{ إِنــْــسَـــــانـــَـةٌ ... لاَ أَكْثــَرْ }
دقت الساعة ..
تمام الحادية عشر ليلاً
حان الموعد
لأدخل صومعتي
وأمارس طقوسي في الكتابة
أخرجتُ قلمي من غِمدهِ
وبدأت أبارز الأوراق
سطرت أولَ كلمة :
"
"
حبيبي
"
"
شعرتُ بتنميلٍ في يدي
وصوتٌ من أعماقي
أما مللتِ من تلك الكلمة ؟
يا امرأة ..
أجري قلمك في غيرها..
فهناكَ ماهو أكثر جدوى
من قصص الحب ..
وآهاته العقيمة..
****
*اكتبي عن [إسراطين]
والفكرة الخرافية التي أوحى لنا بها ذلك الفطن!!
كي نسترد فلسطين!!
أو بعض فلسطين !!
والقدسُ إن لم تعد فلابأس!!
كونوا أكثر مسالمةً واجعلوها /
[إسراطين]
واتركوا القدس لهم
ولاخوف
هم وعدونا بالسلام !!
ووعودهم لاتخيب..
فقد بدئوا بردم جسر من الجثث
كي يتسنى لهم السير عليه
ليقصوا الشريط
ويشربوا نخباً من النبيذ
محتفلين بالسلام
على ركام الضحايا
واسألوا [أردوغان]
****
اكتبي عن [التضخم]
والرجل البسيط
العم أبا محمد
وهو يتابع الأخبار
ويسمع المسئول يزف تلك البشرى:
اطمئنوا ياسادة :
معدل التضخم مازال بانخفاض!!
لن تضطروا للاقتراض
أعلم أن كيلكم
لربما قد فاض ..
ولكن هذه هي العولمة
يسأل أبا محمد ابنته:
تضخم .. ماهذا يا ابنتي ماهو التضخم ؟
تجيبه ابنته :
أي أنه يا والدي
سيُكسَرُ الغلاء
أيما انكسار ..
وتصبح الأسعار
لاشك بانحدار
وفي الصباح
يستيقظ المسكين
تدس أم محمد في جيبه ورقة
هذه طلباتنا لليوم
كلها أساسيات ..
فليس في راتبك متسعٌ للكماليات ..
يذهب للمتجر وهو يردد ..
[يافتاح ياعليم]
يتجول بعربته
ويجمع البضاعة
ويأتي ليدفع الثمن
يخاطب المحاسب:
مشترياتي يسيرةً
فعدها ودوِّن الحساب ..
حسناً /
المجموع ياسيد أبا محمد ألفاً وخمسمائة ريال
أبو محمد في دهشة:
كفَّ عن المزاح ألم تسمع المسئول ؟
بالأمسِ صــــرَّح
أن التضخم قد زال!!
قل أنها فقط خمسمائة ريال؟
المحاسب : حسناً أبا محمد
رد لي بضاعتي وابتع طلباتك من المسئول!!
التضخم زال؟
ذاك محض خيال!!
*****
أو اكتبي عن البطالة
وانتشار العمالة
عن ثقب الأوزون
عن البنوك
حين تكبل الموظف بأثقل الديون
عن كل شيءٍ اكتبي
إلا عن[ الحبـ]
توقفي
****
غاب ذاك الصوت
واحترت ماذا أكتب ؟
وعندها استرسل الإلهام
وجاء صوتٌ آخر /
{ سأكتب عن كل ماتقدم
عن كل ما يثار في أعماقي
عن موقف يهزني
سأكتب
لأنني
إنسانــــة لا أكثــر }
****
بقلم / صامطيـــة