وهو حي.. وبالتالي، عليها أن تعتبر نفسها أرملة هذا الرجل، وعليها أن ترضى بالأمر الواقع (إذا لم يكن ما تريد، فأرد ما يكون)!..
    ثالثا: مسألة الحجاب: إن هنالك انحسارا تدريجيا لأجل نزع حجابية الحجاب.. إذ ليس المراد من الحجاب وضع ساتر على البدن فقط، بل المراد هو وضع الساتر الذي يجعل المرأة في أمن من النظر المريب.. وإلا فما الفائدة من وضع الحجاب، إذا تحول الحجاب إلى زينة في حد نفسه.. أو أن الحجاب الذي يراد منه أن يكون حائلاً، وإذا بالحائل يكون جاذباً؟!.. وهذه الأيام المحلات والشركات تتفنن في هذا المجال، والحجاب الذي يفصل الجسم تفصيلاً، لا يعد حجاباً بكل معنى الكلمة.. والمرأة السافرة هل تريد أن تعرض هذا الجمال في الأسواق؟.. فإذا كانت متزوجة، فإن هذا الجمال وهذه المفاتن خاصة للمحرم (للزوج)، وإلا فإنه ينطبق عليه مبدأ الاشتراكية والشيوعية لكل أحد.. فإذن، ما وزن الزوج، وما قيمة محرميته، إذا كان لكل الناس؟.. فالبنت التي تبرز للشارع بهذا الشكل الفاتن، كأنها تريد أن تقول للمؤمنين بلسان الحال: أنا لست كفؤاً لكم.. ويا فسقة الناس!.. هلموا إلي أنا الذي أصلح لكم!.. والمرأة التي تخرج إلى بعض الأماكن المشبوهة، وأماكن تواجد الشباب المعاكسين، فهذه المرأة بلسان الحال تقول: أنني أنا صيد لكم، هلموا إلي!.. والمرأة ضعيفة جداً أمام الكلام المعسول.
    - إن الإنسان عليه أن يكون هادفاً في حجابه، لا إرضاءً: للناس، وللأبوين، ولإمام المسجد، أو لعرف اجتماعي.. فالحجاب يجب أن يكون كاملا، والاختلاف فقط في الوجه والكفين: بين مانع، ومجيز.. أما الرجل فإنها تُستر بشكل كامل، وكشفها يكون في الصلاة فقط.. لذا على المرأة أن لا تستهين بخصلة من شعرها، فالذي يتعدى حدود الدولة، ويخطو خطوة واحدة خلاف الخطوط المرسومة، فإنه يُرمى ويُقتل بعنوان المتسلل.. والمرأة التي تكشف عن قسم من صدرها، أو من شعرها، أو من يديها؛ تكون قد تعدت الحدود الإلهية وانتهكت الحكم.. وبذلك يكون الحُكم اُنتهك جزئياً في الحجاب غير الشرعي، أو اُنتهك كُلياً في مسألة السفور.. (لا تنظر إلى صغر الخطيئة، ولكن انظر إلى من عصيت)!..
    رابعا: مسألة المحادثة عبر الإنترنت:
    أولاً: إن المؤمن إذا أراد أن يُراسل، أو أن يكتب، أو أن يتكلم، لا بد أن يُعين الهدف من ذلك، فنحن عبيد لله عز وجل.. انظر إلى التكليف الشرعي، إذا كنت لست مأموراً، بل منهياً في هذا الأمر.. فلماذا الدخول في هذا المجال؟..
    ثانياً: إن طبيعة المرأة عندما تُعجب برجل عبر الأثير من خلال: شعره، ومن خلال كتاباته الأدبية، ومن خلال نصائحه.. فإن الخطوة الأولى أنها تحب أن ترى هذا الرجل الذي أُعجبت به، وهي لن تكتفي بهذا المقدار من المشاعر، التي قد تكتمها عن البشر، ولكن الله -عز وجل- مطلع على السرائر.. بعد ذلك وبالتدريج، يتم اللقاء وتقع فريسة لهذا المحتال.. وأغلب الزواجات التي تتم عبر هذه المحادثات، هي في معرض الانهدام.. لأن الرجل يبقى شاكاً في هذه الزوجة التي راسلته، ولعلها راسلت الكثيرين غيره، وبعد أن شبعت من هذا الرجل من الممكن أن تعيد الاتصالات القديمة التي لديها.. وعليه، فلنذكر أنفسنا بمسألة الفضيحة الإلهية، فرب العالمين يمهل ولا يهمل!.. كم قرأنا في أدعية أهل البيت (ع): (اللهم اغفر لي الذنوب التي تهتك العصم)!.. فرب العالمين رؤوف بعبده، لا يهتك عصمته، ويبقيه في غلاف بينه وبين الناس، ولكن عند التمادي بالمنكر، فإن رب العالمين يعرف كيف يهتك هذه العصمة (إلهي!.. قد سترت علي ذنوباً في الدنيا، وأنا أحوج إلى سترها علي منك في الأخرى..).. فسياسة الدفع أولى من سياسة الرفع، وسياسة الوقاية خير من سياسة العلاج.. ومن نوت بينها وبين ربها أن تكون مستقيمة في سلوكها، ينطبق عليها قوله تعالى: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ المُحْسِنِينَ}.
    - إن على الزوجة أن لا تصلح نفسها بنحو المقايضة والمبادلة.. أي تصلح نفسها كي يصلح الزوج نفسه، فإذا ما أصلح نفسه، ترجع إلى ما كانت عليه من العصبية والمواجهة وطلب الانفصال.. بل ليكن التغيير لوجه الله عز وجل؛ أي عليها أن تكون أمة لله، وليكن الرجل عاصياً ليس عبداً!.. فإذا كانت أمة، فإن رب العالمين سيحول الرجل في يوم من الأيام إلى خاتم في أصبعها.. وهذا هو المجرب وليس شعاراً، فالقرآن الكريم في آية صريحة، يعد بأن يجعل في قلوب الناس الود لهذا الإنسان {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُداًًّ}.. ولليائسات من حياتهن الزوجية نقول: بأن الله -عز وجل- {وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا}.. وفي الحديث الشريف: (أن قلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن)، فهو تعالى يحيي العظام وهي رميم.

