لونك المفضل

المنتديات الثقافية - Powered by vBulletin
 

صفحة 2 من 4 الأولىالأولى 1234 الأخيرةالأخيرة
النتائج 21 إلى 40 من 76

الموضوع: في ضيافة الـجــن..!!

  1. #21
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية اجـــتـــيـــاح
    نبـ صامطة ـض
    نبض لمع في سماء الإشراف
    تاريخ التسجيل
    01 2008
    الدولة
    أفـيـاء كـوب..
    المشاركات
    8,587

    رد: في ضيافة الـجــن..!!

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عجاج ابوالليل مشاهدة المشاركة
    يالها من أحداث مشوقة

    ستسحب البساط بإجتياحك هذا من أفضل كتاب الدرامانقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    لا تقفل الستارة فنحن خلفها::sa03::
    مرحبًا عجاج
    عذرًا على التأخير

    من هُنا ستكون الأحداث أكثر تشويق وإثارة
    فلا تذهب بعيدًا

  2. #22
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية اجـــتـــيـــاح
    نبـ صامطة ـض
    نبض لمع في سماء الإشراف
    تاريخ التسجيل
    01 2008
    الدولة
    أفـيـاء كـوب..
    المشاركات
    8,587

    رد: في ضيافة الـجــن..!!


    الجزء الخامس

    أنطلق خالد معهم و خلفه باقي أفراد قبيلة الجن...
    شعر بهم يحتفون به وستقبلونه استقبال الأبطال...
    حين يلتفت حوله يراهم يزدادون عدداً...
    الذينيستطيعون التشكل بأشكال قريبة من أشكال البشر هم القريبون منه أما اللذين تنقصهمالخبرة و المهارة فهم في الصفوف الخلفية...
    و يستطيع أيضاً أن يرى بعض الأشكالالمرعبة و الأعين المتوهجة لكنه و بعد طمأنة ملك القبيلة له وجد نفسه أكثرثقةً...

    ساروا جميعاً و هو ممسك بيد الطفلة حتى إذا وصلوا إلى جبل عظيمالتفوا حوله ليراه خالد من الجهة الأخرى قصراً منيفاً...
    رحبوا بخالد كثيراً وأجلسوه في صدر المجلس عن يسار ملك القبيلة, جوار خالد جلست الطفلة و كان على يسارالشيخ شقيقه "هيدبا" و يليه "طارخ"...
    مجلسٌ كبير امتلأ بالجن المتشكلين علىهيئات بشر
    أما المجلس المقابل فقد جلس فيه أنصاف البشر

    دارت أقداح القهوةعلى الحضور, تذوقها خالد ليجدها من ألذ ما ذاقه يوماً...
    دار الحديث بين خالد وملك الجن و "هيدبا" .. أحياناً يتدخل الفتى "طارخ" فبدا ذا عقلٍ راجح يسبق سنهبكثير عكس ما توقع خالد...

    قال الشيخ: يا خالد سأخبرك الآن سبب استضافتنا لكو استقبالك في عالمنا...
    نحن يا خالد من قبائل الجن المسلمة و هناك حرب دائرةبيننا و بين قبيلة أخرى من الجن و هذه القبيلة لا تدين بالإسلام, فهم من عبدة النارو قد جعلنا بيننا و بينهم منطقة عازلة و حدوداً يراقبها مجموعة من خيرة شبابالقبيلة و في مقدمتهم قائدهم "طارخ"...
    في بعض الأحيان تغير علينا تلك القبيلةفيتصدى لها "طارخ" و الذين معه حتى يلتحق بهم باقي أفراد القبيلة...
    و بين حدودقبيلتنا و حدود القبيلة الأخرى هناك منطقة عازلة نستطيع بلوغها لكن بحذر فهم لايؤمن جانبهم...

    في تلك الليلة ابتعدت ابنتي"زيزفزنة" كثيراً عن حدودقبيلتنا...
    و المشكلة أن عيناً من تلك القبيلة رصدت تحركاتها فأوصلت الخبر إلىملك تلك القبيلة لينطلق في إثرها و معه الكثير من أتباعه ناوٍ اختطافها...
    و منفضل الله استشعرت "زيزفونة" الخطر و حاولت العودة قبل أن يظفروا بها...

    طارت "زيزفونة" في محاولة منها الوصول إلى حدود القبيلة حيث يستطيع "طارخ" حمايتها

    نظر خالد إلى الطفلة" زيزفونة" قبل أن ينقل بصره إلى الشيخ و هويسأل بدهشة: و هل تطير "زيزفونة"؟
    أجاب الشيخ بابتسامة: نعم يا خالد, منا نحنمعشر الجن من يطير و منا من يمشي و هناك أيضاً من يعيش في الماء كالسمك...
    نظرخالد إلى طارخ و هو يسأل: و هل تطير أنت يا "طارخ"؟
    أجاب "طارخ": نعم يا خالدفأنا أيضاً من عائلة الملوك و طبعاً أفضل الجن هو الجن الطائر...

    أعتدل خالدفي جلسته و نظر إلى "زيزفونة" المبتسمة و هو يمسح على شعرها لتغمض عينيها في سكونآسر...
    عاد الشيخ يتابع كلامه: حين طارت" زيزفونة" في محاولة منها النجاةأجبرتها أضواء سيارتك على أن تتشكل بسرعة إلى أي صورة فلم تجد إلا أن تتشكل بصورةطفلة حتى لا تُرعِبك...

    و قد أدركوها على مشارف سيارتك حتى قبل أن نعلم بمايجري...
    حين أوقفت سيارتك و حملت زيزفونة صار من الصعب عليهم الاقتراب أتدريلماذا؟
    أجاب خالد باستغراب: لماذا؟
    قال الشيخ: لأنك و قبل بداية رحلتك قرأتدعاء السفر فجعل الله لك حافظاً من عنده يمنعهم عنك...

