الاعشاب الدستورية
على الرغم من التقدم العلمى و التكنولوجى لصناعة الأدوية الطبية الكيميائية التى لها تأثيرات فعالة و سريعة فى الكثير من الأمراض إلا ان تلك الفوائد العلاجية للأدوية الكيميائية تشكل سلاحاً ذو حدين لأن مواردها مستخلصة من مصادر غير طبيعية يصعب على جسم الانسان التعامل معها في التخلص منها بعد اداء الوظيفة المستعمل من اجلها و لذلك لها أضرار جانبية سيئة و أحياناً كثيرة تكون خطيرة.
فقد أكدت معظم نتائج أبحاث الدول المتقدمة في الصناعات الدوائية أن الجسم البشري لا يخلو من التأثيرات الضارة للعقاقير الكيميائية و خاصة عندما يكون للمريض حساسية لدواء معين مثل السلفا أو البنسلين أو اليود أو عندما يتناول المريض الدواء بجرعات كبيرة أو فترات طويلة......
و أقل هذه التأثيرات و الأضرار الجانبية ظهور أعراض جانبية مثل الصداع و القئ أو المغص و الإسهال أو ضيق التنفس و أحياناً الربو الشعبى أو الالتهابات الجلدية و فقر الدم أو اضطرابات الجهاز الهضمى و الكبد فعلى سبيل المثال تعاطى قرص أسبرين للتخلص من الصداع يؤدى إلى نزيف المعدة أما النوفالجين الذى يسكن الالم من ناحية نجده يلتهم كرات الدم البيضاء من ناحية أخرى و أقراص السلفا التى تستخدم في القضاء على الجراثيم الموجودة بالجسم فقد تؤدى إلى حدوث إضطرابات الكلى و الكبد هذا بالإضافة إلى أن الأسبرين و النوفالجين و السلفا ليسوا كل الأدوية الكيميائية إنما هناك الكثير الذي يقوم بحدوث القرح بالمعدة و إضطرابات الغدد الصماء و زيادة نسبة السكر فى الدم أو اختزان الأملاح و الماء في الجسم أو الصداع النصفى أو انخفاض ضغط الدم أو فقد الشهية للطعام او تقليل الرغبة الجنسية او زيادة الوزن .....إلى اخره.
إن الأدوية الكيميائية نلاحظ انها ربما تكون سبباً فى الشفاء من أمراض خطيرة و لكنها تصيب الإنسان بأمراض أخرى فى نفس الوقت لانها مصنعة من موارد غير طبيعية.فعند ما يعرض علي الطبيب حالات مثل الامراض الاتية يصف الادوية ففي احيان كثيرة يمتثل المريض للتخلص من الشكوى ولكن يبداء بعد فترة صغيرة او كبيرة من ظهور اعراض اخري اصعب من الاولى فعند مثلاً:
ü الحساسية القاتلة:- يستخدم لها أدوية السلفا و البنسلين و الأسترتبوماسين و التتراسيكلين فيسبب حدوث الالتهابات الجلدية و الاكزيما و الارتكاريا و الربو الشعبى و حمى الدواء
ü الجهاز الهضمى :- يستخدم لها أدوية السلفا و التتراسيكلين يؤدى إلى التهابات الكبد و الصفراء و خاصة فى حالة وجود اضطرابات في وظائف الكبد.
üالكلــــــــــى :- يستخدم لها أدوية مركبات السلفا التي تساعد على تكوين حصوات الكلى و الحالب و المثانة فيؤدى إلى حدوث اضطرابات وظائف الكلى.
ü اضطرابات خلايا الدم:- يعطى السلفا و الكورامقينوكول فيسبب نقص حاد فى كرات الدم الحمراء مما يسبب الأنيميا الحادة و نقص بخلايا الدم البيضاء مما يقلل درجة المناعة الطبيعية للجسم ضد الميكروبات

إن القانون البيولوجى للجسم يعتمد على مدى التوازن الوظيفى لجميع الأعضاء و الأجهزة الحيوية و درجة توافقها في العمل بجانب التوازن الغذائى الشامل المتنوع و يتوقف نجاح التأثيرات العلاجية الفعالة لتعاطى الأدوية الطبية على مدى قدرة الجسم في التجاوب مع الدواء بنسبة مقدار القوى الحيوية لأن القوى الحيوية البيوكيميائية بالجسم هى وحدها التى تعمل فمثلاً إذ قمنا بوضع اللاصق المستخدم ضد الام البرد و الروماتيزم على جسم ميت و اخر على جسم حى فنلاحظ إن جسم الحى قد احمر قطع الجلد ثم تدفئة او يشعر بحرقان أما الآخر فلا يحدث شئ فيكون ذلك بأن الجسم الحى قد أخذ اجراء وقائى دفاعى لحماية نفسه من التأثيرات المكونة لمواد تلك اللواصق كرد فعل طبيعى من الجسم الحى.
أو إذا وضعنا حامض الهيدروكلوريك على الجسم الحى يسبب التهاب و الم اما الجسم الميت فيحطم الأنسجة لأن الجسم الحى يقوم بعمليات المقاومة و الشفاء و لقد أكد الكثير من الجراحين بأن إلتئام الجروح يتوقف على حالة الأنسجة و صحة المريض و مدى الكفاءة الطبيعية للجسم على إستعادة الشفاء لأن الجراح فقط يهيئ حواف الجروح إلى أقرب وضع طبيعي بينما الجسم هو المتحكم في ميكانيكة الإلتئام أما عندما يحدث الجراحون فتحات عميقة أو يستأصلون جزء تكون الخياطة دقيقة جداً و ماهرة للغاية ثم يعطون المصاب أدوية و مضادات حيوية و لا يتم الالتئام برهان على ما سبق قوله بان الجسم هو التحكم في تجديد الخلايا و الاصلاح لنفسه.
فجسم الإنسان يعتبر المعمل الأول كيميائياً لأنه يستطيع العمل بنفسه و يتحكم في كل ما يحتويه من مواد و يختار العناصر الكيميائية الموجودة بداخله و يتفاعل معها و يقوم بجميع المبادلات الكيميائية بدقة متناهية و أكبر دليل على ذلك الكيمياء و الوظائف الحيوية بالجسم تعمل وفق مبدأ التوازن النسبى في نوعية و كميات المواد الأولية اللازم للمحافظة على نموه وفق نظام ليس بالسهل و يتبين ذلك في تحليله للطعام الداخل إلى جسم الإنسان فيحدث الهضم و الإمتصاص و الأكسدة و الإحتراق لتلك المواد الغذائية المعقدة التركيب.
إن جسم الإنسان يستطيع التكيف مع جميع متغيرات البيئة الخارجية و لديه القدرة على سرعة التأقلم معها بسهولة و يتبين ذلك في إختلاف فصول السنة ففى الصيف تشتد الحرارة فيبدأ الجسم بإفراز العرق الذى يغطى سطحه الخارجى و عندما يتبخر يؤدى إلى إنخفاض درجة حرارته و فى ذلك الوقت ينشط الجهاز العصبى و الأعصاب السمبتاوية فتزداد سرعة ضربات القلب و تتمدد الأوعية الدموية و يشعر الجسم بالظمأ.
على العكس في فصل الشتاء فإذا ما انخفضت درجة الحرارة و جاء الأحساس بالبرد نلاحظ سرعة تقلص الأوعية الدموية و تصبح البشرة باهتة اللون فيسير الدم ببطئ في الشعيرات الدموية بينما يزداد إندفاعه إلى الأعضاء الداخلة فيؤدى إلى سرعة نشاط الدورة الدموية فيها تزداد المقاومة للبرد و المحافظة على الجهزة الداخلية.
