أصابنا من فراقك .. يا شيخنا ألم وحزن .. هم وغم .. رحلت ياأبا الخنساء وتركت الجاضع الجريح مضرجا بحسراته.. رحلت يا أبا ألياس
وجمعت أمجادك و أفعالك تقول ستذكرونني .. رحلت وفي يدك اليسرى خاتم الرجل الذي لا يقهره إلا القدر .. رحلت يا أبا عكرمة والقوم لاتزال ترقب عودتك فقد إعتادوا على وجودك في المواقف الجسام .. رحلت يا أبا المقداد والكلمات ترفض أن تقول رحل ولن يعود .. رحلت يا أبا الشهم المعنى والليالي تستنطق أفعالك فلك في كل زاوية من الديار علامة ليس الزمان بقادر على نسيانها .. يا أبا الأمجاد نقول لك لست فينا بمجرد شيخ ولا أمير ولا ملك ولا سيدا بل أنت صنعت كل ما عجز عنه أبناء منطقة جازان من شرقها وغربها .. يا أبا الأمجاد..


أبا الأمجاد

ذهول .. حيرة .. خفقان قلب
سؤال حائر.. صمت .. معاني
عيون ملؤها حزن .. ودمع
وجوه بؤسها .. غطى المكان
أهذا القول .. يعقل أن يكونا
أهذا القول في الرجل الفلاني
جموع القوم واقفة .. وتبكي
وقلبي واجم .. ماذا دهاني..؟
أمات .. أمات .. من قد كان يوما
أميرا .. سيدا .. للمجد باني
أبا الخنساء .. ترحل في هدوء
زعيم القوم صاحب خير شأني
أبا الخنساء.. يا ملكا لقوم..
هم الأسياد في هذا الزماني
أبا الخنساء .. أوجعنا فراق
وكم بفراقكم .. هدمت أماني
أبا الخنساء .. مالي فيك عذر
إذا الأنذال .. أزهقهم بياني
فكم من خانع في القوم يرجوا
وفاتك .. كي ينال المنصبان
فمجدك .. لا يطال .. بقول وغد
وذكرك لن يزول بقول داني
أبا الخنساء .. ما الدنيا .. بدار
لشهم .. أو شجاع .. أو جبان
أبا الإلياس ..إن تمضي ستبقى
قلوب في عزائك .. كم تعاني
فكم من صادق .. في الناس يلقى
سعادة ذكركم .. في كل آني
هي الأقدار .. لا تبقي بأرض
عزيزا .. سيدا .. نذل .. مهان
فكل راحل .. منها وماض ..
وكل غير وجه الله .. فاني
أبا الأمجاد .. أفضل ما يقال
فلست أقول .. أجمل من زماني
صنعت المجد .. والدنيا إرتحال
وصغت المجد .. والدنيا ثواني
عزائي .. لن يكون .. بنا علي
فبعدك .. لن يكون علي ثاني

مرثيه رائع كتبها الأستاذ/
يحيى محمد الشبيلي