مقابر التعليم
حفظ الله خادم الحرمين الشريفين والصالح من بطانته ووزير تعليمه الذين يسعون جاهدين للرقي بمستوى التعليم بالمملكة
ودعم الحركة التعليمية ماديا ومعنويا،وتخصيص مبالغ ضخمة لبناء الصروح التعليمية الحديثة التي تليق بدولة كالمملكة العربية السعودية و فكر ابنائها وإمكانيات معلميها ، ولكن وللأسف الشديد ورغم الامكانيات المادية والمصروفات التي تتكبدها الحكومة إلا ان اغلب مدارسنا كمثابة قبور لوئد ابنائنا جسديا ونفسيا وعقليا ، وأصبحت لحومهم تتراقص بين ايادي الانقاض الركامية والصخرية ، وتبقى الارواح الشريرة تراقب الموقف ،استعدادا لزف نعوش اخرى.
لاشك بأن ملف المباني المدرسية في المملكة العربية السعودية لهو ملف شائك وهام تتبلور فيه حياة امة ونهوض شعب،
ففي كل يوم تزف لنا الصحف المحلية عن اخبار وقوع انقاض مبان مدرسية في مختلف محافظات المملكة التي تتزايد فيها الخسائر الجسدية قبل المادية ، وما تزال تلك الارواح الشريرة تراقب الموقف
تلك المباني الدراسية العتيقة والتي لا تصلح حتى لتربية الاغنام والمواشي فكيف بأبناء دولة اسلامية كرّم فيها دينهم الانسان بكافة تفاصيله،سحقا لتلك الارواح الشريرة التي هدرت دماء احرار قد تعهد الله معاقبة العابثين بها،ولا تزال تلك الارواح الشريرة تراقب الموقف استعدادا لاستئجار حظائر اخرى
عرضت احد القنوات الفضائية لدولة مجاورة زيارة اميرها لمدارس منطقته التي تشبه في تفاصيلها فنادق الخمس نجوم
والتي تشرح الصدر وتثلج الجسد وتحيي المباسم ،وتزيد من رغبة المتعلمين في التعلم لتصبح المدرسة مرتعا جميلا ومنتجعا لقضاء يوم دراسي ،يجعل من التعليم متعة لا غصة، علاوة على توقيع معالية عقودا مع شركات تغذية عالمية لتخصيص وجبة افطار خمس نجوم لكل طالب ، فبمثل تلك الصروح التعليمية ينشئ ابناء مهيئين لقيادة امة وبناء وطن تعانق هاماته السحب.
فالمستنقعات لا تزرع سوى الميكروبات ولا تحصد سوى الاوبئة على عكس الاراضي الخصبة التي تستطيع ان تزرع فيها كل نبات طيب ينمو ويكبر فيطرح ثماره خيرا وبركة تسد حاجة الجميع وتبقى اشجارها تفيئ ضلالا على زارعيها،
من حق كل وزير ان يفخر بمنجزات وزارته ويتباهى بما قدمه خلال فترة وزارته ، ولكن كيف سيتحقق له ذلك طالما تملئ تلك الارواح الشرير اركان الوزارات. والتي تملك اياد خفيه قذرة ذات بطون نتنة تلتهم كل منجز، فتجعل من المحا ضن التعليمية قبورا تحمل جثث صغارنا،
لماذا اذا تقف تلك الارواح الشريرة عائقا بين حياة شعب وسمو وطن،والى متى سنسمح لها بالعبث بأرواح اطفالنا ونعيم حياتهم وتطور فكرهم وإجهاض قدراتهم،
نحن في وطن يملك ابناء استطاعوا الوصول الى العالمية علما وفكرا وعملا وحققوا انجازات يشير اليها العالم بالبنان ،ذلك في ضل تواجدهم في حظائر التعليم الادمية ، فكيف بهم اذا نشأ في ارض خصبة ومهيأة ترضي طموحة النفسي والعقلي ، والفكري والجسدي رغم انف تلك الارواح الشريرة،التي مازالت تراقب الموقف
ما لذي ينقصنا كالدولة في امكانيات المملكة العربية السعودية من ان يتعلم ابنائها في مدارس الخمس نجوم ،في ضل توافر كل الامكانيات والدعم الملكي اللا محدود ،
فعندما تصرح تلك الارواح الشريرة عن بنا مدارس نموذجية بمرافقها الترفيهية بمخططات حديثة نتفا جئ فيما بعد بأنها حظائر نموذجية كلاسيكية عقيمة
كيف سنبني وطن ان لم نبني محا ضن تعليمية حديثة تجعل من ذلك الحاضن ملهى مشوق لفكر مبدع ومنتج يستطيع تفريخ شباب يحمل على سواعده وطن يحيى فيه لا سجنا وقبرا يقتل قدراته ، فلم ولن يحدث ذلك ولن يطوى هذا الملف حتى يتم التخلص من تلك الارواح الشريرة ذات الايادي القذرة والبطون النتنة والتي تخطط لحفر قبور اخرى.