    استرسل الشيخ فيكلامه قائلاً: وصلنا الخبر من طارخ بأن زيزفونة في يد إنسي مما جعلنا نغتم كثيراًفانطلق أهل القبيلة في إثرك لأننا خفنا أن يكون ساحراً من الأنس قد تمكنمنها...
    أول من وصل إليك كان"طارخ" ناوياً الهجوم و القضاء عليك لكنك كنت في حفظالله فوقف طارخ حائراً...
    قرر أن يخلصها رغم أمكانية احتراقه للأبد و لأنك فيحفظ الله ,فلن يستطيع أن يلمس منك شعرة , غير إن زيزفونة شرحت له الموقف بلغة لاتعيها أنت و أخبرته بأن الموت قادم و أبن ملك القبيلة الأخرى فيإثرها...

    أخذ"طارخ" "زيزفونة" منك و قد أدركهم فرسان القبيلة الأخرى في نفسالمكان الذي كنتَ تقف فيه...
    كانوا ينتظرون ابتعادك فقط فلن يستطيعوا العبورمادمت واقفاً...
    وحين اختفى "طارخ و زيزفونة" في الظلام شرعا أجنحتهما و طارامبتعدين...
    في هذه الأثناء كنت أنت ساكن تفكر مما منحهما الوقت الكافي للابتعادعن الخطر, فتقابل طارخ مع باقي أفراد القبيلة و قد تجمعوا فأرسل "زيزفونة" مع أحدهمو عاد مع باقي الفرسان لصد الهجوم فوجدوك و قد أسندت رأسك بمقود سيارتكساكنا...

    قال خالد: نعم فقد كنت أفكر في "زيزفونة" و جمالها الطفولي ورائحتها العبقة, لأنني حين قبلتها.......
    قاطعه الشيخ هازاً رأسه و هو يقول: نعم.. بلغنا يا خالد أنك كنت تقبل زيزفونة في سيارتك...
    أجاب خالد باسماً: لابد انه "طارخ" أنت من أخبرهم يا طارخ أليس كذلك؟
    أجاب "طارخ" بغلظة: نعم أنا منأخبرهم , هل هناك ما يمنع؟
    لم يجب خالد بل اكتفى بالنظر إلى "زيزفونة" و هو يسألباسماً: تطيرين أيضاً؟ و ماذا بعد؟
    لم تجبه" زيزفونة" بل ابتسمت و هي تشيحبوجهها عنه بهدوء و خجل؟؟؟

    قال خالد و هو موجهاً كلامه إلى الشيخ: و ماذاحدث بعد ذلك أيها الملك؟
    قالت "زيزفونة" و هي تلكز خالد : أيها الملك؟ ثمضحكت...
    رد عليها خالد قائلاً: حسبتك لا تحبين الكلام...
    ضحك الملك و هويقول: اللحظات التي كنت مسنداً فيها رأسك بمقود السيارة كانت كانت كافية لفرساننابأن يشكلوا صفوفهم و يقدروا عدد العدو و تشكيلاتهم و لم يكن سيتسنى لنا تجاوزك ومعرفة وضعهم لولا أن كنا من المسلمين خاصةً أننا لم نكن ننوي أذيتك فدعاء السفرالذي قرأته قبل أن تبدأ رحلتك لم يحمك بفضل الله من السوء فقط بل كان سلاح معنا وكأنك في صفوفنا...

    صمت الشيخ قليلاً قبل أن يقول: هل تذكر يا خالد تلكالحجارة التي انهمرت على سيارتك؟
    اتسعت عينا خالد و هو ينتظر الإجابة فقد كانيظنها من أبناء البدو...

    تابع الشيخ كلامه قائلاً: لقد لاحظ أحد فرساننا أنفي سيارتك الكثير من أشرطة الغناء و المعازف فخشينا أن تدير آلة التسجيل فينطلقمنها صوت الموسيقى و كما تعلم فإن المعازف من المحرمات...
    و لو حدث ذلك لكانتفرصة للقبيلة الأخرى بأن تؤذيك
    فكيف ترجو الحفظ من الله و أنت تصدح بالأغاني وفي قلب الظلام؟
    وهذا يا خالد ما جعل فرساننا يرمون على سيارتك بعض الحجارة علكتنطلق مبتعداً في حفظ الله و هذا ما حدث بالفعل...
    و بمجرد ابتعادك اندلعت حربطاحنة كانت الغلبة فيها لنا و كان الفضل لله ثم لك بقراءة دعاء السفر و بذلك تكونقد ساعدتنا مرتين
    مرة بإنقاذك "زيزفونة" و مرة بمنحنا فرصة معرفة تشكيلة العدو ومعرفة عدته و عتاده...

    قال خالد مبتسماً: حماها الله من كل شر
    نظر إليهافرآها تبتسم , انحنى خالد و طبع قبلة حانية على خد الطفلة ليطلق "طارخ" زمجرة خفيفةجعلت خالد ينظر إليه بتعجب و يرجع ليطبع قبلة ثانيه على خذ الطفلة الآخر قبل أنيستطرد موجهاً سؤاله إلى الشيخ: لكن ما قصة المجنون المربوط إلى الشجرة و العنزالمسلسلة إلى قدمه؟

    رفع خالد رأسه ليلاحظ نظرات قاسية موجهه إليه من كل منفي المجلس و لاحظ أن "طارخ" يغلي غضباً لكنه أطمأن حين سمع ضحكة الشيخ و هو يقول: ذلك الذي رأيته ليس مجنوناً يا خالد, لو عرفت من هو لتعجبت
    ياتُرى من هو ذلك
    ولما هو هكذا
    أسئلة كثيرة
    واستنتاجات أكثر
    والإثارة لم تبدأ بعد
    سنعرف كل التفاصيل قريبًا
    ...

  3. #23
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية عبدالله ريشاني
    تاريخ التسجيل
    10 2005
    المشاركات
    23

    رد: في ضيافة الـجــن..!!


    بانتظارك أيها الرائع لاتطول علينا الإنتظار
    التعديل الأخير تم بواسطة عبدالله ريشاني ; 23 -02- 2009 الساعة 08:00 PM

  4. #24
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية صفحة رقم 6
    نبـ صامطة ـض
    نبض لمع في سماء الإشراف
    تاريخ التسجيل
    03 2008
    المشاركات
    5,774

    رد: في ضيافة الـجــن..!!

    بصراحة لأول مرة اتابع قصة بهذا الشكل
    واجمع بعض افراد العائلة حولي لأقصها لهم
    واصبحوا متعلقين اكثر مني لمعرفة الأحداث
    وكل ليلة ننتظر جزء جديد واحداث جديدة
    /
    |
    /
    \
    /




    وأصبحت حكواتي العائلة على يدك أخ اجتياح


    نحن في الإنتظار بكل شوقنقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  5. #25
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية اجـــتـــيـــاح
    نبـ صامطة ـض
    نبض لمع في سماء الإشراف
    تاريخ التسجيل
    01 2008
    الدولة
    أفـيـاء كـوب..
    المشاركات
    8,587

    رد: في ضيافة الـجــن..!!

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالله ريشاني مشاهدة المشاركة

    بانتظارك أيها الرائع لاتطول علينا الإنتظار
    أهلاً عبدالله

    حتمًا لن أُطيل
    متابعة شيَِقة نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  6. #26
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية اجـــتـــيـــاح
    نبـ صامطة ـض
    نبض لمع في سماء الإشراف
    تاريخ التسجيل
    01 2008
    الدولة
    أفـيـاء كـوب..
    المشاركات
    8,587

    رد: في ضيافة الـجــن..!!

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صفحة رقم 6 مشاهدة المشاركة
    بصراحة لأول مرة اتابع قصة بهذا الشكل
    واجمع بعض افراد العائلة حولي لأقصها لهم
    واصبحوا متعلقين اكثر مني لمعرفة الأحداث
    وكل ليلة ننتظر جزء جديد واحداث جديدة
    /
    |
    /
    وأصبحت حكواتي العائلة على يدك أخ اجتياح
    نحن في الإنتظار بكل شوقنقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    مرحبًا صفحة رقم 6

    رائع أن تتفاعلي مع القصة بهذه الطريقة
    اضفاء نوع آخر من المتعة
    و جعل كل من حولك يعيش معك نفس الحماس والإثارة

    متابعة شيِقة
    التعديل الأخير تم بواسطة اجـــتـــيـــاح ; 24 -02- 2009 الساعة 03:29 AM

  7. #27
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية اجـــتـــيـــاح
    نبـ صامطة ـض
    نبض لمع في سماء الإشراف
    تاريخ التسجيل
    01 2008
    الدولة
    أفـيـاء كـوب..
    المشاركات
    8,587

    رد: في ضيافة الـجــن..!!

    الجزء السادس





    رفع خالد رأسه ليلاحظ نظرات قاسية موجهه إليه من كل من في المجلس و لاحظ أن "طارخ" يغلي غضباً لكنه أطمأن حين سمع ضحكة الشيخ و هو يقول: ذلك الذي رأيته ليس مجنوناً يا خالد, لو عرفت من هو لتعجبت!!!
    انه أبن ملك القبيلة الأخرى أسرناه بعد المعركة و قد حاول الهجوم عليك لأنك السبب فيما هو فيه...
    قال خالد: لكن شكله كالبشر و لو ظهر لي بشكله الحقيقي ربما مت رعباً...
    ابتسم الشيخ و هو يجيب: ليس ذلك باختياره إلا لفعلها لكنه مجبر على ذلك فهو أسيرنا, و ما رأيته سلسلة في قدمه ليس كذلك في حقيقة الأمر لكنه جهاز تعذيب و تحكم نحول شكله كيف نشاء و نتركه عليه, عندنا يا خالد من العلم ما لم تصلوا إليه انتم بنو البشر...
    سأل خالد: و الشاة المربوطة بقدمه الأخرى...
    الشيخ: تلك كانت دابته!!!
    قال خالد بجدية: إذاً هو أبن الملك و أنتم أسرتموه!! ألا يعني هذا أنهم سيهجمون عليكم باستماتة بغية تخليصه؟
    الشيخ: بلا!!! و قد يهجمون في أي وقت...
    خالد: إذا فكوا وثاقه و أكفوا القبيلة شر الحرب...
    الشيخ: سبب احتفاظنا به يستحق المخاطرة...

    خالد: لم أفهم يا شيخ!!
    الشيخ: كما تعلم يا خالد فإن السحرة يستعينون بالجن أو بمردة الجن و الكفرة منهم و بالجن العاصي, و قبيلة الجن تلك هي خير معين للسحرة على أذية الأنس و لذلك ترى في القرى المجاورة لهذا الوادي الكثير من البشر بين من به مس من جن أو سحر قضى عليه أو عين أقعدته, و بعض البشر هداهم الله لا يذكرون اسمه في الخلاء و في دخولهم و خروجهم, فذكر الله خير يا خالد...
    تابع الشيخ حديثه و خالد يستمع باهتمام: سنقايض أبن ملكهم بخروج أفراد قبيلتهم من الممسوسين و المسحورين و المجانين و تقريباً وُفِقنا في ذلك إضافةً إلى أنهم قد طلبوا هدنة معنا رغم أننا نخشى الغدر منهم فليسوا بمسلمين حتى نعاهدهم على اسم الله لا ينقضوه و من الممكن أن يهاجمونا في أي وقت...

    سأل خالد بتعجب: هل من الممكن أن يهاجون الآن؟!!
    الشيخ: نعم.. وما الذي سيمنعهم , فنحن على الأقل لم نوقع معهم الهدنة...
    نظر خالد حوله و قال في توتر واضح و هو يمسك يد الطفلة بقوة: كل أهل القبيلة هنا, فمن سيحميها من الخارج؟!!

    لم يجب الشيخ بل عدَّل من جلسته مبتسماً ليتدخل شقيقه"هيدبا" قائلاً: يا خالد!! هل ترى هذه الوجوه في هذا المجلس؟!!
    تلفت خالد و جال ببصره من جديد محدقاً في الوجوه و هو يقول: نعم أراها...
    هيدبا: هل كانوا هنا حين دخلنا المجلس؟!!
    خالد: نعم , كانوا معنا حين دخلنا المجلس..
    هيدبا: لا يا خالد!! هؤلاء ليسوا هم, هؤلاء لم يدخلوا المجلس معنا, بل لم يكونوا معنا...

