كلنا يعلم أن البقرة الدنماركية تفوقت على غيرها من الأبقار ، حيث انفردت دون غيرها من الأبقار بكثرة مشتقات ألبانها ونقائها ..


لكن ما أن تمادى عبدتها وتطاولوا على نبي الرحمة عليه منا أفضل الصلوات وأزكى التسليم ،، حتى فقدت محبيها هذه البقرة التي لم يكن يخلو بيتاً من خيراتها وبركاتها ..


ثم شاحت الإنظار عنها حتى توجهت للمشرق فوقعت الأعين على البقرة الهندية ، كبديل لأم الخير البقرة
الدنماركية ، ولكن سرعان ما تلاشت الأحلام دون أن تكون هذه البقرة هي منبع اللبن ومشتقاته ، لأن الشعب الهندي يُقدس البقرة كآلهة و يعبدونها من دون الله ويُحرمون على أنفسهم أكلها أو شرب لبنها ، ولأننا نعبد الله وحده فقد كرِهنا هذه البقرة وما يخرج منها من لبنٍ ومشتقاته ..


ثم تقلبت الأنظار في كل إتجاه بحثاً عن ما يملئ الفراغ الذي تركته البقرة الدنماركية ، حتى وقع الإختيار على البقرة المصرية ، ولكن بدت ملامح الفشل ظاهرة من البداية حيث أن أهل مصر شعب محدود الدخل وأبقارهم لا يكاد يملأ لبنُها حناجر أصحابها ، ونحن الشعب السعودي عُرف عنا أننا نستهلك أضعاف أضعاف مايحتاجه غيرنا من الشعوب وتلك هي الشراهة في المأكل والمشرب .. فلتذهب هذه البقرة لأنها لا تنفع كسابقتها الهندية ..


وما بين معمعة وأخرى وتخبطاتٍ هنا وهناك بحثاً عن بديل يدر اللبن بغزارة لم نترك بلداً إلا وقد تطقسنا أحوال أبقاره فلم نجد ضالتنا ..



ولسخرية الكاتب (( لأنه لايجوز أن نقول ولسخرية القدر
)) أننا بحثنا في دول العالم كله وغفلنا عن بقرتنا السعودية ..


لا أعلم هل هو جهل منا أم عدم ثقة في بقرتنا ، والجدير ذكره هنا أن كثير من الدراسات والبحوث أثبتت أن البقرة السعودية هي أجود أنواع الأبقار دون منازع .


ومن تلك البحوث هو ما خرجت به جامعة لبنان أن البقرة السعودية هي فصيلةٌ نادرة تدر اللبن بغزارةٍ ودون إنقطاع ، حتى أنهم أدخلوا روح الدعابة في البحث وقالوا أن ما تدره هذه البقرة لا يمكن إيقاف غزارته حتى يُربط ضرعها بخيط أحمر رفيع
..( مالسر في الخيط الأحمر ؟؟ حقيقة لا أعلم !!)


كذلك قامت مؤسسة علمية باكستانية بعمل دراسة مستفيضة لظاهرة غزارة لبن البقرة السعودية ، وتوصلت هذه الدراسة أن هذه بركة لا يمكن أن تُقطع كماء زمزم لم ولن ينقطع حتى يبعث الله الأرض ومن عليها ..


وقبل فترةٍ وجيزة خرجت جامعة صنعاء بتفسير ربما يكون له مبرراته في حل لغز البقرة السعودية ، فقالوا أنها سلالةَ ناقة صالح عليه السلام ، لأنها كانت تسقي قوم النبي صالح دون أن ينقطع لبنها ، وهذا تفسير لا يمكن أن نقول عنه إلا أنه منطقي ولا يعني ذلك صحته . (( فشكراً على مجهود إخوننا في اليمن )) .


لكن أرض القُدس أبت على نفسها أن لا يكون لها يدٌ في هذه البقرة فكلفت السلطة الفلسطينية أتباعها لتكريس الجهد والخروج بالسبق العلمي في ظاهرة غزارة ما تدره البقرة السعودية ، وصرح عميد كلية البحوث العلمية في الضفة الغربية ، بأن هنالك مؤشرات تدل على أن هذه البقرة أكلت من زيتون فلسطين المبارك فكان له الأثر في كثرة لبنها وبركته ..وهذا غير منافٍ للمنطق .. فشكراً لفلسطين الصامده على عروبتها وحبها لمشاركة إخوانها العرب في فك رموز هذه البقرة المباركه ..


ومن أرض الكنانة مِصر الإباء والحضارة ، خرجت جامعة عين شمس بعدة بحوث تثبت أن هذه البقرة كانت موجودة منذُ عهد الفراعنة ولا زالت البحوث جارية لمعرفة سر بقائها من عهد الفراعنة وحتى الآن ، والجدير بالذكر أن هذه الدراسة تربط بين تحنيط أجساد الفراعنة وبين بقاء هذه البقرة على حالها ..(( نتمنى من علماء مصر أن يُفككوا لنا رموز هذه البقرة )) ..


والكثير الكثير من الدول لا زالت تبحث عن هذا السر الغريب الذي هو سبب في غزارة ما تدره البقرة السعودية وآخرها البحرين التي غيرت مجرى البحث من علمي وروحاني إلى طبي بحت ..لكن دون جدوى ..



نحن لا يعنينا كشعبٍ سعودي ما يخرج لنا من بحوث ودراسات لمعرفة سر غزارة لبن بقرتنا المباركة ، بل نحن نُريد من علمائنا وخبرائنا أن يفسروا لنا لماذا هذه البقرة لا تدر اللبن هنا ؟؟


لماذا لا تدر هذه البقرة في الداخل ولماذا تمنع لبنها عن أصحابها ؟؟


هل يُعقل عندما نُريد لبناً أن نأخذ بقرتنا للخارج كي تدر اللبن ونستفيد منها ؟؟



اتمنى أن يخرج العلماء بحل لهذه المشكلة .!!




*نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي*