21-السخاء:
فالسخاءُ محبةٌ ومحمدة،
كما أنَّ البخلَ مذمة ومبغضة،
فالسخاء
يجلبُ المودة،
وينفي العداوة،
ويكسب الذِّكر الجميل،
ويخفي العيوبَ والمساوئ.
22-نسيان المعروف والإحسان إلى النَّاس:
وهذه مرتبةٌ عالية، ومنزلة رفيعة،
وهيأن تنسى ما يصدر منك من إحسان، حتى كأنه لم يصدر،
فمن أراد أن يرتقي في المكارمِ، فلينس ما قدَّم من إحسانٍ ومعروف؛
حتى يسلم من المنَّةِ والترفع على النَّاس،
ولأجل أن يتأهلَ لنيلِ مكارمَ أخرى أرفع وأرفع.
23-الرضا بالقليل من النَّاس، وترك مطالبتهم بالمثل:
وذلك بأن يأخذَ منهم ماسهل عليهم،
وطوعت له به أنفسهم سماحة واختيارًا،
وألا يحملهم على العَنَتِ والمشقَّة،
قال - تعالى -: ﴿ خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ ﴾
[الأعراف : 199]،
قال عبدالله بن الزبير -ا - في هذه الآية:
"أمر اللهُ نبيَّه أن يأخذَ العفو من أخلاقِ النَّاس".
24-احتساب الأجرعند الله - عز وجل -:
فهذا الأمرُ من أعظمِ ما يعين على اكتسابِ الأخلاق الفاضلة،
فهو مما يعينُ على الصبر، والمجاهدة، وتحمل أذى النَّاس،
فإذا أيقن المسلمُ أنَّ الله - عزوجل -سيجزيه على حسنِ خلقه ومجاهدته لنفسِه،
فإنه
سيحرصُ على اكتساب محاسن الأخلاق،
وسيهون عليه ما يلقاه في ذلك السبيل.
25-تجنب الغضب:
لأنَّ الغضبَ جمرة تتقدُ في القلب،
وتدعو إلى السطوةِ والانتقام والتشفي،
فإذا ما ضبط الإنسانُ نفسَه عند الغضب،
وكبح جماحَها عنداشتدادِ ثورته،
فإنه يحفظُ على نفسِه عزتها وكرامتها،
وينأى بها عن ذلِّ الاعتذار،
ومغبةِ الندم، ومذمة الانتقام؛
فعن أبي هريرةَ -- قال:
جاء رجلٌ فقال:
يا رسول الله،أوصني،
فقال- صلَّى الله عليه وسلَّم -:
((لا تغضب))،
ثم ردَّدَ مرارًا، قال:
((لا تغضب)).
قال الماوردي:
"فينبغي لذي اللب السوي، والحزم القوي:
أن يتلقى قوةَ الغضبِ بحلمه فيصدها، ويقابل دواعي شرته بحزمه فيردها؛
ليحظى بأجل الخيرة، ويسعد بحميد العاقبة".
26-تجنب الجدال:
لأن الجدالَ يذكي العداوة،
ويورث الشِّقاقَ،
ويقود إلى الكذب،
ويدعو إلى التشفي من الآخرين،
فإذا تجنبه المرءُ
سلم من اللجاج،
وحافظ على صفاءِ قلبه،
وأمن من كشفِ عيوبه،
وإطلاق لسانِه في بذيء الألفاظ، وساقط القول،
ثم إن اضطر إلى الجدالِ فليكن جدالاً هادئًا يراد به الوصول إلى الحق،
وليكن بالتي هي أحسن وأرفق،
قال - تعالى -: ﴿ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ﴾
[النحل : 125].
27-التواصي بحسن الخلق:
وذلك ببث فضائلِ حسن الخلق،
وبالتحذير من مساوئ الأخلاق،
وبنصح المبتلَيْنَ بسوءالخلق، وبتشجيع حَسَنِي الأخلاق،
فحسنُ الخلق من الحق، والله - تبارك وتعالى
- يقول: ﴿ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ﴾
[العصر : 3].
28-قبول النصح الهادف، والنقد البنَّاء:
فهذا مما يعينُ على اكتسابِ الأخلاق الفاضلة،
ومما يبعث على التخلي عن الأخلاقِ الساقطة،
فعلى من نُصح أن
يتقبلَ النصح،وأن يأخذَ به؛
حتى يكمل سؤدده، وتتم مروءته، ويتناهى فضله.
29-قيام المرء بما يُسند إليه من عملٍ على أتمِّ وجه:
حتى يسلم بذلك من التوبيخ والتقريع،
ومن ذلِّ الاعتذار،
ومن تكدرِ النفس، واعتلالِ الأخلاق.
30-التسليم بالخطأ إذا وقع، والحذر من تسويغه:
فذلك آيةُ حسنِ الخلق،
وعنوان علو الهمة،
ثم إنَّ فيه سلامة من الكذب، ومن الشقاق؛
فالتسليمُ بالخطأ فضيلةٌ ترفع قدرَ صاحبِها.