    أستغرب خالد من هذه الكلمات قبل أن يكمل" هيدبا" كلامه قائلاً: يا خالد!! سوى الملك و أنا و "زيزفونة" و "طارخ" لا أحد آخر من هؤلاء كان معنا حين دخلنا المجلس...
    خالد: لا أحد؟ هل يعني أنني كنت أتوهم؟!
    هيدبا: لا , لم تكن تتوهم لكن هذه ليست وجوهنا...و هذه ليست أشكالنا... من وقت إلى آخر يتغير الموجودون في المجلس فيخرج من في المجلس لمراقبة حدود القبيلة و يدخل من كان في الخارج

    أستغرب خالد!! هل يعقل ذلك؟!!
    نظر إلى الطفلة فاستقبلته بابتسامتها المعهودة قبل أن يدنيها منه و يتشبث بيدها أكثر...
    فخالد لا يشعر بالأمان إلا في وجهها و وجه الشيخ ملك القبيلة و قليلاً في وجه "هيدبا"

    بدأت دقات قلب خالد تتسارع بعد ما سمع, لكن الشيخ تدخل في الحديث حين لاحظ أن خالد بدأ يتوتر...
    قال الشيخ: لا تشغل نفسك بهذه الأمور و لا تستغرب من شيء فأنت ضيفنا و في حمايتنا
    أرتاح خالد قليلاً فسأل الشيخ عن أمر آخر محير فقال:
    خالد: أيها الملكّّ أردت أن أسال عن أمر...
    الشيخ: تفضل يا خالد...
    خالد: ما قصة ذلك الكائن الذي تكلم معي و أراد أن يريني صورته الحقيقية قبل أن تقتله "زيزفونة"؟!!
    الشيخ مبتسماً: يا خالد" زيزفونة" لم تقتله لكنها عاقبته لأنه عصى أمراً واضحاً بعدم التعرض لك من ...
    تابع الشيخ كلامه قائلاً: هو واحد منا لكنه من الذين تنقصهم القدرة على التشكل جيداً و قد أزعجه أن يتشبه بالبشر لذلك سألك أن تطلب منه ذلك فيكون بعيداً عن العقاب بدعوى أنك طلبت ذلك غير أنه تعجل في ذلك و بدأ في أظهار شكله الحقيقي و حين حضرت "زيزفونة" وقع في حيرة من أمره فأمهلته "زيزفونة" ليعود ويتشكل إلى أي صورة لا تخيفك لكنه بدا عاجزاً عن ذلك و كل ما يحاول التشبه به يكون مسخاً ناقصاً يزيدك رعباً ثم كان لابد من أن يغادر المكان و يعاقب على عصيانه الأوامر فكانت ضربة" زيزفونة" كعقاب له ثم غاب في باطن الأرض و تلاشى مختفياً عن ناظريك فقط...

    في هذه الأثناء تنحنح"هيدبا" فجذبت "زيزفونة" خالد من كتفه تريد أن تسر إليه بأمر...
    انحنى خالد بأذنه إليها فقالت هامسة: كم عمرك يا خالد؟!!

    استغرب خالد من سؤالها و قبل أن يجيب لاحظ أن"طارخ" قام من مجلسه و جلس أمام ملك الجن و والده"هيدبا"...
    كان يبدو أنهم يتهامسون... شد ذلك انتباه خالد فعاد ينظر إليهم قبل أن يرمقه"طارخ" بنظرة صارمة...

    عادت زيزفونة تشد خالد من كتفه فعلم أن هناك أمر لا يودون له أن يعرفه, ما يطمئن قلب خالد هو أن "زيزفونة" بجواره فأقلها لن تسمح لهم بأذيته و هي أبنه الملك إذاً ستشفع له عند والدها في أسوأ الحالات خاصة أنه لم يتعرض لهم بسوء...

    أجاب خالد على سؤال زيزفونة قائلاً: 23 سنة يا "زيزفونة"
    أجابت زيزفونة: هذا يعني أنني أصغر منك؟
    همسهم زاد مما أشعر خالد بعدم الارتياح لكنه أجاب على كلمات "زيزفونة" على مضض و هو يقول: صحيح يا زيزفونة, هذا يعني أنكِ أصغر مني...

    همت زيزفونة بالحديث لكنها صمتت فجأة لأن خالد و لكي يشعر بأكبر قدر من الأمان و ليشعر القبيلة بأنه يحب "الطفلة" ابنة ملكهم
    فقد مال على زيزفونة و حملها و أجلسها في حضنه و أخذ يقبلها و هو يقول بصوت مرتفع قليلاً: نعم أنتي أجمل طفلة و ابنة أفضل ملك لأفضل قبيلة...




    وقف "طارخ" و قد أنهى حديثه مع والده و مع الملك ليقول بصوتٍ عصبي و عالي و شديد اللهجة: يااااااااااا خاااااااااااااالد!!!
    أرتعب خالد و قامت "زيزفونة" من حضنه و ارتمت في حضن والدها و هي تطلق زمجرة عالية مُظهِرة مخالب غريبة في أصابع يديها...

    انزوت "زيزفونة" في حضن والدها و كأنها تهرب من نظرات خالد أن تقع عليها و هي بهذا الشكل...
    ابتسم الملك في هيبة ليتدارك "طارخ" الموقف و سبب عصبيته فقال: حياك الله ضيفاً عندنا ثم خرج "طارخ" من المجلس غاضباً...
    عادت زيزفونة و جلست بين خالد و بين والدها...
    أستغرب خالد من هذا الترحيب الغريب رغم يقينه بأن "طارخ" أراد أن يقول شيئاً آخر غير الترحيب به...
    الأمر الوحيد الذي خفف وطأة ألأمر على خالد هي ثقته "بزيزفونة" و بابتسامة الملك...

