حذرت الامم المتحدة من أن العالم بحاجة إلي اجراءات سريعة لتفادي أزمة مياه عالمية ناتجة عن ‏زيادة السكان وارتفاع مستويات المعيشة والتغيرات في الانظمة الغذائية وزيادة انتاج الوقود الحيوي.

ويحذر التقرير من أنه ما لم تعالج علاقات هذه الأزمات بالمياه وتحل مشكلاتها في أنحاء العالم "فإن ‏هذه الأزمات يمكن أن تتفاقم ومشكلات المياه المحلية يمكن أن تسوء متحولة إلى مشكلة عالمية، وتقود ‏إلى اضطراب سياسي على مستويات مختلفة
".

وقال تقرير شارك في إعداده أكثر من 24 جهازا تابعا للامم المتحدة وصدر قبل مؤتمر رئيسي عن ‏المياه بالتعاون مع 26 منظمة دولية واقليمية متخصصة بهدف ‏تحقيق الادارة الرشيدة للمياه وفي ضوء وجود 563 حوض مائى مشترك بين الدول على مستوى ‏العالم، فانه انه بحلول 2030 فإن نصف سكان العالم تقريبا سيعيشون في مناطق تعاني نقصا حادا في ‏المياه
.

وفي مقدمة التقرير الذي يحمل عنوان "المياه في عالم متغير" كتب كويشيرو ماتسورا رئيس منظمة ‏الامم المتحدة للتعليم والعلوم والثقافة "يونسكو" يقول ان التقرير "يوضح الحاجة إلي اجراءات عاجلة إذا ‏كان لنا أن نتفادى ازمة مياه عالمية
."

واضاف ماتسورا قائلا "على الرغم من الاهمية الكبيرة لكل جوانب الحياة الانسانية فإن هذا القطاع ‏ابتلي بنقص مزمن في الدعم السياسي وسوء الادارة ونقص الاستثمارات
."
وقال ماتسورا "نتيجة لذلك هناك مئات الملايين من الاشخاص حول العالم ما زالوا في شراك الفقر ‏واعتلال الصحة وعرضة لمخاطر الامراض المرتبطة بالمياه والتدهور البيئي بل وعدم الاستقرار ‏السياسي والصراع
."

واشار الامين العام للامم المتحدة بان كي مون مرارا الى نقص المياه كسبب رئيسي كامن في الصراع ‏في اقليم دارفور بغرب السودان والذي بدأ قبل ست سنوات. والمياه قضية رئيسية ايضا بين اسرائيل ‏وجيرانها العرب
.

ويبلغ عدد سكان العالم 6.6 مليار نسمة ومن المتوقع ان يشهد زيادة قدرها 2.5 مليار بحلول 2050 ‏ويحدث معظم النمو السكاني في الدول النامية وكثير منها في مناطق المياه فيها شحيحة بالفعل‏
.

وقال التقرير ان معدل النمو السكاني يعني ان الطلب على المياه الجديدة يزيد بواقع 64 مليون متر ‏مكعب سنويا. وأبلغ معدو التقرير مؤتمرا صحفيا أن معظم دول شمال افريقيا والشرق الاوسط بلغت ‏بالفعل الحدود القصوى لمواردها للمياه
.

و من المتوقع ان يعاني أكثر من ثلث سكان العالم من نقص المياه خلال الـ25 عاما المقبلة، ذلك أن ‏الإحصاءات تشير إلى أن العالم يستهلك الآن نحو 54 بالمائة من المياه العذبة المتاحة وأن هذه النسبة ‏قد تصل إلى 70 بالمائة بحلول العام 2025 نتيجة لزيادة عدد السكان
.

واضاف التقرير الذي يقع في 318 صفحة أن الهجرة من الريف الى المدن تزيد ايضا من استهلاك ‏المياه وكذلك زيادة استهلاك اللحوم -التي يتطلب انتاجها قدرا من المياه أكبر من الخضروات- في ‏الصين ومناطق اخرى
.