إن الجسم البشرى يستطيع التغير حسب الظروف المحيطة به لكن ثبات الحالة الداخلية للجسم تتم بواسطة النشاط العضوى الفسيولوجى أو البيوكيميائي المستمر دون توقف فى جميع أجهزة الجسم. فعندما يدخل الميكروب إلى الجسم يحدث صراع بينه وبين خلية جسم الإنسان التى تريد أن تعيش فى امان و ايهما يغلب الميكروب و يعيش الجسم في مرض او الخلية فتعيش سليمة بغير مرض لأن لديها أسلحة دفاعية و أخرى هجومية للمقاومة و يتم ذلك بالتنسيق بين جميع أجهزة الجسم التى تعمل وفق نظام متكامل دقيق بخطة محكمة تبدأ بخط الدفاع الأول و هو الجلد الذى يمنع دخول الميكروبات لكن فى حالة حدوث خدش أو جرح بسيط فيه تتسلل الميكروبات حيث تتكاثر و تفرز سمومها إلى أن تصل إلى أجزاء ضعيفة أو أماكن او اجهزة فتسبب لها المرض و الألم . أما خط الدفاع الثانى فيبدأ عند دخول الميكروبات المعدة عن طريق تلوث الطعام فتجد العصارة الصفراء التى هى بمثابة المطهر الأول للأمعاء و المساعد على هضم المواد الدهنية و إمتصاصها إلى الدم. أما الخط الثالث إذا تمكنت الميكروبات من تخطى هذين الخطين الأول بالجلد و الثانى بالمعدة دخلت إلى الدم فنجد هذا الكم الهائل من الأسلحة الدفاعية المنتجة من نخاع العظم و الجهاز الليمفاوى و كرات الدم البيضاء المكلفة بالهجوم و كذلك الأجسام المضادة التى توجد في بروتينات بلازما الدم و تحدث هذه الأجسام المناعة للجسم ضد هذه الميكروبات .
كذلك فإن الكبد و الجهاز الليمفاوى يوجد بهما خلايا تلتهم تلك الميكروبات و الكبد من أهم وظائفه تحويل المادة السامة التى تدخل الجسم إلى مواد أقل خطورة و فاعلية يتم خروجها من الجسم عن طريق الكلى مساعداً في ذلك الطحال بتزويده كرات الدم الحمراء أما الجهاز الليمفاوى ينتج خلايا تبتلع الميكروبات الضارة بعد القضاء عليها و كذلك ينتج أجسام مضادة تقاوم المرض و تزيد المناعة.
إن المحافظة على صحة و سلامة الجسم تقوم أساساً على مدى التوازن و التنسيق بين أنشطة الأجهزة الحيوية بالجسم و مقدار ونوعية الغذاء الذى يتناسب مع بذل المجهودات البدنية و النفسية. فإذا أردنا مساعدة الجسم به أداء وظائفه العلاجية الذاتية يجب أن نساعده بتلك الوصفات الشعبية المدروسة علمياً و المكونة من الأعشاب و النباتات الطبيعية التى لا يمكن مقارنة فعاليتها و خواصها العلاجية بالأدوية الكيميائية الضارة.
لذلك حرصت ان اقدم الجزاء الاول من هذا الكتاب الذي يحتوي على اهم النباتات والاعشاب المستخدمة في المجال الصحي والمعتمدة من دساتير الادوية المحلية والعالمية مقدما فية اسم النبات والتحليل الطبي الكميائي والجزء المستخدم من النبات وطرق استخدامة داخليا وخارجيا والجرعات المستخدمة الاعراض الجانيبية او التحذيرات متمنيا من الله عزوجل ان ينفع به مستخدمة




والله ولي التوفيق وهو الذي بيده الشفاء وحده
مع خالص تمنياتي بالشفاء العاجل
دكتور| شريف جابر الكلاوي
أخصائي الطب البديل والتكميلي
ماجستير الابر الصينية والطب الطبيعي (الجامعة الامريكية)