    ما زال خالد يرى بعض نظرات الاستهجان في أعين الحاضرين من الجن المتشكلين لكنه يجهل معناها أو سببها...
    أحياناً يشعر أن أصحاب تلك الأعين تتمنى الفتك به لكن سرعان ما يرى نظرات حميمية و في نفس الأعين...

    ربط خالد بين اختلاف النظرات بأمر مثير و عجيب جداً...
    ما كان يحول تلك النظرات من الحنق و الغضب إلى الود و القبول هي نظرات صارمة تقابلهم من عيني الطفلة"زيزفونة"!!!
    عرف أن "لزيزفونة" قوة على باقي الجن لا يستهان بها...
    إلا "طارخ" فيبدوا أنها تحسب له حساب, لأنه حين نطق اسم خالد بصرامة ارتمت في حضن والدها الذي بدوره ابتسم و تلك الابتسامة أخمدت غضب طارخ مهما كان سببه و جعلته يغير ما كان ينوي قوله إلى الترحيب بخالد...
    لكن بقي أمر واحد محير!!! ما سبب تلك النظرات؟!!

    بينما كان خالد في عمق تفكيره, دلف "طارخ" إلى الغرفة قائلاً:
    حياك الله يا خالد على مأدبة شيخ القبيلة و حياك الله في ضيافة الجن...
    سكت برهة ثم تابع موجهاً كلامه إلى خالد و إلى الحضور: حياكم الله جميعاً على العشاء في الغرفة الأخرى تفضلوا...





    هنا و على مأدبة العشاء كان خالد على موعد مع فصول أخرى من الأحداث الغريبة في عالمٍ أقل ما يقال عنه أنه مختلف...

  8. #28
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية عبدالله ريشاني
    تاريخ التسجيل
    10 2005
    المشاركات
    23

    رد: في ضيافة الـجــن..!!

    ومعك نعيش شعوراً مختلف .شعور بنكهة الروعة ..شعور بشذى التميز .
    أخي اجتياح أمنيتي أن أرى نتاج فكرك على رفوف المكتبات فأنت ثروة بلاشك .


    وااااااااااااصل فنحن بانتظارك

  9. #29
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية ماجد الحدادي
    نبـ صامطة ـض
    نبض لمع في سماء الإشراف
    تاريخ التسجيل
    06 2007
    الدولة
    بركنها الهادئ..!!
    المشاركات
    8,603

    رد: في ضيافة الـجــن..!!

    في هذه الأثناء تنحنح"هيدبا" فجذبت "زيزفونة" خالد من كتفه تريد أن تسر إليه بأمر...
    انحنى خالد بأذنه إليها فقالت هامسة: كم عمرك يا خالد؟!!



    معك يا إجتيــــــــــــاح


    Still As years ,,,!

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  10. #30
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية عجاج الليل

    طـيــر شــلوى

    أبـوريـاض
    تاريخ التسجيل
    10 2007
    الدولة
    بين المسافي والخبوت
    المشاركات
    14,557

    رد: في ضيافة الـجــن..!!

    هنا و على مأدبة العشاء كان خالد على موعد مع فصول أخرى من الأحداث الغريبة في عالمٍ أقل ما يقال عنه أنه مختلف.

    مختلف ؟؟
    هذا أقل مايمكن تسميته به

    متابعين أيها المبدع



    سلمت الأنامــل

    لا خلا ولا عدم

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  11. #31
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية حـــذيفــة
    تاريخ التسجيل
    06 2008
    المشاركات
    6,188

    رد: في ضيافة الـجــن..!!


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    ياخي حرام عليك ..

    متى النهاية ؟؟


    يا حلوَتي ما كان بُعدٌ بيننا إلا رأيتــُكِ صابرة
    مالــي أرى بمسائنا هــذا عيونــكِ حائــرة ؟
    لابدُّ أنـّكِ قد علمتِ بقصتي,
    لا تقلقي لا تقلقي
    إني أعود,
    كفي البكاءَ ..
    عزيزتي لندنيتا
    ..

  12. #32
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية اجـــتـــيـــاح
    نبـ صامطة ـض
    نبض لمع في سماء الإشراف
    تاريخ التسجيل
    01 2008
    الدولة
    أفـيـاء كـوب..
    المشاركات
    8,587

    رد: في ضيافة الـجــن..!!

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالله ريشاني مشاهدة المشاركة
    ومعك نعيش شعوراً مختلف .شعور بنكهة الروعة ..شعور بشذى التميز .

    أخي اجتياح أمنيتي أن أرى نتاج فكرك على رفوف المكتبات فأنت ثروة بلاشك .



    وااااااااااااصل فنحن بانتظارك

    مرحبًا عبدالله

    جدًا سعيد بهذا الإحساس
    أسعد الله روحك

    متابعة ممتعة

  13. #33
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية اجـــتـــيـــاح
    نبـ صامطة ـض
    نبض لمع في سماء الإشراف
    تاريخ التسجيل
    01 2008
    الدولة
    أفـيـاء كـوب..
    المشاركات
    8,587

    رد: في ضيافة الـجــن..!!

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ماجد الشرقية مشاهدة المشاركة
    في هذه الأثناء تنحنح"هيدبا" فجذبت "زيزفونة" خالد من كتفه تريد أن تسر إليه بأمر...

    انحنى خالد بأذنه إليها فقالت هامسة: كم عمرك يا خالد؟!!



    معك يا إجتيــــــــــــاح

    مرحبًا ماجد

    مسكين خالد
    لم يكن يعلم بأنها تصغُره بسنوات قليلة ظنًّا منه بأنه لم تتجاوز بضع سنوات

    أوقات شيّقة
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  14. #34
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية اجـــتـــيـــاح
    نبـ صامطة ـض
    نبض لمع في سماء الإشراف
    تاريخ التسجيل
    01 2008
    الدولة
    أفـيـاء كـوب..
    المشاركات
    8,587

    رد: في ضيافة الـجــن..!!

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عجاج ابوالليل مشاهدة المشاركة
    هنا و على مأدبة العشاء كان خالد على موعد مع فصول أخرى من الأحداث الغريبة في عالمٍ أقل ما يقال عنه أنه مختلف.