وقال برنامج البيئة التابع للامم المتحدة في تقريرسابق له ان انخفاض الغذاء سيحدث بعد اضافة ‏ملياري نسمة الى تعداد سكان العالم وان انتاج الحبوب تراجع في انحاء العالم وان صيد الاسماك ‏يتراجع
.

وكانت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة\' الفاو\' حذرت من حدوث فجوة غذائية عالمية جديدة ‏بسبب الانخفاض الملحوظ في محصول الحبوب العام الحالي مقارنة بالحصاد الوفير عام 2008‏
.

وقالت المنظمة إن المؤشرات الأولية المتوافرة تظهر انخفاض الإنتاج العالمي الكلي من الحبوب عام ‏‏2009 قياسا على سجل الإنتاج العالمي لعام 2008‏
.

وعزت المنظمة هذا الانخفاض إلى تقلص عمليات الزرع مقترنة بالظروف الجوية غير المواتية لافتة ‏إلى أن التزام هذا الاتجاه من المرجح أن يفضي إلى هبوط إنتاج الحبوب لدى البلدان المنتجة الرئيسية ‏في العالم
.

في حين قال التقرير ان اتجاه انخفاض تكاليف إنتاج الغذاء الذي ساد على مدى 100 عام ربما وصل ‏الى نهايته وان الزيادة الحادة في الأسعار العام الماضي دفعت 110 ملايين نسمة نحو خط الفقر‏
.

وأكد التقرير ان خطر تفشي أزمة غذاء حقيقية أمرا قائما في المستقبل ما سيكون له آثار واضحة ‏وخاصة على الدول التي تعتمد بشكل أساسي على الأسواق الخارجية لتدبير احتياجات شعوبها من ‏السلع الأساسية فضلا عن ان تلك الازمة ستشكل تهديدا خطيرا للفقراء في مختلف انحاء العالم حيث قد ‏ترتفع اعداد من يعانون من النقص الحاد في الغذاء الى اكثر من مليار نسمة
.

و في الدول العربية تبلغ الاحتياجات من المياه التى تبلغ حاليا 205 مليار متر مكعب سنويا سترتفع ‏عام 2025 لتصل الى 400 مليار متر مكعب نظرا للزيادة المطردة فى عدد السكان الذى يتوقع أن ‏يرتفع من 300 مليون نسمة حاليا الى 500 مليون نسمة عام 2025‏
.

وحذر مسؤول بمنظمة الامم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونيسكو" من تراجع نصيب الفرد فى ‏الوطن العربى من المياه خلال السنوات القادمة مشيرا الى أن حصة الفرد الواحد ستنخفض الى 800 ‏متر مكعب سنويا عام 2015 والى 600 متر مكعب عام 2025 أي بما يقل عن 10 في المائة من ‏معدل نصيب الفرد على مستوى العالم
.

وقال رضوان الوشاح نائب مدير مكتب منظمة "اليونسكو" ان نصيب المواطن العربى من مياه الشرب ‏سيتراجع نتيجة للزيادة السكانية ونظرا لما تعانيه المنطقة العربية من شح متزايد في مواردها المائية‏
.

وتوقع محللون أن يكون العام الحالي على الأقل عاما صعبا ويحمل تحديات مثل العام الماضي الذي ‏شهد زيادة في أعداد الأشخاص الذين يعانون نقصا في الغذاء بحوالي 40 مليون نسمة ليصل في العالم ‏حاليا إلى نحو 963 مليون نسمة‏
.

ويضاف التقرير إلى تحذيرات صدرت عن الامم المتحدة مؤخرا من الاثار السلبية للتوسع في تطوير ‏الوقود الحيوي ليحل محل النفط والغاز الملوثين للبيئة كمصدر للطاقة بسبب المياه اللازمة لانماء ‏محاصيل مثل القمح وقصب السكر لانتاج الايثانول