من سِحرها
ونارِ عشقِها
ولوحةٍ رسَمت
يظنون أنني رحلت
أسيرُ قَرب البحر يَبْعِد
من عُنف هجرِه جَدِبت
يظنون أنني رحلت
وللحمامِ وقفةٌ معي
في خاطري
وناظري
وطالما بقربِه ابتسمْت
يظنّون أنني رحلت
أحنُّ لي وجرحَها
ولحظةً بفرحِها
ودائمًا بِقربِها وبُعدِها
أكون قد ظمِئت
يظنّون أنني رحلت
أعِيشُ فرحةً ويأس
كـقطرةٍ وكأس
تفرّقا بزفرةٍ وهمس
أظنّها ملامحي
من بعد غّيبةٍ أتتْ
يظنّون أنني رحلت
تخالطت فتافِتُ السُكون..
وكومةُ الجنون..
وكلُّ نبضٍ لم يُصِبه الوهْن
قد شاب في أطرافه الزمن
هل يا تُرى لأنهم
ظنُّوا بأنني رحلت ؟
يُسافر الإحساس
بوهنة المساس
فيبتعد بقربِها
ويختفي بحضنِها
ويبتسم بجرحِها
محيّرٌ هو الإحساس..!
سألته عند الغسق
ما سرُّ ذلك الرُفات؟
أجابني
بأنهُ قد مات
و وجْهَهُ قد غاب واحترق
وقال لي : مهلاً
ما بالُهم ظنّوك قد رحلت..؟!
و طوّقوا أفواهَهُم بدهشةٍ وضِحكةٍ وصمت
أجبتُه بما انتهوا بهِ
من ضِحكةٍ و صمت
انظر إلى السماء
هل ثمَّ شيءٌ مختلف؟
أم أنه القمر
قد زيّن السماء والمساء و السَّحر
إذا هو القمر
فعندما يغيب
فلتُعْلِنُوا بأنني رحلت