    مختلف ؟؟
    هذا أقل مايمكن تسميته به

    متابعين أيها المبدع
    مرحبًا عجاج

    نعم كان خالد على موعد مع آحداث لم يعرفها من قبل
    ونحنُ أيضًا مع أحداث مشوّقة جدًا

    متابعة مثيرة

  15. #35
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية اجـــتـــيـــاح
    نبـ صامطة ـض
    نبض لمع في سماء الإشراف
    تاريخ التسجيل
    01 2008
    الدولة
    أفـيـاء كـوب..
    المشاركات
    8,587

    رد: في ضيافة الـجــن..!!

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حــــذيفـــة مشاهدة المشاركة

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    ياخي حرام عليك ..

    متى النهاية ؟؟

    مرحبًا حذيفة
    سعيد بمتابعتك لأكثر القصص متعة وإثارة
    وأجملها وصف وأدقّها بلاغة
    ممها وصف لا أُوفيها حقّها من الوصف

    من الجزء القادم ستبدأ اللحظات السعيدة والحزينة معًا
    وأيضًا سنكون على موعد مع إثارة من نوع مختلف

    أوقات ممتعة

  16. #36
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية اجـــتـــيـــاح
    نبـ صامطة ـض
    نبض لمع في سماء الإشراف
    تاريخ التسجيل
    01 2008
    الدولة
    أفـيـاء كـوب..
    المشاركات
    8,587

    رد: في ضيافة الـجــن..!!



    الجزء السابع


    توقفنا في الجزء السابق حين دخل "طارخ" إلى المجلس موجهاً كلامه إلى خالد و إلى الحضور: حياكم الله جميعاً على العشاء في الغرفة الأخرى تفضلوا...

    قام ملك الجن و هو يردد: مرحباً بك يا خالد في قبيلتنا... تفضل...
    تحرك خالد معهم إلى الغرفة الأخرى و في طريقه ألتفت إلى الخلف فرأى الجن خلفه زرافات...
    المتشكلون بصورة مطابقة لصور البشر يسيرون خلفه مباشرة, أما الذين تنقصهم الموهبة في التشكل فهم في الصفوف الخلفية...


    وصل خالد فوجد نفسه أمام ممر طويل .. فيه غرفتين متجاورتين...
    دخل خالد و من معه إلى الغرفة الأولى و واصل الغير متشكلين من الجن طريقهم إلى الغرفة الثانية...

    حين دخل خالد الغرفة وجد فيها صنوفاً من أجود الطعام و الكثير من الفاكهة...
    غرفة كبيرة تم ترتيب الصحون فيها بشكل منسق...
    على كل صحن شاة كاملة و ضعت على كمية من الأرز الذي يبدو من شكله أنه شهي جداً
    توزع الجن بنفس الطريقة السابقة
    المطابقين لشكل البشر مع خالد في نفس الغرفة و الناقصين في الغرفة الأخرى...


    شمر خالد عن ساعديه و سمى ( بسم الله الرحمن الرحيم) ...
    ألقى نظرة خاطفة على ساعة يده و لأول مرة منذ وطأت قدمه الوادي يفكر في الوقت...
    كانت الساعة تشير إلى الثانية و النصف ليلاً في حين أنه بدأ رحلته بعد صلاة العشاء...
    اليوم هو الجمعة و غداً سيكون السبت أول أيام الأسبوع... يوم عمل...
    فكر خالد قليلاً: لا مشكلة سأغيب عن العمل يوم غد...

    أقبل خالد على الطعام بنفسٍ مفتوحة... كان الطعام لذيذاً جداً...
    بنفس الطريقة التي يحبها خالد, أو كما يحب خالد تسميته, "طعام ضيف إبراهيم"...
    لاحظ خالد أن الكل يكرمه .. كما اعتاد على موائد الطعام في قبيلته..
    عليك أن تؤثر الضيف على نفسك و تقطع له من اللحم أطيبه...
    ليس هذا وجه الغرابة...
    الغريب هو أن الجن الموجودين مع خالد على المائدة يزيلون اللحم من على العظم بعناية فائقة فيقدمون اللحم لخالد بينما يضعون العظم بترتيب غريب في صحن كبير مطلقين ما يشبه الفحيح الخافت...

    التفت خالد للمائدة المجاورة فوجدهم يفعلون ذات الشيء و بطريقة شبه آلية...
    يزيلون اللحم عن العظم ويرتبون العظم بعناية في صحن كبير جوارهم بينما يضعون اللحم جانباً دون أن يأكلوا شيئاً...

    لا يدري خالد هل يفعلون نفس الأمر في الغرفة الأخرى أم لا , لكن ما يعرفه أن الأمر هناك مختلف, فهو يسمع أصواتهم و كأنهم وحوش يتنافسون على فريسة...
    أصواتهم غريبة.. زمجرة و صياح خافت..كلمات غير مفهومة و أصوات مختلفة..

    كان خالد يأخذ بعض الطعام و يحشره في فم "زيزفونة" و التي تأخذه على مضض و تمضغه بتمهل و كأنها لا تشتهيه...
    كذلك يفعل ملك القبيلة و "هيدبا" و "طارخ"... يمضغون و يبلعون ببطء شديد...

    كان خالد يجلس و على يمينه جلست "زيزفونة" و طارخ في الجهة اليسرى... يقابله على نفس المائدة, مللك الجن و "هيدبا"...
    معهم أيضاً و على نفس المائدة,أربعة من الجن القريبين جداً من شكل البشر إن لم يكونوا مطابقين
    ما يثبت أنهم ليسوا بشراً هي تلك الحركة الآلية في فصل اللحم عن العظم إضافة إلى الفحيح الخافت...