  3. #3
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية أبحر بأفكآري ~

    الصوتيات والمرئيات
    تاريخ التسجيل
    02 2012
    العمر
    36
    المشاركات
    20,836

    رد: هو وهي (الجزء الأول + الجزء الثاني )

    خطبة الجمعة للشيخ عبد المحسن بن محمد القاسم - المسجد النبوي
    الأسرة أساس المجتمع، منها تفترق الأمم وتنتشر الشعوب. نواةُ بنائها الزوجان، يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مّن ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُواْ [الحجرات:13]. والأسرة هي المأوى الذي هيأه الله للبشر يستقر فيه ويسكن إليه. وفي الزواج معمار الكون وسكن النفس ومتاع الحياة، بقيامه تنتظم الحياة ويتحقق العفاف والإحصان، يجمع الله بالنكاح الأرحام المتباعدة والأنساب المتفرقة. وعد الله فيه بالغنى والسعة في الرزق ولا خُلف لوعد الله: إِن يَكُونُواْ فُقَرَاء يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ [النور:32].
    ما تتمناه الزوجة:
    وفي اختيار لبنة النكاح تتسع الآفاق، فيقرب البعيد ويُبَرّ القريب. وهموم الزوجين عديدة ومتشعبة، ولكن حسن العشرة وطيب المودة يبددها، وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً [النساء:19]. وفي الأسرة عتاب ومودة، سخط ورضا، والرجل يرفعه الأدب ويزكيه العقل، يضع من المودة أعلاها ومن المحبة أسماها، يعفو عن الخطأ ويتجاوز عن الزلل، والمرأة خلقت من ضلع أعوج، وبمداراتها والصبر على ما يكرهه منها تستقيم الأمور، يقول المصطفى : (استوصوا بالنساء خيرا، فإنهن خلقن من ضلع، وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه، فإن ذهبت تقيمه كسرته، وإن تركته لم يزل أعوج، فاستوصوا بالنساء خيراً) متفق عليه.
    ومن كرُم أصله لان قلبه، وزوجتك هي حاملة أولادك، وراعية أموالك، وحافظة أسرارك. اخفض الجناح معها، وأظهر البشاشة لها، فالابتسامة تحيي النفوس وتمحو ضغائن الصدور، والثناء على الزوجات في الملبس والمأكل والزينة جاذب لأفئدتهن، وقد أباح الإسلام الكذب مع الزوجة لزيادة المودة لها. والهدية بين الزوجين مفتاح للقلوب، تنبئ عن محبة وسرور، والتبسط معها ونبذ الغموض والكبرياء من سيما الحياة السعيدة، يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (ينبغي للرجل أن يكون في أهله كالصبي ـ أي في الأنس والسهولة ـ فإن كان في القوم كان رجلاً).
    المعصية في بيت الزوجية:
    وكن زوجاً مستقيماً في حياتك تكن هي بإذن الله أقوم، ولا تمدن عينيك إلى ما لا يحل لك، فالمعصية شؤم في بيت الزوجية، ومشاهدة الفضائيات يقبّح جمال الزوجة عند زوجها، وينقص قدر زوجها عندها، فتتباعد القلوب، وتنقص المحبة، وتضمحل المودة، ويبدأ الشقاق، ولا أسلم من الخلاص منها.
    الزوج الذكي :
    وكن لزوجتك كما تحب أن تكون هي لك في كل ميادين الحياة، فإنها تحب منك كما تحب منها، يقول ابن عباس رضي الله عنهما: (إني أحب أن أتزين للمرأة كما أحب أن تتزين لي). واستمع إلى نقد زوجتك بصدر رحب وبشاشة خلق، فقد كان نساء النبي يراجعنه في الرأي فلا يغضب منهن، ومن علو النفس أن لا يأخذ الزوج من مال زوجته شيئاً إلا برضاها، فمالها ملك لها، وأحسن إليها بالنفقة بالمعروف ولا تبخل عليها، وتذكر أن زوجتك تود الحديث معك في جميع شؤونها فأرعِ لها سمعك، فهذا من كمال الأدب، ولا تعُد إلى دارك كالح الوجه عابس المحيّا، فأولادك بحاجة إلى عطفك وقربك وحديثك، فألن لهم جانبك، وانشر بين يديهم أبوتك، ودعهم يفرحون بتوجيهك وحسن إنصاتك، فقد كان النبي إذا رأى ابنته فاطمة قال لها: (مرحباً بابنتي)، ثم يجلسها عن يمينه أو شماله. رواه مسلم.
    شهامة الزوج:
    والحنوُّ على أهل البيت شموخ في الرجولة، يقول البراء رضي الله عنه: دخلت مع أبي بكر رضي الله عنه على أهله فإذا ابنته عائشة مضجعة قد أصابتها حمى، فرأيت أباها أبا بكر يقبل خدها ويقول: كيف أنت يا بنية؟ رواه البخاري.
    والقيام بأعباء المنزل من شيم الأوفياء، قيل لعائشة رضي الله عنها: ماذا كان يعمل رسول الله في بيته؟ قالت: كان بشراً من البشر، في ثوبه ويحلب شاته ويخدم نفسه. رواه أحمد.
    والكرم بالنفقة على أهل بيتك أفضل البذل، ولا يطغى بقاؤك عند أصحابك على حقوق أولادك، فأهلك أحق بك، ولا تذكِّر زوجتك بعيوب بدرت منها، ولا تلمزها بتلك الزلات والمعايب، واخف مشاكل الزوجين عن الأبناء، ففي إظهارها تأثير على التربية واحترام الوالدين، والغضب أساس الشحناء، وما بينك وبين زوجتك أسمى أن تدنسه لحظه غضب عارمة. وآثر السكوت على سخط المقال، والعفو عن الزلات أقرب إلى العقل والتقوى، يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (النساء عورة، فاستروهن بالبيوت، ودَاووا ضعفهن بالسكوت).
    إن حق الزوجة على الزوج عظيم، أُسرت بالعقود وأوثِقت بالعهود. الزوجات يكرمهن الكريم، ويعلي شأنهن العظيم، تقول عائشة رضي الله عنها: كان النبي يكثر ذكر خديجة رضي الله عنها، وربما ذبح الشاة ثم يقطعها أعضاءً، ثم يبعثها في صدائق خديجة، فربما قلت له: كأنه لم يكن في الدنيا امرأة إلا خديجة!! (رواه البخاري).
    الزوجة الحاذقة :
    والزوجة الحاذقة تجعل قلبها لزوجها سكناً، وتجعل في نفسها له طمأنينة، وفي حديثها معه ابتهاجاً وزينة، تصحبه بالقناعة وطيب المعاشرة بحسن السمع والطاعة في غير معصية، تعترف بجميل الزوج وفضله، وتقوم بحقوقه، تؤمن بعلوِّ منزلته وعظيم مكانته، يقول عليه الصلاة والســلام (لو كنت آمراً أحداً أن يسجد لأحد لأمرت الزوجة أن تسجد لزوجها) ، يقول شيخ الإسلام رحمه الله: "وليس على المرأة بعد حق الله ورسوله أوجب من حق الزوج" (مجموع الفتاوى ).
    المرأة الصالحة إن رأت زوجها جنح ذكرته بالله، وإن رأته يكدح للفانية ذكرته بالآخرة الباقية، تعينه على نوائب الدهر، لا تفشي له سراً، ولا تعصي له أمراً في غير معصية الله، تعين زوجها على بر والديه، فمن تحت يديهما نشأ، وعلى أنظارهما ترعرع، تطلب رضا ربها برضا زوجها، لا تتتبّع هفواته، ولا تظهر زلاته، حافظة له في الغيب والشهادة، إن حضر أكرمته، وإن غاب صانته، لا تثقل على زوجها في النفقة، همُّها طاعة ربها برضا زوجها، وتنشئة أولادها على الصلاح والاستقامة، لا ترفع عليه صوتاً، ولا تخالف له رأيا.
    جزاء الزوجة المؤدبة:
    بشَّر النبي خديجة رضي الله عنها ببيت في الجنة من قصب اللؤلؤ لا صخب فيه ولا نصب قال ابن كثير: "لا صخب فيه ولا نصب لأنها لم ترفع صوتها على النبي ، ولم تتعبه يوماً من الدهر، فلم تسخط عليه يوماً، ولا آذته أبداً". وقد أوصت حكيمة من العرب ابنتها عند زواجها بقولها: "يا بنية، إنك لن تصلي إلى ما تحبين منه حتى تؤثري رضاه على رضاك، وهواه على هواك، فيما أحببت وكرهت".
    أمنية الأزواج :
    والعفة محور الحياة الكريمة، وزينة الزوجة قرارُها في دارها، تقول عائشة رضي الله عنها: (إن خيراً للمرأة أن لا ترى الرجال ولا يروها).
    ذات الدين مطيعة لربها ثم لزوجها، لا تتعالى عليه، ولا تتمرد على قوامته، ولا تسعى إلى منازعته، تراها ساعية في راحة زوجها، قائمة على خدمته، راغبة في رضاه، حافظة لنفسها، يدها في يد زوجها، لا تنام إذا غضب عليها زوجها حتى يرضى، كل ذلك ليقينها بأن فوزها بالجنة معلق بطاعة زوجها مع قيامها بما فرض الله عليها.
    ليلة الزفاف :
    النعمة لا تذكر بالخطيئة، وليلة زفاف الزوجة إلى زوجها من آلاء الله العظيمة، والابتهاج بها لا يكون بنزع الحياء فيها، فيحرم على النساء الملبس المتعري ليلة النكاح ولو بين النساء، لما فيه من الفتنة ومجانبة الستر والعفة، والمرأة مستضعفة، إن لم تؤخذ بيد وليها جنحت مع نفسها لهواها، والغناء والمعازف في ليالي الأفراح وغيرها محرمة، وفي الضرب بالدف ليلة النكاح للنساء سنة شرعها الإسلام، وفيه غنية عن الحرام من المعازف والغناء. والتصوير من كبائر الذنوب، متوعدٌ صاحبه باللعنة وولوج النار، يقول عليه الصلاة والنقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي (كل مصور في النار)، وقد تسري صور النساء إلى غير المحارم من الرجال، فتنهار بذلك البيوت، وقد أفتى أهل العلم بحرمة إجابة دعوة فيها منكر لا قدرة على تغييره. وإن التبذير والمخيلة في الاحتفالات أثرة على الزوج وركضة من الشيطان، ولو جمع ما بُذخ من المال للزوج لبناء مسكن له أو قضاء دينه لكان خيراً.
    أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: وَهُوَ الَّذِى خَلَقَ مِنَ الْمَاء بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيراً [الفرقان:54].
    بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني الله وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول ما تسمعون، وأستغفر الله لي ولكم ولجميع المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
    المرأة المكلومة :
    في النساء فئة أخرس الحياءُ لسانها عن الشكوى، صرخاتها مكتومة في أعماق جروح قلبها، تعيش صراعاً نفسياً في مجتمعها، تبيت مع القلق والحزن، يؤرقها الهم والفكر، أيامها غالية، وشهورها أغلى، كل يوم تغرب فيه الشمس تتبدّد أحلامها بحياة سعيدة، وتتألم خوفاً من دخول بوابة العنوسة، لم تنعم بالأمومة والزوجية، بددت حياتها بشروط وهمية في اختيار زوجها، وأخرى آثرت التعليم على بناء الأسرة، ففُجئت بإعراض الأزواج عنها لتقدم سنها، وما قيمة الشهادة مع الحرمان من الزوج والأبناء، وفي الآباء من ظلم بنته وأذاقها ألماً وحسرة بتأخير زواجها، جشعاً في وظيفتها ومالها، ومنهم من ظلمها بتزويجها ابن عمها قصراً جرياً وراء التقاليد والأعراف المخالفة للشرع.
    أماني الشباب والفتيات :
    والزواج المبكر إغلاق لتلك البوابة الحزينة، وقد تزوج النبي عائشة رضي الله عنها وهي تلعب في أرجوحة لها، وهي بنت تسع سنين، وصغر سنها لم يحجزها عن الزواج بأعظم الرجال، وتحمل مهام بيت النبوة وواجباته وحقوقه، بل كانت تلك الصغيرة هي أحب نسائه إليه عليه الصلاة والسلام.
    فلنتخذ من شريعتنا واقعاً لنا، ليسعد الفتيان والفتيات بزواجهم في سن مبكرة، وتيسير أموره لينهض المجتمع ويسلم من الانحراف، ومع بزوغ الفتن وتجددها يكون الأمر ألزم والحكم آكد.
    ثم اعلموا أن الله أمركم بالصلاة والسلام على نبيه، فقال في محكم التنزيل: إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِىّ يا أَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلّمُواْ تَسْلِيماً [الأحزاب:56].
    وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

  4. #4
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية أبن أبيه
    تاريخ التسجيل
    06 2009
    الدولة
    هنااااااااااااااااااااااااااااك
    المشاركات
    1,003

    رد: هو وهي (الجزء الأول + الجزء الثاني )

    ابحرنا معك ومع نقلك الرااائع اختنا الكريمة ,,,, الله يسعدك

    يزدان الموضوع لو كان هناك حوار متداول بينكما ,,,,

  5. #5
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية أبن أبيه
    تاريخ التسجيل
    06 2009
    الدولة
    هنااااااااااااااااااااااااااااك
    المشاركات
    1,003

    رد: هو وهي (الجزء الأول + الجزء الثاني )

    حي الراحة ,,,,

    ابحر بافكاري ,,,


    يعطيكم العافية وشاكر مشاركتكما ,,,,


    الاسبوع القادم نبغى جبلين اشمين ولانرضى بغير ذلك ...


    فمن ترشحووووووون ....

  6. #6
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية مدير الهيئة
    تاريخ التسجيل
    04 2011
    المشاركات
    49

    رد: هو وهي (الجزء الأول + الجزء الثاني )

    ملكة حرفي وابن ابيه

  7. #7
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية مدير الهيئة
    تاريخ التسجيل
    04 2011
    المشاركات
    49

    رد: هو وهي (الجزء الأول + الجزء الثاني )

    او حياة ودكتور حب او ابو راما ودلال

  8. #8
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية نسايم ليل

    المنتديات الإسلامية
    تاريخ التسجيل
    10 2010
    المشاركات
    15,462

    رد: هو وهي (الجزء الأول + الجزء الثاني )

    أرشح Fifi Maria والأستاذ بن ثابت
    أحب الصالحين ولست منهم ....لعلي أن أنال بهم شفاعة
    وأكره من تجارته المعاصي ...ولو كنا سواء في البضاعة







  9. #9
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية Anfas
    تاريخ التسجيل
    02 2011
    المشاركات
    3,658

    رد: هو وهي (الجزء الأول + الجزء الثاني )

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نسايم ليل مشاهدة المشاركة
    أرشح Fifi Maria والأستاذ بن ثابت





    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    أحسنتِ نسائم وإن اعتذرت (هي) فــ هي إذن شذا الورد

    غبتُ عن متابعة موضوع حيوي رائع كمثله موضوع
    واليوم قدمت له اعتذارًا لائقًا فعدت الى 12 صفحة للوراء لقراءتها بتأنينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ولا يزال الاعتذار مستمرًا...
    والصدق أني مضيت وبي عطش شديد فما وصلت الى هناااا إلا وقد ارويت تمامًا من فيض تلك الأقلام فلا عدمتكما { هو وهي} ولا بكتكما عيني.

    شكرًا لهذا الجنون هنا أحبتي
    موضوع ..
    شدّ الرحال إليه كثير نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعيوشدّ الرحال منه كثيرنقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    وحق للاثنين معًا شد الرحالنقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    الله يلوم اللي يلومكم


    ابن أبيه شكرًا تليق بمثلك أخي الفاضل.

  10. #10
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية أبن أبيه
    تاريخ التسجيل
    06 2009
    الدولة
    هنااااااااااااااااااااااااااااك
    المشاركات
    1,003

    رد: هو وهي (الجزء الأول + الجزء الثاني )

    كم يسعدنا هذا التواجد وهذه الإطروحات من الجميع

    الشكر لكم ,,,


    انفاس ,,,,,,فاح العود وتضوع وازداد أَلَقاً وتأنقا ...

    شكرا اُخيتي ,,,,هذا الاطراء .....

صفحة 19 من 19 الأولىالأولى ... 9171819

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •