تتزلّف الاعتيادية إلى معاقل الغضب والنخوة حتى تفتر الحمم
وتختلط المشاعر الأخلاقية بزمهرير الشتاء وتتحنط آخر أوداج الحنق والغيرة
هكذا نحن , مع كرات المصائب الهاوية علينا من قمم الدناءات والخراب
لا نكاد نثور حتى نخور
وكأننا شعب ذا أخلاق بلاستيكية حُق لأي صفيق أن يمزقها ويعبر من خلالها إلى الرغبات المحزّنة
في اللاوعي , بعد أن دسّها المرء خوفاً من سخط المجتمع
يقول فرويد الأب الروحي لعلم النفس , مؤسس المدرسة التحليلية بذاك القول الذي لا أراهـ إلا ينطبق تماماً
على نفسياتنا المتقولبة في الحرب بين الرغبة والمبدأ!
أن للطفل رغبات ونزعات لم يرضى عنها المجتمع وأجبره قسراً إلى معاقبة تلك الرغبات بشدة
حتى تحولت من الوعي إلى اللاوعي , فأصبحت تخرج بين الفينة والأخرى في سن النضوج
على أساس زلات لسان وأحلام وتعبيرات مرضية
وأزيد على ما قاله فرويد ( والتصرفات السلوكية التي بدأت تعيد مخزون اللا شعور إلى رحم الشعور الواعي )
هو ما نعاني منه بالفعل في دواخلنا
وبهكذا نكون أول من جمع ( تصرفاً ) بين أتباع المدارس السلوكية والمدارس التحليلية التي كانت للحقب الماضية متضاربتان في كل شيء
هل لكم تحليل للشتاء المقيم في مبادئنا غير هذا التحليل ؟!
فنحن إما خطّافات أو مراهم
إما موج يقتل
أو أسيل يميت القلب والنخوة
لا تجتمع فينا الشدة مع اللين ابداً
تالله إن العصبة تكاد تنفك , والأسوار تهجر المعاصم , وعقودنا مع الله قد نقضناها
دون أدنى تأنيب للضمائر
سحقاً لتلك الأم التي تلقم صغارها العفن والدمار بيدها
سحقاً لذلك الأب الذي لا يعلم من شأن التربية إلا كساء وغذاء ونظرة تعاسة
موضوع يضرب في عمق السكون الحائل بيننا وبين الحراك !!
شكراً أخي أبو إسماعيل