    أكل خالد بنهم فقد بلغ منه الجوع مبلغه إضافة إلى لذة الطعام...لم يشغل خالد عن ذلك إلا ثعبان ضخم جداً كان يزحف ماراً من أمام باب الغرفة...
    توقف الثعبان متفحصاً من في الغرفة ليراه خالد برأسين بشريين...
    صمت خالد برهة يفكر قبل أن يلكزه "طارخ" هامساً: كلمه يا خالد دله إلى غرفة الطعام

    نظر خالد إلى "زيزفونة" بهدوء قبل أن ينظر إلى الثعبان قائلاً و بسكون عجيب: الطعام في الغرفة الثانية...
    ضحكت "زيزفونة" ليرفع خالد صدره و يقول بثقة أكبر: المتشكلون هنا و الأخوان الغير متشكلين في الغرفة الأخرى ليأخذوا راحتهم...

    التفت ملك الجن و "هيدبا" إلى حيث الثعبان ثم عادا ينظران إلى خالد مبتسمين ...
    قال "طارخ" ضاحكاً : جميل جداً يا خالد, أصبحت لا تخاف الآن
    أجاب خالد: من يخشى الله لا يُخشى منه الضرر و أرى فيكم حباً للخير و بعداً عن الأذية...

    راق الكلام لكل من في المجلس من الجن لكن خالد أطرق برأسه إلى الأرض قليلاً و قال بصوت هادئ و هو يهز رأسه رافعاً سبابته قال: سبحان الله...
    أجاب "هيدبا": خير ما قلت يا خالد.. سبحان الله...
    تدخل ملك الجن قائلاً: ملكوت الله كبير يا خالد و قدرته لا تحدها حدود...
    قالت زيزفونة بصوتها الطفولي:

    أكمل خالد طعامه سعيداً بحفظ الله له في هذا المكان و سعيداً بإخوانه في الدين و إن كانوا من الجن...
    حين شبع خالد و تأكد من أن الجن ينتظرون منه الإذن, و كما أعتاد من عادات قبيلته حمد الله ثم كرَّم قائلاً: الحمد لله .. أكرمك الله يا ملك الجن و أكرمكم الله جميعاً...
    أجابوه جميعاً: بالهناء و عافية...

    حملت كل مجموعة من الجن الصحن الخاص بها و الذي امتلأ عظاماً جرداء ليس فيها مزغة لحم...
    انطلقوا خارج المجلس.. سمع خالد لهم جلبة خافتة و لغط...
    تأكد حينها أن عشاءهم قد بدأ للتو...

    بقي مع خالد ملك الجن , " هيدبا" ,"طارخ" و "زيزفونة"...
    اتجه خالد إلى حيث الماء و غسل يديه...
    عاد إليهم ليتوجهوا سوياً إلى المجلس الذي كانوا فيه قبل العشاء...

    وجد خالد المجلس و قد أعيد ترتيبه بشكلٍ مختلف...
    أصبحت الجلسة أكثر راحة حيث تعطي خالد أكبر قدر من الحرية في الجلوس و خاصة بعد تلك الوجبة الدسمة...

    جلس خالد و دارت فناجين القهوة و الشاي على الحضور...
    سعادة خالد لا توصف و هو يرى نفسه في هذا العالم المختلف...
    و الأجمل أنه بين مخلوقات يجمعهم دين واحد...

    أصبح خالد أكثر راحة و أكثر حرية...
    تلفت حوله فلم يجد زيزفونة...
    سأل خالد ملك الجن: أين زيزفونة؟
    أجابه الملك: ستأتي حالاً...

    ما هي إلا دقائق حتى دخلت "زيزفونة" و قد بدلت ملابسها و تبدلت تسريحة شعرها...
    هذه المرة كانت ترتدي لباساً أزرق اللون و بأكمام طويلة...
    أما شعرها فقد قُسِم إلى جديلتين رآهما خالد أكثر طولاً و لمعاناً...
    بدت أكثر طفولة... بل .. أكثر سحراً...

    حين اقتربت "زيزفونة" أحتضنها خالد بقوة...
    كان سعيداً بحضورها ثم قبلها و أجلسها جواره...
    أمسك بكفها و هي بدورها ضمت أصابعه بيدها الصغيرة...

    تكلم "هيدبا" موجهاً كلامه إلى خالد: لماذا تُقَبِل زيزفونة؟
    أجاب خالد مستغرباً و بسرعة: إنها أجمل و أروع طفلة رأيتها في حياتي...
    التقط ملك الجن طرف الحديث و باغت خالد بسؤال: هل تتزوجها؟
    خالد متعجباً: أتزوج من؟
    ملك الجن: هل تتزوج من ابنتي"زيزفونة"؟

    صمت خالد و في وجهه ابتسامة ممزوجة بحذر...
    فهو يخشى أن يتعرض لمشكلة ما إن هو رفض...
    لكن كيف يتزوج بطفلة؟

    قال "طارخ" و هو يبتسم في وجه خالد بصوتٍ أكثر وداً: لا تقلق يا خالد, أجب شيخ القبيلة...
    تكلم"هيدبا" والد طارخ قائلاً: تكلم يا خالد, فوالله لو طلبت منا كنوز المشرق و المغرب لأحضرنا لك ما تسعنا القدرة عليه...

    قال ملك القبيلة:يا خالد, إن لك علينا دين كبير و فضل بعد الله, فلو وقعت "زيزفونة" بين أيديهم لصرنا في همٍ و ابتلاء عظيم بين طاعة الله أو قبول حكمهم فينا بخدمة السحرة لأذية عباد الله المسلمين...

    أجاب خالد قائلاً: كيف أتزوج من طفلة؟ّ
    رد عليه ملك الجن قائلاً: يا خالد.. زيزفونة ليست طفلة
    إنها في الـــ20 من عمرها بحساب أعمار البشر,لكنه شكل ارتضته لتجعلك تشعر بقدرٍ أكبر من الاطمئنان...
    أجاب خالد ببرود و في وجهه نظرة حمقاااااااء لأنه لم يفهم الكلام جيداً, أجاب قائلاً: لا تعني مساعدتي لها أنني ملكتها إنما فعلت ذلك لوجه الكريم و أشكرها على ما فعَلَته فقد شعرت في وجهها بالأمان...

    أحس خالد "بزيزفونة" و هي تسحب كفها من بين أصابعه بهدوء...
    نظر إليها ليجد وجهها و قد اكتسى بحمرة خجل آسرة...
    رأى في عينيها نظرة ساحرة لم يفهمها و لم يرى مثلها قط...
    ابتعدت "زيزفونة" قليلاً عن خالد...

    لم يعي خالد ما يحدث لكنه و رغم ذلك قربها منه و أمسك بكفها من جديد فإن كان سيبحث عن الأمان فهذا هو وقته خصوصاً بعد رفضه الزواج منها...
    نظرت "زيزفونة" إلى خالد بنظرة شبه مكسورة إلا أنها لم تسحب يدها هذه المرة فهي تشعر أن الخوف بدأ يسري في قلب خالد...
    هم خالد بتقبيلها لكنها أشاحت بوجهها بعيداً عنه بدلال و عزةِ نفس لا تصدر عن طفلة...

    ابتسم طارخ و قال بصوت هامس استطاع خالد سماعه: البشر دائماً على عجل...
    سمعت زيزفونة كلمات طارخ فاطرقت برأسها إلى الأرض و تنهدت بابتسامة مكسورة دون أن تُعلِق...
    نظر شيخ القبيلة إلى "زيزفونة" و هو يقول: نعم أنتِ أجمل طفلة...

    لحظات من الصمت مرت قطعها صوت أحدهم و هو يدخل المجلس صائحاً: القوة لله.. القوة لله.. القوة لله ثم لقبيلتنا
    اقترب الشخص من الملك و قال: أيها الملك"خوصان", لقد استسلموا و وافقوا على شروطنا...

    هب ملك القبيلة واقفاً و هو يردد الله أكبر.. الله أكبر...
    ضج المجلس بالتكبير و التهليل فرحاً بهذا الخبر...
    لم يفهم خالد جيداً لكن عرف أن "خوصان" هو أسم ملك القبيلة و والد "زيزفونة"...
    احتضن ملك الجن شقيقه"هيدبا" و تعانق أفراد القبيلة...
    اقترب "طارخ" من خالد و طبع قبلة على رأسه و هو يقول: يسلم رأسك يا خالد...
    سأل خالد فرحاً : ماذا فعلت لأستحق هذا الشرف...
    قال الشيخ و هو يحتضن خالد: هذه أخرى من مآثرك يا خالد...
    لقد استسلمت قبيلة الجن الكافرة و استجابت لشرطنا بالرجوع عن أذية الأنس و مداواة من كانوا سبباً في شقاءه ولم يكن ليتسنى ذلك لولا الله ثم وجودك...
    قال "طارخ" سعيداً: و هي جولة من البطولة و النصر تكتب لقبيلتنا
    تكلم"هيدبا" و هو يرفع بصره إلى السماء: اسأل الله لك أجر كل من شفي يا خالد...
    الكل احتضن خالد و قبله إلا زيزفونة فقد قبَّلت يده مما جعله يشعر بسعادة و فخر أكبر...

    تغيرت حركة الجن في المجلس بشكل غريب...
    فكَّت "زيزفونة" من جدائلها و نثرت شعرها على كتفيها ثم تقدمت إلى منتصف المجلس...


    تُرى ماذا حدث و لماذا تتصرف زيزفونة بهذه الطريقة...
    سنعرف ذلك في الجزء القادم


  17. #37
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية ماجد الحدادي
    نبـ صامطة ـض
    نبض لمع في سماء الإشراف
    تاريخ التسجيل
    06 2007
    الدولة
    بركنها الهادئ..!!
    المشاركات
    8,603

    رد: في ضيافة الـجــن..!!

    حين اقتربت "زيزفونة" أحتضنها خالد بقوة...
    كان سعيداً بحضورها ثم قبلها و أجلسها جواره...
    أمسك بكفها و هي بدورها ضمت أصابعه بيدها الصغيرة...



    يا اخي اخلص علي من جد ترى زودتها تعال مسن وارسلها

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


    احداث جميلة ورائعه

    حينما ينظر الانسان الى شيء لا يفهم ما يحس بة حسب شكلة فقط



    ولكن للمكنونات



    أدلة قد تظهر لمن يريد


    بعكس الاشكال



    إجتيـــــــــــاح

    هات الجزء الثامن انا معاك


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    Still As years ,,,!

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  18. #38
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية حـــذيفــة
    تاريخ التسجيل
    06 2008
    المشاركات
    6,188

    رد: في ضيافة الـجــن..!!


    ياخي حرام عليك نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي:

    والله قديني بأتجنن ..

    ياخي إطرحها كلها وريحنا نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    الله لا يوليك على مسلم نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي:


    يا حلوَتي ما كان بُعدٌ بيننا إلا رأيتــُكِ صابرة
    مالــي أرى بمسائنا هــذا عيونــكِ حائــرة ؟
    لابدُّ أنـّكِ قد علمتِ بقصتي,
    لا تقلقي لا تقلقي
    إني أعود,
    كفي البكاءَ ..
    عزيزتي لندنيتا
    ..

  19. #39
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية أبوإسماعيل
    المشرف العام
    تاريخ التسجيل
    06 2003
    الدولة
    صامطة
    المشاركات
    28,326

    رد: في ضيافة الـجــن..!!

    قصة مدهشة بكل المقاييس

    ليتنا نعرف كاتبها الذي أبدع فيها وصاغها بهذا الشكل

    شكرا لهذا الجمال وهذه الجاذبية يا اجتياح

    ولا زلنا متابعين
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  20. #40
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية عجاج الليل

    طـيــر شــلوى

    أبـوريـاض
    تاريخ التسجيل
    10 2007
    الدولة
    بين المسافي والخبوت
    المشاركات
    14,557

    رد: في ضيافة الـجــن..!!

    لله درُك ياجتياح
    طرح مشوق
    لا تبطي علينا فالإنتظار صعب
    هل غمزت السنارة يازيزفونة؟؟ نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي



    سلمت الأنامــل

    لا خلا ولا عدم

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

صفحة 2 من 4 الأولىالأولى 1234 الأخيرةالأخيرة

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •